23 ديسمبر، 2024 8:04 م

سؤال نطرحه إمام الشعب العراقي بحاجة الى اجابة، هل يجرؤ مسؤول عراقي رفيع المستوى على تقديم استقالته لفشله في اداء مهماته؟ هذا طبع نادر الحدوث في بلادنا رغم إن العراق حصد أعلى النسب بالفساد الإداري والمالي وكل أسبوع يمضي هناك تحويل لـ 800 مليون دولار تهرب إلى الخارج بصورة غير شرعية ولا احد يعلم الى اين ولحساب من؟، كما إن هناك تلكؤ كبير في المشاريع  الاستثمارية والخدمية رغم إن السادة المسؤولين يتمتعون بامتيازات كبيرة  الا ان احدهم يراجع نفسه مائه مرة قبل الإقدام على تقديم الاستقالة، كما انه لا يوجد في العراق – الديمقراطي – ثقافة الاعتراف بالخطأ والفشل، رغم وجود دوافع حقيقية للاستقالة منها الرائحة التي تزكم الانوف نتيجة الفساد وعدم انجاز شيء للمواطن، لان المنصب بحد ذاته هو لخدمة الناس وليس  للمنافع الشخصية ، فعندما يشعر المسؤول انه لم يعد بإمكانه الإصلاح آو تحقيق مايمكن إن يقوم به، فان الصمت هنا لا يكون جائزا والاستمرار لا يكون مبرراً للمنافع الخاصة فقط.
فمتى يتخلى المسؤول عن الامتيازات، ويشعر انه ماكان ليكون في هذا المنصب الا بعد ان  اختاره الشعب املا منهم بأن يحقق بعضا من رغباتهم ومطالبهم فاذا حصل العكس فان وجوده سيتحول الى كارثة ومنفعة شخصية وهذا مخالف لما هو مطلوب.
ومن الامور التي نفتقر اليها عدم الركون الى شيء اسمه الاستقالة، الامر الذي ولد لدينا ان المسؤول يتشبث بكل قوة في منصبة ولاتهمه اي مصلحة اخرى سوى مصلحته مما يؤدي الى وضع العصا في دواليب عجلة الحياة، ولقد شاهد العالم كيف ان المسؤول الأجنبي لا يتردد بترك منصبه عندما يجد انه لايقدم  مايفيد المواطن هناك لانه يعلم انه موجود لخدمته.