22 نوفمبر، 2024 1:59 م
Search
Close this search box.

استقالة عبد المهدي.. وسقوط احجار الدومينو

استقالة عبد المهدي.. وسقوط احجار الدومينو

لقد تغولت الاحزاب الحاكمة وميليشياتها كثيرا، واعتقدت انها تمكنت من حكم العراق لامد طويل، فتمادت في السلب والنهب والقتل والاختطاف وعاثت في الارض فسادا ، وخربت دولة عمرها الاف السنين من الحضارة
ونتيجة لذلك ولسوء ادارة الدولة من قبل هذه الاحزاب وجشعها اللا محدود، اضافة الى فقدانها للحس الوطني، انتفض الشباب من الجيل الجديد غير الملوث بعقائد بالية، ولا بمقدسات مزيفة، وهو يرى الحالة البائسة التي وصل اليها العراق، فخرج مطالبا بوطن يحميه ويأويه، بوطن يصون كرامته، وطن بديل عن احزاب فاسدة وقادة جهلة يضفون القدسية على انفسهم الوضيعة، وهم مدنسون من اعلى رأسهم الى اخمص قدمهم بالفساد وسرقة اموال اليتامى والفقراء
ان هذا الجيل الثائر الذي قيل عنه فقاعة واتهموه بشتى الاتهامات، هو الروح العراقية الرافدينية الخلاقة التي تأبى الضيم. انه جيل الانتصار على الخرافة والعقليات الطائفية المتخلفة، جيل جاء من عمق حضارة سومر وبابل واشور. وليس من اولاد اتباع الولي الفقيه، مسيلمة الكذاب
وهاهم احفاد العظماء ينتصرون بالدم، كما انتصر اجدادهم على مر الزمان، ويقف معهم شعب اصيل ليبارك انتفاضتهم المجيدة
وقد استطاعوا بدماءهم وصمودهم بوجه الهمجية من اختطاف انظار العالم، وتمكنوا من اقالة رئيس وزراء ملطخة يده بالدم العراقي الطاهر . والذي كان حجر الزاوية الذي اختبأت خلفه كل خفافيش الظلام. . وباسقاطه سينهار النظام الفاسد باكمله ويتداعى كاحجار الدومينو ، وهاهو يترنح ولحظة سقوطه باتت وشيكة، بعد تخبط احزاب السوء في عمليات المساومة والصراع على تنصيب رئيس كارتوني جديد، وقد اعيتهم الحيلة، امام اصرار الشباب الثائر على مبادئهم واهدافهم ، فاستعانوا بقاسم سليماني الذي علمهم الشعوذة والقدسية الزائفة ليساعدهم ويملي عليهم واجباتهم، مدفوعا باوهام ولاية الفقيه بتصدير ثورة الخرافة والدجل

لقد مثلت الانتفاضة ومانتج عنها من استقالة عبد المهدي بداية النهاية لنظام المحاصصة الطائفية، وبداية سقوط الدولة العميقة ومعها الاحزاب المتنازعة على السلطة بالرغم من المحاولات العديدة لاسكات صوت الانتفاضة

وما هذا الذي نشاهده من البحث عن رئيس وزراء جديد من نفس النفايات السياسية الفاسدة الا صحوة موت ، ليكون واجهة للاحزاب الحاكمة دون فعل مؤثر ، وهو مرفوض ابتداء”من الثوار ومن الشارع العراقي . فالشعب يريد اسقاط النظام وليس استبدال رئيس وزراء باخر اسوء منه. وهو لن يقبل باقل من انتخابات مبكرة باشراف الامم المتحدة، وبقانون انتخابي جديد ومفوضية من خارج الاحزاب السياسية

ان شعارات الانتفاضة المناهضة لايران ولولي الفقيه ، تظهر بوادر انحسار النفوذ الايراني، وتصفية فكره العفن في العراق وفي المنطقة كلها

لقد انتابت ايران حالة من الذهول نتيجة الانتفاضة العراقية، رغم انها ليست المرة الاولى، الا انها الاخطر في تاريخ النفوذ الايراني في العراق، وسوف لن تجدي مشاريع قاسم سليماني الجديدة القديمة والوعود الكاذبة بتحسين الاوضاع، كما جرت الامور سابقا . فهذه المرة دفع الشعب المنتفض خمسمائة شهيد واكثر من عشرين الف جريح ومعوق والاف المختطفين والمعتقلين والمغيبين، فليس من السهل خداع هؤلاء المنتفضين وقد خبروا اكاذيبهم طوال سبعة عشر عاما من القهر والهوان

وازاء ذلك ستعمل ايران على خلط الاوراق للخروج من هذه الازمة المستعصية عليها، لكون العراق النافذة الوحيدة لديها للتهرب من العقوبات. ولكن ذلك سوف لن يجديها نفعا، حيث ان الاوراق المتبقية لديها قليلة. فمخطط استخدام داعش لتهديد الشعب العراقي قد تم القضاء عليه، رغم محاولاتها اليائسة . اما اذنابها من الاحزاب العميلة فقد انكشفت الاعيبها وخصوصا اللعب على الدين والطائفية، والتي رفضها الشارع المنتفض جملة وتفصيلا
تبقى الدولة العميقة التي تعمل من تحت الطاولة وتخشى الظهور وانكشافها. وحتى هذه لم يعد بيدها شئ سوى استخدام يد الغدر والعنف تجاه المنتفضين عن طريق ميليشياتها . وهذا الاسلوب سوف لن يجد نفعا رغم الضحايا المهولة. وقد اصبحت مجازرها الوحشية على طاولة الدول الكبرى ومجلس الامن

وفي هذه الاجواء المتأزمة سينشب صراع داخلي بين الاحزاب العميلة وهي متشبثة بالسلطة نتيجة تبادل الاتهامات والصراع الطويل المخفي بينها. واللصوص يختلفون دائما في نهاية المطاف

لقد اسقط بيد الاحزاب الفاسدة اذن ، ولم يبق الا الاجهاز عليها ، وازاحتها من المشهد السياسي ، بعد ان تبين للجميع ان استخدام القوة واساليب القمع والقتل سوف لن تثني الشعب عن تنفيذ مطاليبه العادلة ، واصبح القرار بيد الشباب المنتفض، وما عليهم سوى الحذر من دسائس الاحزاب ومحاولة تشويهها او القضاء عليها بدس مرتزقة بين صفوف المتظاهرين

ان الحدث البطولي لشباب العراق المنتفض سيسجله التاريخ باحرف من نور
واذا كان هناك صمت على ما يجري في العراق . فان لجراح الضحايا فم وصوت سيسمعه حتى من به صمم. فالى امام والنصر حليف الثوار

أحدث المقالات