تفاجئت كما تفاجئء غيري بالاستقالة التي قدمها وزير الدفاع الاميريكي من منصبه من دون ذكر الاسباب عبر مؤتمر صحفي قدمه فيه الرئيس الاميريكي اوباما ، ونحن ندرك جيدا ان الادارة في الولايات ليست مثل مثيلاتها في الدول النامية ، فللاشياء اسباب ودوافع ومبررات ، ولم تأت من واقع ارتجالي سريع ، بل عبر سلسلة من النقاشات العميقة في دوائر صناعة القرار المتصلة بمعالجة الازمات.
الرئيس اوباما جاء بوزير الدفاع “هيغ ” ليسهم في الحد من قوة البنتاغون ، لكنه لم يكن بالمستوى الذي تمناه الرئيس فضلا عن الخلاف الكبير بينه وبين (سوزان رايس ) مستشارة الامن القومي التي تربطها علاقة وثيقة مع الرئيس اوباما فضلا عن الاختلافات المتناميه مع مستشار الامن القومي بشأن الكيفية التي يتم عبرها معالجة تمدد داعش في الشرق الاوسط لاسيما في العراق وسوريا وفي بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر وليبيا وحتى في قطر، وقد لايشكل ذلك خطرا جديا على الولايات المتحدة بقدر الخطر الذي بدأ يداهم اسرائيل لتنامي قوة داعش في عمقها وداخل اراضيها.
الشراسة التي تميز بها المنتمون الى داعش وتطرفهم وعدم اكتراثهم بالموت ، جعل الاسرائيليون يقلقون بشكل كبير جدا الى المستوى الذي دفعهم ولاول مرة منذ زمن طويل السماح للمصلين من الاعمار شتى بالدخول للمسجد الاقصى وللاسبوع الثالث على التوالي فضلا عن تنامي قدرات حزب الله الذي لديه مقاتلين لايهابون الموت وسبق لهم ان اذاقوا الاسرائليون الضربات الموجعة .
اذا الخطر الكبير بدأ يداهم الاميريكان عن طريق تهديد اسرائيل ، ومن يدري فقد ينقلب داعش عليهم قريبا ويدك اوكارهم وتتحقق نبوءة حزب الله التي تقول ان اسرائيل نحو الزوال .