احمد كونغفو فتى اقاصي الجنوب حيث لا ماء ولا كهرباء , لا يعنيه ميناء الفاو كبيرا كان ام صغير , ولا يعي خطورة وجود ميناء مبارك ما دام لا يزيد من كمية المياه الآسنة التي تعترض طريق خروجه الى عمله , حياته ومشاكله تتمركز في كمية من استكانات الشاي وعلب المياه وكم كيلو شكر وبعض من ( الخواشيك ) , لكونه جايجي في احد الشركات المفترشة لرمل البصرة التي غاب لونها وطعمها في ظل حكومات البترودولار العشوائية الشكل والمضمون استوقفني موقفه الحازم بإعلان استقالته بظرف يمر به الشرق الاوسط بجقلنبات كثيرة والديناصور الامريكي المستفحل دس انفه حتى العمق بين نهدي زبانيته من حكام مثيلين حد العظم , بالإضافة الى تطورات الضربة الامريكية على الطريقة الفرنسية الى سوريا والتي بالتأكيد سيصاحبها اهتزازات وارتجافات كثيرة , كل ذلك يدفعني وسيدفع غيري لاستفهام سر استقالة كونغفو في بلد تعتبر الاستقالة رجس من عمل الشيطان , وبعد حوار تليفوني رافقته الكثير من الاعتراضات لأجهزة التصنت حيث البصرة محكومة بشبكة الدرع الحديدي لتمرير ألمفخخات وبأجواء مثالية لم افهم من كونغفو إلا نبرة الطيبة وجسامة الأمر , الذي وعك صحته , بدرجة كبيرة لكن بالتأكيد اصغر من وعكة المام الغائب عن الدوام لأسباب مجهولة , وأخيرا وبعد فك لطلاسم الكثير من جمل كونغفو , المتداخلة مع بعضها كحديث البرلمان في فرصة الطعام , علمت بأن كونغفو قدم استقالته لكون احد زملاءه في العمل قد امتهن آدميته من خلال رفع صوته في حضرة ( جايخانته ), مع العلم ان زميل كونغفو لم يطلب منه الاستقالة , بالمحصلة النهائية كونغفو مستقيل ولدي نسخة من استقالته , والآن كم يستطيع ان يحافظ على آدميته من ارباب العمل , برلمانيين ورجالات حكومة , وسياسيو مساطر , وهل صوت العامل البسيط في ( جايخانة ) كونغفو اعلى من صوت الشعب , الذي هدر في كل مكان , من مدن العراق , اعتقد ان احاسيس كونغفو واحترامه لنفسه هي القضية , لم يحدد الشعب طلب استقالاتكم , لكنه طالب بحق اقرته المرجعية الرشيدة التي يعج اسمها في مفرداتكم وأكدت مشروعيته , وانتم مطنشون , لا شعب تسمعون ولا مرجعية تتبعون , ارباب دولة ام ارباب سوابق انتم ؟ وما بين استقالة كونغفو وتظاهرات الشعب يظهر جليا اللون القوس قزحي البرلماني حيث اختفت اصوات التأييد الاعلامي لإلغاء تقاعد البرلمائيين في قبة البرلمان , البعض من الجمهور يسميها تكشف الاقنعة وأنا اسميها بقاء الاقنعة على حالها , فأولئك هذه وجوههم لكن الشعب اغمض عينيه عن بشاعتها , هذه كانت خطواتهم منذ القدوم الاول بعباءة الموت الطائفي الذي ابتدعوه , وخرائط الهويات الفرعية التي غيبو فيها هوية الوطن الحقيقية , وكونشيرتو الدمج للموسيقار أغاي ساس , وثورة الهاشمي لللكواتم وصولة العيساوي للدفاع عن مفخخي الابرياء , وخطيبها الملافي من يوم قطع الرؤوس, واقفال الخط السريع لصاحبه حاتم السلمان , ورحلة سجناء ابو غريب للسياحة والسفر , غربيون وشرقيون وجنوبيون تكالبوا حد التخمة , مع عزل نصيب لرجالات تمطرحو على التلة في كردستانسكو , مع جل احترامي لشعب هذه المناطق من العراقيين الشرفاء الحالمون باستقالة جماعية لهذه الشلة المثقلة بالسرقة والرشوة والموسومة علاماتهم في وجوههم من أثر الكي , لا السجود .
[email protected]