18 ديسمبر، 2024 11:44 م

استفتاء دعائي لإنفصال إنتخابي

استفتاء دعائي لإنفصال إنتخابي

إستفتاء كردستان؛ للإنفصال؛ بغية إقامة الدولة الكردية المزعومة، إسلوب دعائي مبتكر، من أحدث موضات التثقيف الانتخابي، القائم على إرهاب الناخبين ديمقراطيا؛ لأن اللعبة على مدى 14 سنة مضت، كانت سنة وشيعة.. وبعد إستنفادها، أطلقوا الآن جدلية الكرد والعرب.
إنها تمثيلية، وليس إستفتاءً للإنفصال بدولة كردستان الكبرى،… لكن جل ما أخشاه ان تكون الازمة بين الحكومة المركزية، وحكومة الاقليم، محض افتعال، وفيلم هندي، يسبق الانتخابات مثل كل الصرعات المبتكرة لتحشيد الناخبين نحو صناديق تعصمهم من خطر الانفصال.. كردا عن العرب، في الانتخابات المرتقبة، بعد ثبوت فشل جميع الاحزاب، في المركز والاقليم، مشغولة عن العمل الوطني بالنهب والفساد الذي طال اموال العراقيين وبدد ثروات الاجيال ورهن المستقبل بديون ثقيلة وهن لها عظم الاقتصاد الخاوي.
بكل ذلك خسرت احزاب المركز والاقليم ثقة المواطن، الذي توعد بعدم انتخابهم؛ لذلك إفتعلوا له فرية الوطن المعرض للانقسام، إنشطارا بين كرد وعرب، بعد ان فقدت لعبة الاحتقان الطائفي بين الشيعة والسنة بريق اثارتها الالمعية السابقة، التي شغلت بعض المتطرفين الى أن فقئ البالون وإنكشفت ابعاد الخدعة التي اريد بها كيدا للطرفين.. سنة وشيعة، مثلما يحدث الان.. عربا وكردا.
لذلك تحول الدهاة الى ثنائية الـ “كردايه تي” والـ “عروبة” والدولة والانفصال، مسبوقتان باستفتاء صوري، ولد من مخاض عسير ليوأد فور ولادته.
انها لعبة يديرها الطرفان.. العربي والكردي، في العراق، على حد سواء، بغية إشعار المواطن، ان مصيره معلق بهم.. أما ينتخبهم او يتمزق العراق إربا اربا.
فكرة الدولة الكردية احبطت منذ الانتداب البريطاني مطلع القرن العشرين، لكن حاز الملا مصطفى قصب السبق بتنظيم الكفاح المسلح نحو استحصال الحقوق الكردية المشروعة، اما ماهي تلك الحقوق، فهذا شأن ملتبس.. يطول ويعرض ميدانيا.. على ارض الواقع، من دون ان يرد فيه مصطلح انفصال وحدود دولة!
مثلما يسجل لمسعود البرزاني، ارساءه دعائم دولة كردية محتملة، تظل علقة في علم الغيب، قد يحين اوان مناسب لها.. قد!!! وقد…
الفكرة موؤدة لانها بلا منفذ طبيعي.. الدولة الكردية المفترضة، محاطة باعدائها.. ايران وتركيا وسوريا والعراق، من دون ان تحوز تاييدا دوليا.. لا امريكا ولا روسيا ولا الصين ولا سواهن، مستعدة لخسارة علاقاتها بدول رصينة وطيدة الاركان، من اجل دولة وليدة هشة.. غضة العود، قدلا تتكامل وجوديا ولاتستوفي مقومات بنائها..
حتى اسرائيل التي تحث حكومة كردستان على الانفصال، لن تلتزمها عندما يجد الجد، وهوما فعلته مرات عدة مع الملا مصطفى من قبل.. خذلته في اكثر من موقف، مرة باشارة من الشاه ومرة باشارة من تركيا او العراق او سوريا او… فليس في السياسة مواقف والتزامات! واهم من يؤمن بغير التنصل من الوعود عندما تقتضي المصلةتنصلا؛ فالثبات الوحيد في السياسة هو اللاثبات!
اكثر الاحزاب والشخصيات السياسية ساكتة؛ لأنها مطمئنة ومتطامنة مع اللعبة، بل تدير عتلاتها وتحرك عجلاتها وتضغط الازرار باصابع من خداع السياسة المألوف، قبل الانتخابات.. دائما وفي كل مكان.
انها لعبة انتخابية يريد بها السياسيون ذبح الجنوب والوسط، بسكين الشمال.. قربانا للمناصب، من دون ان تتلطخ ايديهم بدم الضحية، من خلال انتخابات تعيدهم للسلطة مرة اخرى يمارسون فسادهم، والمكونان الرئيسان في الشعب العراقي.. بطرفيهما.. العربي والكردي، يقولان لهم: “إنعم الله عليكم حميتونا من الانشقاق”.