19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

استراتيجية التخلي

استراتيجية التخلي

ركوب الدماغ والاصرار على تنفيذ الافكار والمشاريع وحتى الخطط الحياتية والسياسية فقرات على الانسان السوي أن لا يعاند ويصر على تنفيذها كلها أو أن يصر على أنه يستطيع القيام بها بوقت واحد وينجح , لأنه قد يتعرض الى نكسات أو فشل متكرر..

أكتب مقالي هذا كنتاج مقتطفات ما قرأت وخبرتي بالحياة ولا شك فان علماء النفس سيؤيدون معظم ما أطرحه هنا ,ذلك أن الانسان مهما كان جبارا بالقياس لقدرات البشر فانه غالبا ما يصل الى درجة الفراغ او العجزوالجمود في اتخاذ أي موقف أو حل أو خطوة لأي من هذه الافكار والخطط المتزاحمة بين طيات عقله التي تتلاطم فيه هذه الافكار المتزاحمة فيصل الى حيرة في اتخاذ أي خطوة يقدم عليها أولا وأي فكرة هي الاهم بحيث يفقد طاقته تدريجيا ويبدأ بالتخبط في أتخاذ القرارات.. وهذا ما يتعرض له السياسيين كثيرا وخصوصا الطموحين منهم لدرجة أن يتحول السياسي الى انسان جامد يخشى اتخاذ أي قرار لأنه يخشى أن يفشل به أو ينتج عن ذلك نتائج سلبية وربما هذا ما شعر به الكاظمي و فريق مستشاريه الان نتيجة الشعور بالفشل لأول خطوة جريئة وقوية قام باتخاذها حين القى القبض على مجموعة متفلتة خارجة على القانون والانسانية ومن ثم أضطر نتيجة التهديد على اطلاق سراح هذه المجموعة الاجرامية.!
لكي يستطيع الانسان أن يستمر بخطوات صحيحة ايجابية ناجحة عليه أولا أن يعرف متى عليه التخلي عن القيام بخطوة أو أكثر أو يؤجل الاشياء بحكمة على ان لا تكون عادة أو حل لكل المشاكل !, من أجل أن لا يخلق الفشل فيها حاجزا يفقده هالة الطاقة الايجابية التي تدفع الانسان لتقديم أكثر و أفضل ما لديه ..قد يظن البعض أن عملية التخلي هي نتاج للفشل والخوف أو الجبن لكنها على العكس من ذلك فالصعود للطابق الثاني في المبنى على سبيل المثال قد يكون من خلال سلم مكسورة درجاته او مصعدا قديما يصدر صفيرا وطقطقة مما يجعلك تتوقع انه يمكن ان يسقط بك او من خلال الاتيان بسلم جديد للارتقاء للطابق الثاني بواسطته .. فأي اختيار سيقوم به الانسان الفاهم و الذكي ؟؟.. بالتأكيد سيختار السلم الجديد الخارجي ..هنا اذن تخلينا عن المصعد والدرج بعد تأكدنا انهما قد يشكلان خطرا علينا مع العلم اننا رفضنا فكرة ركوب المصعد بالدرجة الاولى لان خطره أكبر .. وهكذا نقوم باختيار خطواتنا وندرسها .
أن ايجابية التخلي عن بعض أفكار الأعمال والخطوات السياسية تسمح لنا بأن نحول الطاقة السلبية الى ايجابية من أجل أن نضعها في حيز تنفيذ الافكار التي لن تؤدي الى نتائج سلبية بل أن تؤدي الى نتائج ملموسة يمكن أن ننفذها أو طاقمنا المساعد من موظفين أو جيش أو رجال أمن ..ذلك أن صفاء العقل يقود بالتأكيد الى التفكير بايجابية ومن ثم اتخاذ القرار الصائبمهما كان صعبا.

اذن استراتيجية التخلي المدروس ليست عيبا بل طريقا لتنفيذ الامور السهلة المتدرجة الصعوبة بخلق طاقة وهالة تساعد وتحفز على القيام بخطوات أكبر وأخطر وجريئة أكثر والتي نرى نسبة النجاح فيها أكبرعلى أن لا نركن للتأجيل لكي يصبح عادة فالامور لا تحل وحدها .