8 أبريل، 2024 6:02 ص
Search
Close this search box.

استطلاعات الراي العام واهميتها في تبصير المواطنين

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحلقة الثانية
كما قلنا في الحلقة الاولى من ان استطلاعات الراي العام جاءت محبطة لحالة التجهيل والتيه التي حاول البعض فرضها على المواطنين من مشاهدين ومستمعين وقراء عبر وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة . ويعد الاستطلاع للراي العام الذي اجرته مؤسسة الدكتور منقذ محمد داغر الاول في العراق وكانت ولادته بسيطة جدا عبر عنها الدكتور منقذ عندما قال انه وبعد الاحتلال الامريكي للعراق وحل معظم مؤسسات الدولة واصبحت قطاعات واسعة من العراقيين من دون عمل حث اصبح لديه وافرا من الوقت و قد شاءت الظروف ان يقع في يده كتاب يتحدث عن استطلاعات الراي العام مما دفعه للتفكير باجراء استفتاء او استطلاع للراي لمعرفة كيف يفكر العراقيون بخصوص عدد من القضايا التي تشغل بالهم ويهتمون بها لانها على تماس مباشر مع حياتهم اليومية والظروف التي يمر بها العراق وانعكاس ذلك على مفردات حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية اليومية التي تاثرت بشكل او باخر بهذا الاحتلال . وذكر الدكتور منقذ وهو يسرد للمشاهدين كيفية ولادة فكرة الاستطلاع حيث قال انها جاءت بادوات بسيطة جدا و بمساعدة مجموعة من طلبة الدراسات العليا في كلية الادارة والاقتصاد واخرين ممن اصبحوا لاحقا اعمدة وركائز اساسية في المؤسسة ولما كان الاحتلال هو الشغل الشاغل للعراقيين فقد وردت فكرة معرفة اراء العراقيين بهذا الاحتلال وكيف ينظرون اليه وقد كانت النتائج قريبة جدا من الواقع في بداية الاحتلال حيث كانت العينة الاستطلاعية عبارة عن سؤال عن كيفية وصف العراقيين للقوات الامريكية الغازية للعراق حيث كان السؤال هل القوات الامريكية هي قوات احتلال او قوات تحرير او قوات حفظ سلام كما حاولت بعض الجهات الترويج لذلك من اجل اضفاء طابع الشرعية على الغزو وخداع الشعب العراقي ودفعه للتعامل مع القوات الامريكية كواحدة من الافتراضات السابقة و كانت النتائج كما عرضها الاستطلاع الذي اجرته المؤسسة المستقلة للراي العام التي يقودها الدكتور منقذ حيث اجاب 84% من العراقيين بان القوات الامريكية انما هي قوات احتلال بينما اجابت 7% من الذين تم استطلاع ارائهم انها قوات تحرير وهو ما ثبت عكسه في السنوات اللاحقة في حين راى 8% من العراقيين انها قوات حفظ سلام وهي صفة لا تنطبق على العراق حيث لم يكن فيه نزاع من اجل وجود هكذا قوات تاخذ على عاتقها الفصل بين الاطراف المتنازعة او الدول المتحاربة كما هو واقع ما تقوم به قوات حفظ السلام الدولية بينما كانت الاجابات الاخرى عن هذه القوات من امثال قوات صديقة او مساعدة 2% من المستطلعين. ان هذا الاستطلاع الذي تناول الوجود الامريكي في العراق عكس بصدق مزاجية المواطن العراقي ونظرته للقوات الامريكية المحتلة رغم الظروف التي سبقت الاحتلال وهي ظروف قاسية وصعبة مر بها العراق عبر حصار دام 14 عام ورغم وجود ما يطلق عليه معارضة للنظام السابق الا ان العراقي بطبيعته وفطرته الوجدانية يرفض الاحتلال من اي كان ولا يمكن ان يرضاه لبلاده وهو ما افضى الى مقاومة عنيفة له وتكبيده خسائر فادحة في الارواح والمعدات اجبرته على الانسحاب من العراق لاحقا ” يتبع..”

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب