23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

استفتاء بارزاني إلى اين؟

استفتاء بارزاني إلى اين؟

رغم أن قضية الاستفتاء مطلب داخلي إلا أنها جاءت ضمن الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية في الشرق الأوسط وان مسعود بارزاني أصبح جزءا من هذا التوجه ويحاول استخدامه لاغراضه الشخصية رغم علمه بصعوبة استقلال كردستان من دون موافقة إقليمية ودولية.
إيران لن تسمح للوجود الإسرائيلية على حدودها وتركيا تعلم لو نجح مسعود فإن مشروع تفكيك تركيا سيكون على طاولة.
العراق اذا أمن كركوك بيده ونسق مع إيران وتركيا لن يضره استقلال كردستان على العكس سيستطيع العرب (سنة وشيعة) من تحقيق الاستقرار من دون لعب الاكراد على الطرفين واستخدام مظلوميتهم التاريخية كورقة ابتزاز لتقاسم السلطة داخل المركز وربع الميزانية العراقية دون مسائلة، إضافة إلى إمتيازات أخرى.
الإدارة الأميركية رفضت الاستفتاء ولكنها لم تضرب بيد من حديد على المروجين مما يجعل أمره مؤجل وخاضع لموازنة القوى في الشرق الأوسط وورقة ضغط على إيران وتركيا وحتى الملف السوري وحجم النفوذ الروسي في المنطقة.
حكومة العبادي على مشارف نهاية دورتها وأمام كم هائل من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية يصعب إدارتها حتى على دول مستقرة.
سياسي العراق العربي منقسمين في كيفية التعاطي مع الأزمة الكردية وكل له دوافع وأهدافه الشخصية أو الفئوية يحاول تمريرها من خلال تأجيج الصراع الكردي العربي.
إجراءات العبادي قانونية وصحيحة للضغط على البارزاني لكنها لا تستند على مشروع عراقي وطني لحل القضية الكردية ضمن مفهوم الأمني القومي.
فمواطنة الكرد وانتمائهم للدولة المركزية مازال غير محسوم، واستقطاع ربع ميزانية العراق من دون مسائلة أو تدقيق أو حتى استحقاق أسوة بالمناطق الأخرى. ووجود قوة عسكرية (بيشمركة) مستقل عن إرادة المركز أمر في غاية الخطورة. كما وان حدود كردستان وعلاقتها مع دول محذورة يشكل خرقا استراتيجيا.
إن مطالب بارزاني تتجاوز كل الخطوط الحمراء وتضع بغداد أمر تحدي وجودي أن لم يعاد تعريف الفيدرالية الكردية على أساس نظام إدارية ضمن منظومة الدولة الواحدة فإن مسالة استقلال كردستان ستظل ورقة ابتزاز أكثر من كونها مطالب شعب.