السياسي عندما يطفو على السطح يكون شخصية عامة معرضة للمراقبة والتقييم بكل افعاله وتحركاته واقواله ، وتوثق تصريحاته وتقارن لاحقا للتاكد ومعرفة تطابق مواقفه التي تمثل مبادئه التي من خلالها ارتقى العملية السياسية وانتخبته الجماهير لاجلها .. ومهما يدعي من وطنية وابتعاد عن العرقية والطائفية لكنه بالتالي لابد من ان يعود اليها ليحصل على رضا جمهوره بهدف اعادة انتخابه وتجديد الثقة به كونه حمل همومهم باخلاص ودافع وقاتل من اجلها …
ولو اخذنا مثالا محافظة نينوى العراقية .. فان جمهورها وبالنظر لبعض الخصوصيات الي تميزهم لكنهم يشتركون في نفس الهموم مع اخوانهم في باقي محافظات العراق .. ولو اخذنا رايهم او استفتيناهم بنواب محافظتهم ، فمن غير المعقول والمنطقي ان مواطنا موصليا واحدا سيعيد انتخابهم .. ” نستثني من ذلك بعض النواب المستعربين عشائريا والذين ستقف معهم عشائرهم سواءا عملوا ام لم يعملوا للمحافظة من باب (( انا واخي على ابن عمي ، وانا وابن عمي على الغريب )) بهدف المصلحة الضيقة و التطرف الانتهازي “.ولكي نوضح للراي العام بان مقالنا هذا هو استفتاء جماهيري مبكر للانتخابات القادمة .. ولكي يطلع متصدروا العملية السياسية بكافة اطيافهم بشان راي اهالي مدينة الموصل الحدباء بسياسييها ومواقفهم .. لذا سناخذ مثلين عنهما بغاية مقصودة وكثرت عنهم الاقاويل والحرب النفسية والاعلامية .. وانا اؤكد حياديتي وعدم تحزبي لاي جهة كانت ولكني ابدي عن مواقفي الشخصية ومواقف اهل نينوى الذين اعيش معهم ولم افارقهم او اغادرهم يوما ابدا ..
وسيكون مثالنا النائب عن نينوى عبد الرحمن اللويزي .. والاخوين اسامة واثيل النجيفي .. ليس من باب المقارنة بينهم ولكن لنوضح حقيقة المواقف عنهما وما هي اراء اهالي نينوى بهما كنموذج فقط ..
في ظل الظروف القاهرة والصعبة التي تعرضت لها محافظة نينوى منذ عام 2003 وهي المعروفة بشجاعة وصلابة وحكمة رجالها فمن البديهي انها لن تقبل ابدا باي احتلال واي مهانة لكرامة اهلها والذي اعتمدته القوات الامريكية وقوات الشرطة الاتحادية وعلى راسها “لواء الذيب سيء الصيت ” فليس من السهل ان تحاول تركيع محافظة ملأى بالرجال العظام الذين قاتلوا من اجل العراق منذ تاسيس الدولة العراقية والى يومنا هذا ..
فبعد ماذاقت المحافظة من ويلات القوات الامنية وتطرفها الطائفي والعنصري الواضح ضد اهلها .. ليجيء بعده تنظيم داعش ليخلصهم من ويل وينزل على اهلها ويل اخر .. وبانتظار الناس لازالة الويل الاخير .. يترقب اهل نينوى ويل اخر جديد لايقل خطورة عن الويلات السابقة الا وهو “الحشد الشعبي” الذي تسمع من منتسبيه بكل صراحة ووضوح انهم يتوعدون الموصل واهلها بالويل والثبور والتدمير الكامل !!!
فمما ورد انفا يمكن فهم مطالب اهل نينوى قاطبة واهل الموصل خاصة انهم مع تحرير محافظتهم ولكن ضد من يريد ان يدمرها ويقتل ابنائها ويشردهم كما فعل بمحافظات الانبار وصلاح الدين وديالى وجرف الصخر وغيرها من المناطق التي حصلت فيها مجازر بشعة بحق اهلها لكونهم من مكون معين لاغير ..
فهل ياترى لو استفتينا اهالي الموصل لاعادة انتخاب اللويزي ؟ فعلى كم صوت سيحصل وهو الذي يجرح كبرياءهم يوميا وبدون حياء بالتملق لدولة القانون حتى ان عشريته الاصيلة ورجالها تبرأو منه ومن مواقفه المخجلة بحق اهالي الموصل ومقاتلته الشرسة لارضاء نوري المالكي ومعيته لاعتقاده انهم سيقفون معه في منصب زائل هزيل مخزي ..
وبالمقابل تجد ان هناك هجمة شرسة اعلامية وسياسية ضد كل من اسامة واثيل النجيفي واتهامات يسوقها اللويزي وبعض نواب نينوى الذين لايختلفون عن منهج اللويزي يساندهم فيها اعداء النجيفيين اللدودين في بغداد في الحكومة ومجلس النواب ..والنقطة المهمة التي لابد من التركيز عليها .. ان هذه الهجمة ضد الاخوين النجيفيين تصب في صالحهما و قد رفعت عاليا من رصيدهما عند اهالي نينوى سواءا رضي اللويزي ام يرضى بعلمه او بدونه .. ومهما طبل وزمر فان الحكم والحكم لجماهيرهما وهم من سيقرر دون غيرهم والصورة واضحة للجميع دون تزويق وعواء .