استراحة قصيرة في زورق برليني

استراحة قصيرة في زورق برليني

 في بعضِ الأحيان، يحتاجَ الإنسان، إلى استراحةٍ قصيرة، في مكانٍ هادئٍ بعيدٍ عنْ الضوضاء، فحمدا لله، تهيأتْ لي الظروفُ في صيف هذا العام، أنْ أتواجدَ في العاصمةِ برلين ، بعد زيارةِ الأماكنِ السياحيةِ في المدينةِ منْ المتاحفِ والكنائسِ والأنهارِ والغابات، والتجولُ بشوارعها بعيدا عنْ (التكتك والستوتة ) ، عدا الدرجاتِ الكهربائيةَ أوْ الهوائيةِ للرياضةِ أوْ التجولِ في المدينة. ركبتْ زورقا سياحيا في جولةٍ نهريةٍ في نهرٍ (شبريهِ ) ، أشهرَ أنهارِ المدينةِ ، جلستْ على أحدِ المقاعدِ الجانبيةِ للزورق، متمتعا بجمالِ المدينة، ونظراتي المتقلبةُ بينَ اليمينِ واليسارِ لمعالمِ المدينة، خلالَ العودةِ لنفسِ النهرِ إلى مكانِ اطلاق الزورقِ. فتحتْ هاتفيٍ المحمولِ (الخلويَ ) ، وكتبتْ في البحثِ (حكمٌ وأقوالٌ) ، انفتحتْ نافذةَ المعلومات لي، منْ شدةِ تفاعليٍ معها في تصفحها، نسيتُ نفسيٌ ، بأنني على زورقٍ سياحي، وليسَ جالسا في مقهى وسطَ المدينة. اخترتُ بعضها، لقرائي ، لمختلفِ الحكماءِ والكتابِ والفلاسفة ، عسى أنْ يستمتعوا ويروقَ لهم.

    قالَ ليو تولستوي: ارتكابُ الخطيئةِ عمل إنساني، لكنَ تبريرَ تلكَ الخطايا عمل شيطاني.

    قالَ نيكوسْ كازانتزاكيس؛ منْ روايةِ زوربا اليوناني: لا أراكُ تصلي يا زوبا. الذي يصلي لنْ ترينه. هلْ معنى هذا أنكَ تصلي؟ نعم. .  لا تستطعْ قطرةُ شحاذٍ وضيع، يتذللَ منْ أجلِ إطعامهِ ومخاوفه؟ بلْ أصليٌ كرجل. وكيفَ يصلي الرجال؟ بالحب. . أقف؛ ماذا فعلتْ منذُ آخرٍ صلاةٍ صليتها، لتصنعٍ منْ لحمكَ روحا، ... . فأقدمَ تقريري له، فأقول: يا ربٌ أحببتُ فلانا، ومسحتْ على رأسٍ ضعيف. . وحميتْ امرأةٌ منْ الوحدة. .  وابتسمتْ لعصفورِ وقفٍ يغني لي على شرفتي. . ، وتنفستْ بعمقٍ أمامَ سحابةٍ جميلةٍ تستحمُ في ضوءِ الشمس. . وأظلُ أقدمَ تقريرا ، حتى يرضيَ الله- وإنْ رضيا، كأنهُ معي ، ألا، تطلبَ منهُ شيء. هوَ أكرمُ منْ أطلبُ منه. . طالما نظر، فوجدَ حبا أعطى

      قالَ قائل: هنالكَ نوعٌ منْ التعب، لا يشبهُ الإرهاقُ – الجسدُ – أنهُ تعبَ الروح، عندما ، لا تستطيع. شرحُ ما يؤلمك، فتكتفي بالسكوت، وتبتسمَ لكي، لا يسألكَ أحدا

    قالتْ الحبيبةَ السمراء؛ وعندما سألوني في أيِ ديارْ هو؟ وضعتْ يدي على قلبيٍ وأجبتهم؛ هنا موطنه

قالَ روبرتْ فيسك: لماذا تبدو بيوتَ العربِ في غايةِ النظافة، لكن، شوارعهمْ والأماكنُ العامة، تملؤها القاذورات؟ هذا الأمرِ في غايةِ الدقة. . والسببُ أنَ العربَ يشعرون، أنهمْ يمتلكونَ منازلهم، ولكنهمْ لا يمتلكونَ أوطانهم

 قالَ قائل: حصلَ خلافُ بينَ ابنْ الجوزي وزوجته، فتركتْ البيت، ورغمُ الخلاف، إلا، أنها كانتْ تحضرُ مجلسَ العلمِ الخاصِ به، وذاتَ يوم، حضرتْ الدرس، وجلستْ خلف امرأتينِ طويلتين، فلمْ يتمكنْ منْ رؤيتها، فقال: أيْ جبلينِ منْ بشر، أزيحَ النورُ عنْ بصري، سألتكما بربكما قليلينَ، كيْ أرى قمري.