23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

استقالة سعد الحريري – من زاويةٍ خاصة !

استقالة سعد الحريري – من زاويةٍ خاصة !

في محاولة فهم طبيعة وابعاد هذه الأستقالة الفريدة , لا بد اولاً من استقراء التأثيرات وردود الأفعال” الآنية ” لعموم الشارع اللبناني : مسيحياً ’ شيعياً , سنيّاً , درزياً ومستقلاً , وثمّ اعادة الأستقراء بصيغة تتابعية , ويعقب ذلك استقراء ما تنهمك بكتابته الصحافة اللبنانية المتعددة الأتجاهات , بغية التوصل الى درجةٍ اقرب لمدى الرؤية .

ومهما فتحت استقالة الحريري من حولها من زوايا نظر ديناميّة متعددة , وما تزامن معها وعززها واعقبها من خطابٍ اعلامي سعودي متشدد , كما مهما ادّت الى إرباكٍ سياسي – حكومي في بيروت , وكذلك على مستوى الأحزاب والقوى السياسية والرأي العام اللبناني ايضاً , فأنها ولربما كما مخططٌ لها او كتحصيلِ حاصل , فأنها قد فتحت بوابةً من بوابات ” الحرب النفسية ” على صعيد جماهيريٍّ محدد وغير ضيّق في الشارع اللبناني ضد حزب الله وضد ايران معاً , عبر إبراز دور حزب الله في التحكم بمقدرات وبالسياسة الخارجية للبنان وخصوصاً علاقة ذلك بالعلاقات العربية – اللبنانية وما تعكسه من تأثيراتٍ اقتصاديةٍ على الشعب اللبناني .

لا يمكن إطلاق تصورات وتحليلات مسبقة او شبه قاطعة او جازمة بصواب الإستقالة او عدمها , وما سيفرزه ذلك , فالوقت ما فتئَ مبكراً , وبالرغم من عدم وجود نقد اعلامي او سياسي غربي لهذا الحدث , إلاّ أنّ اقرب الصور القادمة من استقراء تفاعلات الأحداث , فأنّ إقالة رئيس وزراء لبنان لنفسه او بتناغمٍ سعودي مشترك , فأنها تهدف الى ممارسة ضغوط سياسية ثقيلة على الغالبية العظمى من الأحزاب والقوى السياسية المتنفذة في الساحة اللبنانية ومعها الأجهزة الحكومية والنيابية , لكي تمارس بدورها الضغوط السياسية على نفوذ حزب الله و حجم وتحجيم دوره الداخلي والخارجي في لبنان , ومن ثمّ تشكيل ونسج رأي عام جديد وحيوي بالضد من حزب الله , وبتناغم وتؤاؤم امريكي – غربي وخليجي , فأقلّ الحسابات لذلك فأنّ اضطراب الأوضاع الأمنيّة العربية والخليجية وعلاقته العضوية بالتوجهات الأمريكية بالضد من ايران , وما يرافقها من أزمات قطر وسوريا واقليم الأكراد ” وانعكاساتها على اسعار النفط ” , فأنها توحي بتوجهاتٍ الى تكبيل دور حزب الله على كلتا الساحتين العربية واللبنانية . وكما أشرنا في اعلاه , فأنها اقرب الصور اللواتي وصلتنا في الإعلام , لغاية الآن .!