17 نوفمبر، 2024 9:50 م
Search
Close this search box.

استراتيجية المليشيا الايرانية

استراتيجية المليشيا الايرانية

لم يحقق النظام الإيراني منذ مجيئة للسلطة في ايران في 1979 وليومنا هذا اي منجز حقيقي للشعب الإيراني ، بل حط هذا النظام من وضع الشعب الايراني الاجتماعي والاقتصادي ولكنة استطاع ان يحافظ على وجودة السياسي رغم تدني شعبيتة . بل بالرغم من تردي الجماهيرية ازدات قوتة الدولية ، وجائت هذة القوة من خلال استخدم النظام لثلاث أوراق رئيسية لإيقاف التهاوي الشعبي . الورقة الاولى و الاهم هي ورقة استبدال الجيوش بالمليشيات وهي ستراتيجية حول النظام الإيراني من خلالها الجيش الإيراني الوطني الى مليشيا الحرس الثوري ، وهنا ألغيت الفكرة الوطنية للجيش الوطني الايراني واستبدلتها بأيدولوجيا الثورة للنظام وعنصر الولاء لهذة الثورة والذي تجسد في مليشيا محددة مؤمنة بهذة الفكرة وبالتالي أنهت الجيش الوطني الذي قد يمتلك انتماء وطني لإيران وللشعب الإيراني والذي قد لا يمتلك فكرة ايدلوجية لنظام محدد قد يقود ايران الى الاسوء ، وبالتالي تفكيك الجيش الوطني هو غرضة لتفكيك اي محاولة لاستنهاض فكرة وطنية قد تتصادم مع ايدلوجية نظام الملالي ، والاعتماد على مليشيا الحرس الثوري المنتمية للنظام وليس لإيران كوطن والذي يسعى في اهدافة للدفاع وحماية النظام واستمرارة وليس الدفاع عن الوطن والدولة .

ومن هنا سعى النظام الإيراني لتعميم نموذج المليشيا بدلا من الجيش الوطني ليس في ايران فحسب بل حاول تعميمها في دول اخرى اي خارج الحدود الإيرانية وصدرت هذا النموذج الى كل من العراق ولبنان واليمن وسوريا و من خلال جذب قوى هزيلة لها حدود فكرية وولاء محدود ليس للوطن بل لافكار تتناغم مع طموحات نظام الملالي ، وبالتالي أسس نظام الملالي مليشيات ايدلوجية ذات مصالح ضيقة في البلدان التي يسعىى لبسط هيمنته فيها للقضاء على الأفكار الوطنية والجيوش الوطنية معا كون الجيوش الوطنية هي الاداة التنفيذية للوطنيين وافكارهم الوطنية ، ففي لبنان مثلا ابقي الجيش اللبناني في مأزق عسكري دائم بسبب وجود مليشيا حزب اللة ، كذلك المليشيات العراقية التي دعمها النظام الإيراني حطمت فكرة بناء الجيش العراقي وأصبح الجيش العراقي الجديد والذي أسس بعد ٢٠٠٣ قوة ضعيفة وانهار في اول مواجهه لة حيث كانت قوتة في مدينة الموصل تصل الى سبعين الف مقاتل ولكنها انهزمت امام ٣٠٠ داعشي مما دفع الى تأسيس تحالف جديد للمليشيات الموالية لإيران بحجة مواجهة داعش وبالتالي تأسس ما يسمى بالحشد والذي هو عبارة عن تحالف قوى المليشيات المدعومة ايرانيا ، والتي أنهت اكثر فاكثر فكرة الجيش وعمقت ستراتيجية المليشيا التي تسعى لتحقيق مصالح ايران في العراق وليس المصلحة الوطنية العراقية ، وظهر قاسم سليماني بصوره العديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يقود هذا التحالف من المليشيات في بغداد رغم أنة محضور من السفر بقرار رسمي من قبل الامم المتحدة منذ ٢٠٠٧ اليمن مثالا اخر ، فقد حاولت ايران استقطاب الحوثين وتحويلهم الى نموذج مليشيا جديد مؤمن ايدولوجيا بفكرة رفض المؤسسة ورفض الدولة والقانون لتحقيق مصالح ايران في اليمن وبسط نفوذها على المنطقة وسعت ايران لدعم الحوثين بالسلاح والمال لبناء وتعميق نفوذها في المنطقة العربية اكثر واكثر ، اما في سورية فان منطق المليشيات كفكرة إيرانية هي الأغلب و مليشيا ابو الفضل العباس العراقية والمليشيات الاخرى والمدعومة ايرانيا ما هي الا اضافة في التحول من الفكرة الوطنية للجيوش الى ستراتيجية المليشيات او

العصابات الممولة ايرانيا والتي تسعى لمد النفوذ الإيراني واستمرارة بالوجود اكثر ، فالجيش الوطني العربي السوري ايضا انتهى وحول الى مليشيا علوية تدافع عن نظام الأسد الحليف لإيران لذا اغتالت هذة المليشيات الثورة السورية وقسمتها بعد ان اغتالت جيشها الوطني . اما الورقة الإيرانية الثاني التعامل مع العرب هي الدعاية الطائفية لتمزيق وحدة العرب القومية والإسلامية ونخر شعوبهم وتحويلهم الى طوائف وهذا سهل مهمة تشكيل المليشيات والوصول لهذة الاستراتيجية ، فالدعاية الطائفية تمثلت بعدة اوجهه أولها بث الفرقة بين الشعوب العربية باسم الطائفة ودعم الأحزاب الطائفية وبث الشعارات الطائفية عبر بعض رجال الدين وعبر مؤسسات دينية وسياسية جعلت الناس تنظر لنفسها نظرة مختلفة حيث نسي الوطن وبقت الطائفة ، هذا اضافة لوسائل الاعلام الطائفية والبرامج الى تدعو الجماهير على أساس طائفي . ان ستراتيجية المليشيات التي انتهجها النظام الإيراني مع الدعاية الطائفية مكنتة من البقاء والاستمرار من خلال تصدير الأزمة الايرانية الداخلية التي يعاني منها النظام الإيراني الى دول الجوار مما سبب مشكلات اجتماعية وسياسية في بلدان مستقرة او شبه مستقرة وخفف العبء على النظام الإيراني في موجهة شعبه لأنة خَيل لهم ان يواجه عدوا كبيرا وأنة يسعى لتحقيق نصر وهمي على الدول العربية المحيطة والقريبة . من جهة اخرى اضاف النظام الإيراني لاستراتيجية المليشيا والدعاية الطائفية قضية الملف النووي وأصبح يناور تفاوضيا محاولا الشد والجذب مع الغرب ودفعهم للتهاون في موضوعات تدخل ايران عبر ما تمول من مليشيات وما تبث من دعاية طائفية وخاصة ان النظام الايراني الحالي كان ولازال هدفة الحقيقي لم يكن تحقيق إنجاز نووي بقدر ما كان محاولة جدية لإيهام الجمهور الداخلي بضرورة الصبر على الوضع المزري الراهن لان ايران تتقدم وتريد التحول لدولة نووية وهي في مواجهة مع القوى الغربية في حين ان الحقيقة ان ايران تحيا تحت اسوء الأحوال و ملايين الإيرانيين يعانون الفقر والانتهاك والتخلف ومن هنا فان على العرب دور مهم في مواجهة هذة الاستراتيجية من خلال دعم الجهود لإعادة تشكيل الجيوش الوطنية في الدول العربية التي يحاول النظام الإيراني تدميرها في وهنا يجدر الاشارة الى دعم جيش سوري جديد ينبثق من الجيش الحر وجيش عراقي من خلال دعم دعم عربي مشروط للحكومة العراقيه لتشكيل جيش وطني يشمل جميع العراقين دون اي تميز والسعي لدعم الجيش اليمني بالسلاح والتدريب والمال واك1لك الجيش اللبناني ليكون هو القوى الاعلى صوتا مقابل المليشيات الطائفية , وكذلك المساعدة في إيجاد حلول سياسية لهذة الدول التي تعاني من التفرقة السياسية والاجتماعية ومحاولة إيجاد علاجات لوضع حد لهذة الخلافات ، والنقطة الأهم هو ان يقوم العرب بوضع ستراتيجية إعلامية لمواجهة الدعاية الطائفية وانهاء فعاليتها ودورها في المجتمع العربي بل والعمل دوليا لإيقاف وسائل الاتصال الجماهيري الطائفية وإيجاد وسائل للمواجهة ., فقناة العالم الايرانية وغيرها من القنوات تشاهد بنسب عالية في المنطقة العربية في حين ان العرب لا يملكون قناة فارسية واحدة لمخاطبة الشعب الايراني . اضافة لذلك فلقد خلق الواقع السياسي الذي تمر المنطقة صورة وهمية لقوة ايران ، وحولها الى صورة غير واقعية ولا منطقية في ذهنية الانسان العربي تحديدا وفي ذهنية الغرب احيانا . فهناك تصورات بان ايران هي أقوى قوة في المنطقة ولكن الحقيقة ان ايران عبارة عن متحف للاسلحة القديمة والمتهرئة منذ حرب الخليج الاولى ، فَلَو تمت المقارنة العلمية بين القوة الجوية الاماراتية او السعودية وبين القوة الجوية الإيرانية لوجدنا ان هناك مسافة طويلة جدا بين الاثنين فأسلحة دول الخليج متقدمة تكنلوجيا وحديثة اما أسلحة ايران فهي عن بقايا خردة حرب ايران مع العراق التي انتهت في في ١٩٨٨ ، ويمكن ايضا المقارنة بين أسلحة ايران البحرية وأسلحة دول الخليج العربي فالخليج العربي يمتلك احدث الفرقاطات البحرية في حين تمتلك ايران زوارق حربية صغيرة ومتخلفة بالنسبة للعصر الحالي . اضافة للضعف العسكري فان  هناك ضعف جماهيري وضعف اقتصادي كبير ، وكل نقاط الضعف هذة يغطى عليها باوهام إعلامية من خلال تهويل موضوع قوة ايران من خلال استخدام ستراتيجية بديلة للجيوش وهي ستراتيجية المليشيات التي تبعد ايران من اي مواجهة عسكرية حقيقية قد تظهر حقيقتها وايضاً تعطيها الفرصة للتغلغل داخل

الجسد العربي وتخريبة ، اضافة الى ذلك هي تستغل ملفها النووي لتحقيق مآربها مع الغرب تفاوضيا ، وعلى العرب فهم الواقع الإيراني الضعيف وفهم الاستراتيجية الإيرانية ومواجهتها بطرق علمية لإيقاف النمو السرطاني الإيراني في المجتمع العربي بحجج وهمية وبدعاية طائفية ومليشيات ارهابية

أحدث المقالات