17 نوفمبر، 2024 7:15 م
Search
Close this search box.

استغلال الايتام في العراق وتعميم مصطلح المنظمات الوهمية

استغلال الايتام في العراق وتعميم مصطلح المنظمات الوهمية

اينما حللت وفي اي مجلس جلست تجد الجميع ما ان يفتح موضوع الايتام يبادرونك بآيات الذكر الحكيم وأحاديث النبي الكريم وهم يحفظونها كلها التي تتحدث عن حقوق الايتام وواجب رعايتهم وثواب من يرعاهم حتى ظننا ان من يرعاهم هو نبي كونه يزاحم الانبياء في دخول الجنة وهذا قول نبينا عليه افضل السلام، طبعا هذا في الكلام اما في التطبيق فالجميع مقصرون متعمدون والأيتام مشردون ويقتلهم الجوع والحرمان في معظم ارجاء بلدنا العزيز . وللأسف الشديد عندما يرعاهم شخص او يحتضنهم تنبري الاصوات النشاز لمحاربته تارة باسم استغلال الايتام وأخرى باسم خوفهم عليهم وثالثة باسم المنظمات الوهمية وغيرها من الحجج الواهية التي لا تشبع جائعا ولا تغني فقيرا ولا تكسي عريانا .
والطامة الكبرى ان كل الذين يتشبثون بهذا الكلام هم من الناس الذين لا يهمهم امر اليتيم ولا يساعدونه ولو بكلمة طيبة، وللعلم منهم من هو في منصب يحتم عليه رعاية هؤلاء الايتام وهذه الشريحة المهمشة من المجتمع . وقد كتبت في هذا الموضوع لأنهم اجبروني على ذلك لأنني اريد من خلال هذا الموضوع ان ارسل لهم رسالة مفادها ان رعاية الايتام اولا ليس مجرد آيات وأحاديث نبوية تحفظ فقط من دون تطبيق، وثانيا هي مسؤولية الجميع، وثالثا هي رحمة من الله عز وجل يخص بها اناسا ويفضلهم على غيرهم .
وكذلك اريد ان اقول لهم عن اي استغلال تتحدثون ؟ هل احتضانهم ورعايتهم وتوفير الخدمات لهم هو استغلال ؟ ام ان الاستغلال الحقيقي هو وجودهم في الشوارع ، وسكنهم في بيوت من دون سقوف ، وحسرتهم على لقمة العيش الكريمة ؟ أم انتظارهم لأشهر وفي طوابير من اجل رواتب الخدمة الاجتماعية التي لاتساوي ربع مايصرفه ابن اي مسئول في الدولة .
ايهما الاستغلال الحقيقي؟ وهم كل يوم يكونون عرضة للاستغلال بأبشع صوره من قبل العصابات الارهابية وعصابات التسول والسرقة وحتى سرقة الاعضاء البشرية، اين هم اصحاب الاصوات الجهورية والذين يخافون عليهم من الاستغلال ؟
إن كنتم وكنا جادين في رعايتهم فعلينا ان نتخذ خطوات حقيقة من اجل خدمتهم ونبتعد عن الكلام والشعارات البالية التي زادت من اعدادهم واضافت معاناة لمعاناتهم ولنتكاتف من اجلهم وننسى كل خلافاتنا ونأخذ بيد كل من يحاول خدمتهم ولا نتهمه قبل ان نعرفه، فأن كان صادقا نقوي عزيمته ونسانده، وان كان كاذبا فنراقبه ونتابع عمله ولا نترك الحبل على الغارب . ولنترك الكلام عن المنظمات الوهمية التي هي صنيعتنا اصلا لأننا لانحب ان نتعب انفسنا قليلا وللعلم أن اصحاب المنظمات الوهمية هم من يحصل على كل الامتيازات قبل الكل بحكم علاقاته بالمسئولين وشعوره بالأمان لعدم وجود رقابة حقيقة تتابع عمله لان اهل الشأن مشغولون بأمور اخرى، وهم من اطلق تسمية المنظمات الوهمية للخلاص اولا من اية مسائلة قانونية او اعلامية في حالة حدوث خرق من احدى هذه المنظمات، والسبب الاخر في تعميم التسمية هو حتى لايجهد نفسه في البحث عن المنظمات التي تعمل بصدق وإخلاص من اجل تقديم الخدمات لكل شرائح المجتمع . والمضحك المحزن بالأمر ان الدولة مازالت تمنح الاجازات لهذه المنظمات في نفس الوقت الذي تجزم بأنها وهمية ، اذن اين هو الخلل ؟
كلها اسئلة بحاجة الى اجابات واقعية ومفيدة وليس لقلقة لسان يتفوه بها من هو ليس مؤمنا بها . ان مشاكلنا كثيرة وحلولنا فقيرة وأفكارنا شحيحة  ولدينا جيش من الارامل والأيتام والعاطلين عن العمل والمشردين والأميين والذين هم تحت خط الفقر والذين يسكنون في العشوائيات وغيرها من المشاكل التي لو حدثت اثنان منها في بلد يمتلك مثل ما نملك من ثروات لقامت الدنيا ولم تقعد إلا ان سياسيينا في واد ومشاكلنا في واد اخر ، فهم مشغولون بمشاكلهم الشخصية ومشاكل العباد لها رب يحلها بعد الدعاء .

* باحث نفسي / مدير البيت العراقي الامن للايتام

أحدث المقالات