16 سبتمبر، 2024 10:24 م
Search
Close this search box.

استفتاء ماكــر

نشر السيد أحمد ملا طلال على صفحته الشخصية في الفيس بوك بأنه أنجز عقدا مع قناة الشرقية ، وستكون اطلالته القادمة عليها ، إلى هنا ينتهي الخبر ، لتبدأ سلسلة من التعليقات تشكل بمجموعها استفتاءً غير مدبر ( أو مدبر ضمنا ) للشرقية ولأحمد ملا طلال ..

أحمد ملا طلال ، إعلامي كفوء ، ووجه مقبول ، لكنه غير محايد بالرغم من حرصه على اظهار ذلك ، وقد تجلى الأمر بترشيحه ضمن قائمة دولة القانون انسجاما مع ولائه للمالكي ، وكان يعتقد بأنه اختار الحصان الرابح ، حتى جاءت الخسارة مزدوجة ، خسارته في الانتخابات ، وخروج المالكي من رئاسة الوزراء .. وحين أراد العودة إلى قناة الرشيد ، وجدها قناة مفلسة غير قادرة على دفع ما كان يتقاضاه منها قبل أن يتفرغ للانتخابات ..

أعلن أحمد ملا طلال عن ارتباطه بالشرقية ، فلماذا الاعلان وكان يمكن أن يفاجئ جمهوره بالظهور الفعلي متى ما تم ذلك ؟

أحمد إعلامي ذكي إنه أراد امتحان إحساس يعرفه مسبقا ، فهو يعرف أن جمهوره غير محايد وهو لا يطيق الشرقية مهما حاولت التقرب إليه ومهما حاولت طعن السياسيين السنة ، فجمهور أحمد يرى إن الشرقية قناة بعثية وطائفية ولا حاجة لأدلة يمكن أن يقودها الآخرون ليؤكدوا العكس .

الغالبية الساحقة من التعليقات كانت تستنكر اتفاق أحمد مع الشرقية ، إذن الأمر معروف لأحمد قبل غيره وهو يشكل رسالة للبحث عمن يمد لأحمد يد العون لإلغاء الاتفاق مع الشرقية ، والعون لا يكون إلا بوظيفة أو موقع محترم والاحترام يحدده العرض المالي المرافق لا غيره ..

أما الشرقية فإنها تحاول عبر كسب أحمد ملا طلال ضرب البغدادية وبرنامج ستوديو التاسعة على وجه التحديد ( ليس لأنه برنامج مهني ، فلا علاقة له بذلك ، بل لنسبة المشاهدة التي يحققها ، فالفضائح وحالات الفساد تثير حب الاستطلاع وإن ابتعدت عن قوانين المهنة ، فالاعلام لا يطلق الأحكام إنه يعرض المعلومات وللمشاهد أن يتوصل إلى هذا الحكم أو ذاك ، هذا ما كنا نسمعه على مقاعد الدراسة )، لأن الشرقية لا تمتلك برنامجا سياسيا يستقطب جمهورا ، بل أن حصاد العاشرة الاخباري تحول إلى برنامج سياسي مرتبط بجهد القناة في مجال زيادة ارصدتها المالية ..

إنه زواج مصلحة بعمر قصير ، للشرقية أهدافها وإن بذخت في العقد ، ولأحمد ملا طلال أهدافه المالية ورسالته للآخرين بأنهم اضطروه للعمل مع سعد البزاز ، وهما أي أحمد وسعد لا يطيقان بعض ، وإن تشابهت وسائلهما ..

زواج المصلحة هذا انفرط قبل أن يتم ، وأظن أن السبب يكمن في انكشاف الأهداف ، فرسالة أحمد ملا طلال وصلت الآخرين ، وسرعان ما استغلها الدكتور جمال الكربولي ليوقع عقدا مع أحمد للعمل لصالح قناة دجلة ..

إنها لعبة يتبارى فيها المشتركون ليس لتحقيق منفعة إعلامية أو خدمة جمهور المشاهدين ، إنما لتحقيق مصالح وتنفيذ أجندات لا غير ..

أحدث المقالات