18 ديسمبر، 2024 7:51 م

استفتاء البارزاني .. هل هو سايكس بيكو جديدة ؟

استفتاء البارزاني .. هل هو سايكس بيكو جديدة ؟

نص الدستور العراقي النافذ سنة 2005م في المادة واحد إن “جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة ” ، والمادة 13 نصت على إن ” يعد هذا الدستور الاسمى والأعلى في العراق ويكون ملزما في إنحائه كافة وبدون استثناء” ، وصوت جميع نواب البرلمان بما فيهم الممثلين عن المكون الكردي.
رغم مرور 12 سنة ، على إقرار الدستور العراقي ؛ ينتهك اليوم مسعود البارزاني هذه القوانين غير مبالي حتى للقانون الدولي العام ، بذريعة إن الإقليم عانى اشد أنواع الظلم والعذاب من العرب والنظام البائد وداعش ، تناسوا إن الشعب العراقي بجميع أطيافه وقومياته مر بالمصائب هذه نفسها .
كان الكل يتسائل ماذا بعد داعش ..! ماهي الورقة الجديدة التي سوف تلعبها أمريكا ؟ لتحقيق أحلامها وطموحها الجشعة التي لا تهدأ وتنتهي ، طالبان والقاعدة أصبحت خطط هرمة وأوراق محروقة ,وهاهي داعش شارفت على الاحتراق بالكامل .
ما إن انتهى العراق للتو من تنظيم داعش حتى تظهر لنا كارثة بحلة جديدة وهي الاستفتاء ، البارزاني الرجل الذي دخل عقده السابع، يريد إن يدخل التاريخ ، ويحسب له مجد انفصال كردستان واستقلالها كدولة ,هذا الحلم الذي طالما حلم به والده ملا مصطفى بارزاني .
فقد اختار البارزاني هذا الوقت تحديدا ليشرع بالاستفتاء بعدما حررت جميع المحافظات الشمالية واستنزفت الدماء العراقية الجنوبية .
أجرى الاستفتاء ،على الرغم من الرفض الإقليمي والدولي ، وتهديدات تركيا وإيران .
لكن السؤال كيف يصر كل هذا الإصرار رغم رفض أمريكا وهي القوى الأكبر في العالم ؟ّ!!
إما إن البارزاني وقع في مأزق ولا مجال للرجوع في هذا ، حتى وان كان ذلك على حساب الإقليم ، أو هناك قوى داعمة له في الخفاء مثل إسرائيل وأمريكا ،في ظل الصمت العربي الغريب ،على الرغم من إظهار أمريكا الرفض الشديد لاستقلال الكرد .
حلم إسرائيل الكبرى ,وحلم الشرق الأوسط الكبير ،على مايبدو هذه أولى خطواته ،والشكل الجديد لاتفاقية سايكس بيكو لرسم حدود المنطقة .