18 ديسمبر، 2024 9:55 م

استشهاد سيد المقاومة تحول سهام الشمال إلى نظام جديد

استشهاد سيد المقاومة تحول سهام الشمال إلى نظام جديد

كلنا يعلم أن حزب الله بقيادة سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله قد وجه ضربات موجعة لإسرائيل منذ تأسيسه إلى اليوم، وقد أذاقهم ألم الهزيمة لأكثر من موقعة وحرب ونازلهم بعنفوان العربي المسلم، نعم نعلم القدرات العسكرية الهائلة لإسرائيل لكن المؤلم وغير المتصور ما حدث للحزب خلال الأيام القليلة الماضية من ضربة تفجير أجهزة البيجر إلى اغتيالات قادة الحزب وآخرها اغتيال قائده وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله.

هناك تداعيات كبيرة لاستشهاد السيد نصر الله لكن ما يهمنا موقف إيران من هذه الأحداث أولاً ومن بعدها المواقف الأخرى، عندما سمعت إجابات الرئيس الإيراني في مقابلة مع احدى الشبكات العالمية تيقنت أن هناك تغير في موقف راعية المقاومة من رأس رمح المقاومة حزب الله ودليلها الصمت الذي يلف الموقف الإيراني من تغيير المعادلة في الصراع الإسرائيلي مع حزب الله.

والسؤال الآن هل تقبلت ايران هزيمة الحزب في لبنان أم هناك مواقف متغيرة في هذا الوقت العصيب؟، قبل أيام كتبت مقالاً قلت فيه ماذا لو انهزم حزب الله وما هي التداعيات على ايران ومحور المقاومة بشكل عام وأجبت وأجيب أن الهزيمة قبل أن تكون لحزب الله فهي هزيمة لإيران ولكل محور المقاومة وعلى ايران أن تتدارك الوضع بشكل سريع لإعادة الروح للحزب وترميم ما يمكن ترميمه لوقف الزحف الإسرائيلي وافشال النصر الذي تدعيه وتبتعد عن المصالح الضيقة لها بمكسب في الملف النووي أو غيره وعليها الدعم الواسع من تزويد المقاومة العراقية بصواريخ بالستية لضرب العمق الإسرائيلي ضربات مؤلمة تأن لها إسرائيل ولا خوف على هذه المقاومة لأنها المستهدف بشكل مؤكد بعد انتهاء الحرب في لبنان وتزويد اليمن بمثل هذه الصواريخ لضرب إسرائيل لتخفف الوطأة عن ما يتعرض لها الحزب وخلاف ذلك يعني تمزق المقاومة وتناثر أشلائها في كل الساحات والمحاور، ولتعلم ايران إذا لم تقوم بما يلزم فتدميرها لن يكون بعيداً وبعدها تجد نفسها محاصرة وحيدة تتوالى عليها الضربات العسكرية والسياسية من كل صوب وحدب.

هناك وقت متبقي وإن كان قليلاً فعلى إيران ألا تضيعه لتعيد هيبتها وهيبة المقاومة من خلال الرد على اغتيال هنية وهي ورقة بيدها أعطاها لها القانون الدولي ومن خلال هذا الرد ردع الوحش الصهيوني بقيادة المهووس بنيامين نتنياهو.

وبالعودة إلى بيان النعي أتمنى أن يكون الحزب قادراً على استمرار المقاومة بضربة موجعة وتجاوز صدمة فقدان أمينه العام سيد المقاومة وتحول سريع بإيجاد قيادة تدير المعركة بعد فقدان أغلب قادته لتعيد التوازن وأنا أعلم علم اليقين أن الوضع صعب ولكن لن يكون مستحيلاً خاصة وأن هناك لدى الحزب قوات وقيادات في سوريا واليمن يمكن استدعائهم لتعويض ما فقده الحزب من قادة وهو ليس القوة الوحيدة التي تعرضت لضربات وحتى هزائم واستوعبت ذلك وعادت أقوى.

وأخيراً أوجه كلامي لإسرائيل التي غيرت شعار معركتها من سهام الشمال إلى نظام جديد لا تفرحوا كثيراً فما قامت به المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر بعد استرخائكم قناعتكم بعدم وجود مقاومة أذلتكم وبينت ضعفكم وهشاشتكم ويقيناً مشيئة الله فوق كل الاستكبار العالمي.