يقال ان الشاعر الكبير ابو العلاء المعري كان نباتيا ولا يتناول اللحوم وذات مره مرض مرضا شديدا فوصف له الطبيب اكل لحم الحمامة او الدجاجة كي تساعده على الشفاء من المرض ولكنه امتنع , غير ان الالحاح عليه اقتنع ان يأكله, ولما قدم اليه لمسه بيده لانه كان اعمى فجزع وقال قولته الشهيرة
( استضعفوك .. فوصفوك .. هلا وصفوا شبل الاسد ؟ ) ثم ابى ان يأكله ….
بعد الاحتلال الامريكي للعراق لاقت الاقليات الاعتداءات والتهديدات والظلم اسوة بباقي مكونات الشعب العراقي وقد استغلت عناصر الجريمة المنظمة والتي تسمي نفسها فرق جهادية والتي تحمل السلاح خارج اطار الدولة وتمارس ارهابها جهارا نهارا وامام اجهزة الدولة العاجزة او اللامبالية مما يحدث في البلد وربما متعمدت من اجل جعل المواطن يدور في حلقة همومه ويدع مسألة الوطن والوطنية لسياسي الاحتلال ليبيع الغالي والنفيس بالثمن الرخيص , ومن غير المستبعد ان يكون ذلك نهج مقصود من اجل تغيير التركيبة المجتمعية وسيادة قانون الغاب الذي جاءت به قوات الاحتلال و تفتيت لحمة الشعب الوطنية ونشر الاقتتال واستغلال القوي للضعيف كي يبقى العراق متخلفا عن ركب الحضارة كما قالها جيمس بيكر لطارق عزيز في سويسرا سنعيدكم مئتي سنه الى الوراء , ورد في القران الكريم في سورة المائدة اية 82 ( لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا , ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك ان منهم قسيسين ورهبانا وهم لا يستكبرون ) في مشاهد عديدة عن موقف الاسلام من المسيحية في الوطن العربي ان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( رض ) سطر اكبر شهادة للاسلام بانه دين التسامح والمحبة والسلام والرحمة .. حدث ذلك حين طلب اساقفة بيت المقدس تسليمها الى امير المؤمنين بنفسه , فحضر اليهم وكتب لهم امانا على انفسهم واولادهم واموالهم وجميع كنائسهم لا تهدم او تسكن , وحين اذن المؤذن للصلاة وكان عمر جالسا في كنيسة القيامة فخرج مسرعا ليصلي خارج الكنيسة في الارض الفضاء امامها , وقال للبطاركة ( لو صليت داخل الكنيسة لاخذها المسلمون من بعدي سنة , وقالوا هنا صلى عمر ) وقبلها في السنة الخامسة للهجرة عندما زاد عدد المسلمين وزاد معه الظلم والقهر والعدوان من قريش على اتباع الرسول ( ص ) ولم يكن قادرا على حمايتهم فطلب منهم الهجرة الى الحبشة وقال لهم ان فيها ملك لا يظلم عنده احد وعادل في حكمه وكريما في خلقه وهو النجاشي النصراني , وهناك تستطيعون العيش في سلام امنين على انفسكم ودينكم وكان عددهم بحدود 83 رجلا عدا النساء والاطفال , كما فعلها القائد العظيم صلاح الدين الايوبي مع الغزاة الصليبيين وكيف تعامل معهم باخلاق الفرسان , في عام 1956 وبعد ان امم عبد الناصر قناة السويس شنت بريطانيا وفرنسا واسرائيل عدوان واسع على مصر كان حينها البطل جول جمال السوري الجنسية ومن مدينة اللاذقية وهو مسيحي ارثودوكسي ملتحقا بالكلية البحرية في مصر واصبح ضابطا في سلاح البحرية حينها تقدمت المدمرة الفرنسية ( جان بار ) الى السواحل المصرية لتدمير ما تبقى من مدينة بور سعيد وقد تطوع الشهيد جول جمال واثنان من رفاقه وامتطوا الطوربيدات واستطاعو شل حركة المدمرة المذكورة ليكتب واحدة من الملاحم العظيمة في الدفاع عن الوطن العربي ضد المعتدين الغزاة لارض العرب , وهناك عشرات الوقائع التي تشير الى النضال المشترك للدفاع عن الاوطان , ان العدوان على المسيحيين من اي جهة تدعي الاسلام باطل وظلم وعدوان وليس من اخلاق المسلمين العدوان على الجار ولنا في رسول الله ( ص ) اسوة حسنة وهناك الكثير من الاحاديث النبوية التي تكرم الجار منها ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ضننت انه سيورثني ) ( جارك ثم جارك ثم جارك ثم اخاك ) وغيرها الكثير ولم يضع الرسول الكريم او التابعين اطلاقة في ظرف مع قصاصة ورق ( ارحلوا ايها الصلبيون ) او يصدروا بيان بنفس المعنى ان هذه الاعمال لم تصدر من انسان له دين واخلاق بل هم سفلة القوم من المليشيات والعناصر المأجورة التي اعماها الدولار والمال الحرام , وقد حصلت تهديدات في بغداد الجديدة وكمب سارة وساحة الواثق والكرادة الشرقية وغيرها , واخيرا في محافظة نينوى وهناك جهات عديدة وراء ذلك منها المتاجرون بالعقارات اومن ينفذون اجندة خارجية غرضها تشويش الرأي العام المحلي والدولي , ان هؤلاء الاقزام مدعون الى الجهاد في ارض العرب والمسلمين المغتصبة في فلسطين ان كان لهم ضمير او قليل من وطنية او دين بدل التسلط على ابناء جلدتهم والاعتداء على الفقراء والمسالمين في القتل والتفجير والتهجير وسلب الاموال والممتلكات ( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ) صدق الله العظيم.