23 ديسمبر، 2024 2:52 م

استسلم هيرو هيتو وأبتسم الحوثي ,,قنبلتان لغاية واحدة

استسلم هيرو هيتو وأبتسم الحوثي ,,قنبلتان لغاية واحدة

لم يدر في خلد ذالك اليمني العجوز الذي ولد في 16 اب العام 1945 وسمع من جده حكاية موت شعب بقنبلة اطلقتها احدى الطائرات الامريكية على مدينة اسمها هيروشيما ,,سمع من جده عدة حكايات لكن ذالك الجد كل مرة يذكره انه ولد في اليوم الذي مات فيه آلاف اليابانيين ويبدأ جده يذكره بتلك القصة وكل ليلة يضيف عليها حدث جديد وكأن الحرب لازالت قائمة بين اليابان العصية قبل القنبلة وبين التحالف الذي تقوده امريكا ,,خزن الولد الصغير تلك القصة وسار في دروب الحياة وبدأت ذاكرته تصدأ وتنسى الاحداث لكنه لم ينسى حكاية جده الذي اعادها عليه عشرات المرات في ليالي صنعاء
الباردة والحارة بدا يتحدث لأحفاده ان امريكا ضربت اليابان بقنبلة واستسلمت اليابان لشروط امريكا لم يستطيع ان يضيف لتلك القصة شيء جديد بعد ان اندثرت خيالاته وبقيت تلك القصة المجردة في ذهنه يحدثها لأحفاده ..
كان يجلس فترات طويلة امام التلفاز وهو يترقب القنبلة التي تنهي الحرب لم تكن من عادته ان يقترب هكذا الى ذالك الجهاز الذي يوميا يظهر طائرات التحالف وهي تقصف اليمن كان يسمع طائرات التحالف ولم يسمع تقصف من تلك الطائرات ولم يدري ان التحالف هذا تقوده هذه المرة الجارة السعودية ولكن لم يستطيع ان يدخل في عقله ان السعودية وتحالفه ضد بلده اليمن وضد مدينته صنعاء ,,,
لبس نظارته السميكة واقترب من التلفاز وهو يثبت سماعة اذنه الذي جلبها له احد ابناءه من السعودية في احدى زياراته لأداء العمرة بلده الثاني كما كان يسميها التصق بالتلفاز وهو يسمع ان السعودية تضرب بطائراتها اليمن لم يصدق ما يسمع عندما مر احد احفاده بقربه وهو يشاهد جده ملتصقا بالتلفاز ليمسك الجد به بأخر قوة يستطيع اخراجها من جسده النحيل وهو يسأل ذالك الشاب ان يجلس ليقص عليه قصة التحالف الذي ضرب اليابان بالقنبلة النووية التي حكاها له جده سمع الشاب هذه القصة اكثر من مئة مرة من جده وكان الوحيد الذي يستمر بالجلوس بالقرب من جده ويهرب
الاطفال الاخرين احتراما لشيبة جده وطمعا بوريقات من القات لعتيق اليابس الذي يستلمها من جده لقاء جلوسه للاستماع هرطقات ذالك الجد الذي ترك الزمن على حاله وسرق منه كل شيء وترك له حكاية جده قبل اكثر من سبعين عاما .
بكى العجوز هذه المرة وهو يقص تلك الحكاية الى حفيده لم يصدق الشاب مايراه ولم يرى جده قد بكى سابقا فهو يعرفه قويا وجلدا لكن هذه المرة يبكي وهو يحدث حفيده لم يضيف شيء على قصة جدة المعتقة لكن هذه المرة اضاف عليها بضع عبارات خرجت منه دون رغبة منه ان تخرج وهي التي ابكته ,,
ياولدي ان السعودية لم تضرب هيروشيما ليستسلم هيرو هيتو على شروطها لكن مدينة هيرو شيما اليمنية كانت فيها الالاف من الاطفال وهيرو هيتو ولد في صنعاء وركب فرسا عربيا وهو يصعد الى تلك الباخرة ليوقع على شروط الهزيمة وانا بنفسي شاهدت الملك سلمان وهو يبتسم عندما شاهد هيتو يكتب وهو يبكي ..
جدي ..جدي ..اراد الشاب ان يوقف هذا الهراء ..
صرخ به اسكت هذه المرة دعني اخبرك بحكايتي وليست حكاية جدي وأخبرها لأولادك بكى الشاب ايضا من حديث جده وقرر المغادرة وترك ذالك العجوز وهو يهذي حسب اعتقاده ويتركه مع ذالك الشاب على شاشة التلفاز وهو يوجه مقاومية الى مقاتلة الاعداء نسي ان يخبر جده ان الشاب على شاشة التلفاز اسمه عبد الملك الحوثي وهو اخر وجه سيشاهده بعد ساعة من تلك الحكاية سقطت قنبلة اخرى في مدينة الرجل العجوز مدينة صنعاء وليست هيروشيما او تل ابيب او ناكازاكي ..
ارتفعت السحب على غير عادة تلك القنابل التي ترمى كل يوم كان الانفجار مدوي يصم الاذان وهزت الارض تحت اقدام ذالك العجوز الذي يقص لنفسه قصة جده بطريقته الجديدة وعقب ذالك انفجرت تلك السحب ايضا ليعلن عن سقوط قنبلة اخرى يقولون محرمة دوليا ..
خرج عبد الملك من ذالك التلفاز الذي تحطم وسقط بقرب جثة الشيخ العجوز محتضنا نظارة سميكة وسماعة اذن ويد مبتورة ركب عبد الملك نفس ذالك الجواد العربي وذهب بعيدا ليس للاستسلام بل للحرب مات العجوز ومات كل من في ذالك الدار وغادرت حكاية ذالك الجد الذي حكاها لحفيده وانتهت الحرب ولا من يعيد تلك القصة لأن الجميع قتلتهم القنبلة السرسرية .

[email protected]