7 أبريل، 2024 7:50 ص
Search
Close this search box.

استفتاء الكورد وتداعياته على الصعيد الدخلي ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايختلف اثنان بان استفتاء اقليم كردستان الذي جرى في 25 من شهر ايلول/ سبتمبر الماضي خطأ فادح ارتكبته القيادة الكردية رغم كل التحذيرات الاقليمية والدولية ناهيك عن تجاهلها للرفض الداخلي واقصد هنا الحكومة الاتحادية ، فالاستفتاء رغم انه احدى ادوات الديمقراطية للتعبير عن الراي لكنه جاء في توقيت حرج للغاية تعيشه منطقة الشرق الاوسط في ظل تحديات الارهاب والاستقطاب الحاصل بين الدول الكبرى والاقليمية والتي يحاول كل منها فرض ارادته وتحقيق مصالحه في منطقة حيوية للغاية…

لااحد ينكر بان الكرد من اكثر القوميات في العالم تعرضت الى اضطهاد وظلم منذ عقود ، وقراءة متوازنة للتاريخ تظهر حجم النكبات التي مرت بها؛ فالقومية الكردية حاولت اقامة كيان مستقل لها اكثر من مرة لكنها لم تنجح بسبب التوازنات الدولية والتي وضعت خط احمر على مشروع الدولة الكردية او مايسميه الكثيرين بالحلم الكردي..

الاكراد في العراق كانوا قبل الاستفتاء في وضع مستقل وشبه دولة ينقصها فقط الاعلان وبنسبة تصل الى 90% عن الحكومة الاتحادية في بغداد ولهم وضع خاص في الكثير من النواحي بالاضافة الى انهم يمثلون قوة لايستهان بها في القرار الحكومي وهذا امر لايخفى على احد…
لكن المضي بالاستفتاء رغم معارضة دولية واقليمية وداخلية خطأ وقعت فيه القيادة الكردية وكان لها نتائج قاسية للغاية فقد خسر الكرد سيطرتهم على جميع المناطق المتنازع عليها التي بسطوا نفوذدهم عليها بعد 2003 في ليلة وضحاها ناهيك عن الضرر البالغ الذي تعرضت له قوات البشمركة بالاضافة الى الخلافات الحادة التي برزت بين اقطاب الماكنة السياسية في كردستان والاتهامات المتبادلة التي وصلت الى حد التخوين وهو مانراه خطير للغاية ، لانه قد يؤدي الى حريق هائل يعيد الاقتتال الداخلي الذي جرى في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي.

كل الدول الاقليمية المحيطة بالعراق وخاصة تركيا وايران توحدت مواقفها في ليلة وضحاها بسبب استفتاء كردستان لانهما يعتبران انفصال الاقليم خطر وجودي لها كونهما يضمان ملايين من الكرد الذي ستدفعهم حمى انشاء الدولة الى اضطرابات دامية..

قبل سنوات سالت سياسي كردي عن رايه في تشكيل دولة كردية فرد ؛ انه حلم جميل ربما لن يتحقق الان لكن ربما بالغد وعلينا ان نفكر جديا بقرار الانفصال ؛ لان العراق ضعيف الان لكن هناك ايران وتركيا وكلاهما قطب ضخم لن يتهاونا معنا وسيقاتلان لاخماد الحلم..!
الان وبعد بسط القوات الاتحادية سيطرتها على كل المدن المتنازع عليها ومنها كركوك التي يسميها الكرد قلب كردستان فقدت القيادة الكردية نحو نصف الاراضي التي كنت تحت قبضتها في غضون ايام وبات حلم الدولة في مهب الريح بالاضافة الى ان تلك الاحداث لن تمر دون اهتزازات كبيرة في الموسسة الحاكمة في الاقليم والنتائج ستكون قاسية جدا بالتاكيد..

اعتقد ان على الحكومة في الاقليم ان ترتب اوراقها على وجه السرعة وان تقلل من خسائرها بالانفتاح على الحكومة الاتحادية وان تتعامل بمرونة اكبر من الاحداث وتوقف ماكنة التاجيج واي صدامات لانها الخاسر الاكبر منها بالتاكيد على القادة الكرد اتخاذ قرارات صعبة للغاية لتفادي المزيد من الخسائر واعادة ثقة الشعب الكردي بهم …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب