8 أبريل، 2024 5:20 ص
Search
Close this search box.

استفتاء اسكتلندا … درسٌ بليغ للعراقيين

Facebook
Twitter
LinkedIn

سيجري في اسكتلندا في 18 / 9 استفتاء للمواطنين الاسكتلنديين فيما إذا يرغبون بالانفصال عن المملكة المتحدة وان تكون لهم دولتهم المستقلة أم يبقون تحت حكم التاج البريطاني .
وعلى الرغم من كونها ليست المرة الأولى التي تشهد بعض دول العالم الغربي مثل هذه الاستفتاءات،  فقد سبقها استفتاء كيوبك في كندا وقرر الكيوبكيون وقتها البقاء جزءاً من كندا رغم اختلاف الثقافة واللغة ، كما جرى بعدها مثل ذلك في جيكوسلوفاكيا فانفصلتا وهما بخلفيتين  ثقافيتين مختلفتين ، وهو انفصال جرى  بهدوء شديد يكاد لم يسمع به احد .
ولكن انفصال اسكتلندا إذا حصل ستكون له أبعاد كبيرة جدا منها انه يشجع ويلز والتي تتكلم لغة أخرى غير الانكليزية على الانفصال أيضاً ، ومنها إن بريطانيا قد تفقد صفة الدولة العظمى وقد لا تبقى دولة دائمة العضوية في الأمم المتحدة ناهيك عن جوانب اقتصادية أخرى منها فقدانها  لسواحل اسكتلندا التي هي مصدر إنتاج البترول البريطاني .
رغم هذه المخاطر كيف يجري النقاش حول الموضوع وكيف يتعامل البريطانيون شعبا وساسة.  ؟!
ابتداءً يعترف الجميع بحق المواطنين في تقرير مصير بلدهم عبر الاستفتاء وهذا الحق هو الفيصل في الأمر .
ثم إن النقاش الذي يجري كله نقاش علمي حول ماذا تكسب اسكتلندا وماذا تخسر في حال الانفصال ، ثم ما هي المشاكل التي  ستواجه اسكتلندا لو استقلت عن المملكة المتحدة وهل لدى دعاة الانفصال أجوبة في كيفية حل تلك المشاكل .
وينتقل آخرون ويفترضون إن الاستقلال حصل فماذا على اسكتلندا وانكلترا أن تفعلا لمعالجة السلبيات والمشاكل التي ستنتج عن الانفصال ، وتنقل وسائل الإعلام أقوال الجميع سواء في مجلس العموم البريطاني أو في برلمان اسكتلندا النقاشات بكل أمانة وموضوعية … أين منها قناتنا العراقية  ؟!!
انتظرت أن يخرج علينا سياسي أو قس أو زعيم  فيتهم الآخرين بالعمالة وبأنهم كلاب أو خونة أو عملاء لإيران أو للعرب انتقاماً لما فعله الانكليز بهم !!
انتظرت أن يتبادلوا اللكمات أو يتراشقون الكراسي لأتشفى بما لحقنا منهم فخاب ظني بل استمرت النقاشات الموضوعية خلال الأشهر الماضية . 
حزنت حقيقة وأنا أرى قومنا كيف يتناقشون وكيف يعالجون الخلاف ، فبعض علماؤنا الأجلاء جعلوا من يطالب بالإقليم وليس الاستقلال خائنا يستحق الإعدام !
وتبرع آخر بان يصف كل السياسيين بأنهم كلاب وخونة ،  وانبرى سياسيون آخرون لاستعمال أدواتهم لإرهاب كل من يتكلم بذلك بأنواع الإرهاب المتعددة المعروفة !!
وتساءلت :  لماذا هكذا نتصرف وهكذا يتصرفون ؟ ومتى نتحول من منهج إثارة المشاكل إلى منهج حل المشاكل؟!
 ومتى … متى يحترم الإنسان في العراق؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب