23 ديسمبر، 2024 2:06 ص

استقال الرئيس وعاد فهل من حلول ؟!

استقال الرئيس وعاد فهل من حلول ؟!

بادرت ومنذ ان شرعت بكتابة عمودي كما دأبت قبل ارساله الى جريدة الزمان بمتابعة عدد غير قليل من وكالات الانبار ومن خلال محرك ( كوكل ) بحثا عن خبر يشفي الصدور كما يقال ويمنحنا كمواطنين بارقة امل باختياررئيس وزراء في حكومة مؤقتة يحظى بشيء من القبول عند الشعب المسكين ..غير اني رجعت بخفي حنين كما يقول المثل العربي الشهير .. بل ان من يتابع الاخبار يصاب بخيبة امل كبيرة من احزاب ما زالت تصر على مواجهة التيار الشعبي الواسع والعريض في كل العراق والتي عبر عنها المتظاهرون المعتصمون الثوار في ساحات الكرامة في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الاوسط .. ومع احترامي لموقف رئيس الجمهورية برهم صالح الذي قوبل بترحيب كبير من المتظاهرين يقابله هجوم عنيف من تيارات سياسية اتهمته بالحنث باليمين ومخالفته الدستور ، الا انه بحسب راي المتواضع غير سليم حيث كان عليه مواجهة الضغوط واعلان موقفه الصريح ..الان عدل الرئيس عن الاستقالة وعاد ما يجعلنا نتساءل ما الذي تغيريا رئيس ؟! .. فما زالت الكتل والاحزاب متمسكة بالسلطة وغير مبالية بما يعانيه الشعب وخاصة المتظاهرين ، بل انها صعدت من موقفها الى حد المطالبة باقالة رئيس الجمهورية ومحاسبته لمخالفته الدستور !! ناهيك عن عشرات الاحاديث والاقاويل عن اسباب عودة الرئيس ! الذي اخطأ مرة اخرى بعدم مصارحة الشعب بخطاب يوجز فيه اسباب عدوله عن الاستقالة لكي يقطع دابر الاخبار غير الصحيحة .. ونعتقد ان هذا ابسط حقوق المواطنين والا فاين الشفافية التي تدعون ؟!
ما هو مؤكد ان هنالك مباحثات ومشاورات تجري خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة بين الكتل السياسية والرئيس ومن المرجح الان اعداد طبخات فاسدة للالتفاف على تطلعات مشروعة وبسيطة للشباب الثائر التي لخصها بكلمتين ( نريد وطن ) فهل هذا كثير ؟! غير ان الحقيقة التي ترفض الكتل السياسية فهمها هو ان لاعودة للمحاصصة وان مرحلة جديدة باتت ملامحها تكبر عنوانها العدل والقانون والمساواة ومحاسبة الفاسدين .. ولكن يبدو انكم ما زلتم تراهنون على ممارساتكم القمعية غير ابهين ولا مدركين انكم يوما بعد اخر تزيدون الهوة بينكم وبين الشعب الذي تحمل عبثكم وفشلكم واستهانتكم طيلة ستة عشر عاما .. لن نستغرب تصريحات عدد غير قليل من السياسيين وهو يدعي بلا حياء تمثيله للشعب وهو يعرف انه احتل موقعه النيابي او الوزاري بتزوير وصفقات متناسيا مقاطعة الشعب للانتخابات.. ولا نستغرب نحيبهم على خرق الدستور وكأنهم احترموه وهم يتفرجون ،على من اسموه الطرف الثالث ، وهو يستهدف المتظاهرين السلميين بالقتل والخطف والترهيب فمتى احترمتم الدستور وانتم تسرقون ثروات الشعب ليل نهار ؟ وعن اي دستور ملغوم تدافعون ؟!
لا نتوقع خيرا من سياسيين فاسدين غير ان ما نحن على يقين منه بان ارادة شعبنا لن تلين ويكفي شباب تشرين انهم اعادوا اللحمة الوطنية بين العراقيين وهو انتصار كبير ، لابد له ان يحقق التغيير .. ونتمنى ان نكون مخطئين ويثبت الرئيس انه فعلا مع الشعب لختيار رئيس وزراء بشروط المعتصمين الثوار وهم على حق يا سيادة الرئيس فهل تفعلها ؟!