23 ديسمبر، 2024 7:30 ص

استشهاد الامام الكاظم عليه السلام دروس وعبر

استشهاد الامام الكاظم عليه السلام دروس وعبر

نعيش هذه الايام ذكرى مؤلمة تعيشها الامة الاسلامية تتمثل باستشهاد سابع الائمة المعصومين الامام الكاظم عليه السلام في زمن الخليفة العباسي هارون والذي عمل على سجن الامام الكاظم لفترة طويلة وهو يعلم علم اليقين انه الاحق بالخلافة منه ومن كل بني العباس سيئي الصيت والذكر وعندما يئس من ان يكون ولاء الامام له ومبايعته له عمد الى قتله بان دس السم له شانه في ذلك شان كل حكام بني امية وبني العباس في الانتقام من اهل البيت عليهم السلام وبذلك يضيف الحاكم العباسي جريمة لجرائمهم في الاقتصاص من اهل الحق .
ونحن نعيش هذه الاجواء الروحانية والطقوس والشعائر التي تعبر عن حب الناس لائمتهم الهداة ائمة الحق رغم كل المحاولات الدنيئة التي يقوم بها الارهاب الفكري والعسكري لثني الناس عن ممارسة هذه الطقوس الالهية العطرة ونحن نعيش هذه الذكرى علينا التمعن فيها واخذ العبر منها لنقوي ايماننا وعلاقتنا بالله عز وجل من الحبل المتين الذي تركه نبي الرحمة محمد(صلى الله عليه واله وسلم) في حديثه الشريف (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ) ومن اهم العبر المستوحاة من هذه المناسبة الثبات على الحق مهما كان حجم التحديات فامامنا عليه السلام واجه الظلم كله وما خنع وماايد الحكام الجائرين بني العباس ثم يعلمنا امامنا الحق كيفية الثبات على الدين وعدم فسح المجال امام الطغاة في تغيير طريق الدين حسب هواهم وان الدعوة لحب الله تبارك وتعالى هي اساس المؤمنين ويعلمنا امامنا محبة الناس بلا مقابل والتعامل مع الكل بسواء ماعدا من تعدى حدود الله عز وجل وعصى امره كذلك الحفاظ على عقيدة الاسلام ماامكن ومهما كلف الامر من تضحيات .
ان الثورات في كل وقت وزمان تحتاج الى تضحيات جسام لتنال ماتريد من اهداف وهذه التضحيات عادة ماتكون جسدية ومادية وحتى نفسية ويجاهد المجاهدون ليثبتوا شرع الله الحقيقي ,وما احوجنا اليوم لهذه الدروس الروحية المجانية حتى نصحح مسار حياتنا ونسير بصورة سليمة ونسهم برقي حالنا ونمارس دورنا في الحياة الانسانية الواسعة وهذا طبعا مع التضحية التي ذكرناها والتي لاتساوي شيئا امام رضا الله عز وجل وانا ارى ان الجو النفسي والمعنوي مهيا جدا للاستفادة من هذه المناسبة فالجموع المليونية التي تطوي الارض بالاقدام لزيارة صاحب الذكرى جاهزة هي ايضا تتوق لتكون ممن ينالوا الثواب الثر وهو يخاطبون كل قياداتهم السياسية والاجتماعية بان ينحو منحى الامام الكاظم عليه السلام في الثبات وحب الناس والمساواة بين الناس والعمل بتفاني لخدمة الناس والمجتمع لتعلو كلمة الله الحق ويطرد اهل الباطل ومن معهم بجسده وفكره المريض .