9 أبريل، 2024 5:30 ص
Search
Close this search box.

استطلاعات الراي العام واهميتها في تبصير المواطنين

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحلقة الاولى
ان اهم ما يميز مرحلة ما بعد عام 2003 وهو تاريخ الاحتلال الامريكي للعراق هو حدوث انفتاح اعلامي وثقافي مخطط له مسبقا وغير محسوب النتائج بحيث عجت الساحة الاعلامية العراقية بعشرات من الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية الارضية منها والفضائية وكل وسيلة من هذه الوسائل تخاطب المتلقي العراقي بطريقتها الخاصة ومن وجهة نظر محددة الاهداف والغايات وتصب في مصلحة هذا الطرف او ذاك من غير ان تاخذ الغالبية العظمى منها في الحسبان مصلحة الوطن و قضاياه الجوهرية وتوجيه الراي العام وبما يخدم القضايا الوطنية و توسيع وعي وبصيرة المشاهد او المستمع بما يهمه من القضايا من دون ان تعطي اية معالجات او حلولا جذرية و انما مع الاسف غلبت على اغلبها البرامج الحوارية التي ساهمت الى درجة كبيرة في ارباك الوضع السياسي وخلق حالة يمكن ان نطلق عليها حالة من التيهان والعبثية بعقلية المستمع او المشاهد وابعاده بكل الوسائل عن ايجاد الحلول لما يعاني منه وان كانت حلولا ترقيعية وصولا الى تجهيله ودفعه الى الدخول في حالة من التوهان وان واحدا من اسباب كل ما تقدم هو كون اصحاب هذه الوسائل الاعلاميةمن غير المختصين بالاعلام ودراسته ودروبه وانهم من اصحاب المال الذي يتم توظيفه من اجل الجاه والسلطة والنفوذ . ان الذي دفعني للتطرق الى هذا الموضوع الحيوي والهام ما شاهدته في احدى القنوات الفضائية وهي تبث برنامجا جديدا رايت فيه من وجهة نظري انطلاقة حقيقية لتبصير المشاهد بالامور التي يحتاج الى ان يفهم عنها الكثير وهي قضايا تمس وتلمس حاجته الضرورية وتجد لها الحلول وبالتالي تنقلهم من حالة التهيان التي سبق ذكرها الى حالة الوعي بكل ما يدور حوله وهذا البرنامج المقصود هو ” رأيكم مع منقذ ” الذي قدمته قناة التغيير الفضائية اعتبارا من 15 اب 2019 و للحقيقة التي ليس فيها اي لبس انني وانا اشاهد هذا البرنامج لفت انتباهي مقدم البرنامج وهو احد اسباب نجاحه على ما اعتقد الدكتور منقذ محمد داغر وهو شخصية اكاديمية متخصص في شؤون الادارة ودراسات واستطلاعات الراي العام وله باع طويل في ذلك ناهيك عن كونه مسؤول الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة غالوب و مدير المؤسسة المستقلة للراي العام بحيث و لاول مرة يتاح لشخصية اكاديمية بهذا المستوى وتحمل درجة الدكتوراة في تقديم برنامج وهو ما ساهم بشكل كبير في انجاحه و كسب شعبية كبيرة خاصة وانه يقدم المعلومة للمشاهد بالارقام و الاحصاءات المبينة على استطلاع اراء الالاف من المواطنين من مختلف الفئات العمرية في جميع محافظات العراق في القضايا التي تهم العراق وما حوله وتلامس هموم واحتياجات الشرائح المختلفة من المواطنين في ان يفهموا ما يدور حولهم واماطة اللثام عن العمى الذي حاولت هذه الجهزة الاعلامية ان تفرضه عليهم .ان ما اطرحه اليوم في هذا المقال انما هو بداية لسلسلة من المقالات الاخرى التي ستتناول هذا البرنامج والمواضيع التي تطرق لها لما في ذلك من فائدة للمواطن في تبصيره بقضايا تهمه وتخلق لديه وعيا كاملا .

“يتبع”

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب