23 ديسمبر، 2024 11:22 ص

استراتيجية الايرانية الخاطئة في العراقي غيرت قواعد التفاوض مع اميركا

استراتيجية الايرانية الخاطئة في العراقي غيرت قواعد التفاوض مع اميركا

في الصراع الدولية يعلب شكل النظام السياسي ومضمونه دوراً محورياً في شكل هذا الصراع وقوته ويكون عنصراً حسماً لهذا الطرف او ذاك
ولعل طبيعة الصراع الامريكي الايراني قد جسد هذه الحقيقة بشكل واضح ، ولا اقصد هنا طبيعة النظام السياسي الايراني واختلافه شكل ومضمونا عن النظام السياسي الامريكي فحسب
بل يمكن ان يكون لنوع النظام السياسي الموجود في في الساحة التي يقوم عليها هذا الصراع ايضا
لذلك تختلف قواعد هذا الصراع على الساحة العراقية عن ذات الصراع على الساحة السورية
لكون طبيعة النظام السياسي في العراق يختلف بشكل جذري عن طبيعة النظام السياسي في سوريا لذلك نتائج هذا الصراع باتت مختلفة في كلا الساحتين
وهنا يمكن تخيل الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه ايران حين قررت ان تخوض صراعها مع ايران على الساحة العراقية
ويكمن هذا الخطأ القاتل في ان ايران قبلت انت تخوض صراع مع امريكة على ساحة يحكمها نظام ديموقراطي يعتبر هو الاقرب للنظام الامريكي
فالايرانيين أخطأوا حين لعبو وفق قواعد نظامهم الشمولي في ساحة يحكمها نظام ديمقراطي وتجاهلت دور النظام السياسي في تحديد توجهات الرأي العام ولم تدرك ان لكل نظام سياسي قواعد لعب خاصة ، واعتمدت في صراعها على اساليب تضمن لها السيطرة على الطبقة الحاكمة وسمحت لغريمتها الولايات المتحدة ان تسيطر على صناعة الرأي العام الشعبي من خلال ادوات النظام الديمقراطي( التعددية السياسية ، حرية الاعلام ، المجتمع المدني ، والتداول السلمي للسلطة) .
وهنا جاءت المفاجئة ، فالسلطة في النظم الديمقراطية لا يمكن لها ان تهزم الرأي العام خصوصاً اذا كان هذا الرأي العام لا تملك هذه السلطة ولا الدولة التي ترعاها ، وهذا ما بدأ يظهر في شعارات المحتجين منذ عام ٢٠١٤ من خلال شعار ( بإسم الدين باكونا الحرامية)
حيث ضرب هذا الشعار حلفاء ايران بمقتل لكون ايران كانت تعتمد على الخطاب الديني كثيرا في تحشيد الرأي العام وفي تقوية حلفائها الشيعة في العراق والذين يشكلون رأس الرمح في العملية السياسية و يشكلون الاغلبية الحاكمة جمهوراً واحزاب.
ولم يتوقف تأثير الرأي العام على طبيعة الصراع الامربكي الايراني في العراق بل كانت الاساس الذي انطلقت منه شرارة ما بات يعرف بثورة تشرين التي اندلعت في الواحد من اكتوبر عام ٢٠١٩ والتي كانت الصدمة التي لم تستطع ايران ان تستوعبها بعد ان تفاجأت بان الشارع الشيعي هو الذي انتفض ضدها وضد حلفائها حيث حملت هذه الثورة هذه المرة شعارات واضحة وصريحة ضد ايران من خلال ( ايران برة برة) وشعار ( نريد وطن) ولم يتوقف الامر عند الشعارات فقط بل تطور ليصل الى حرق القنصلية الايرانية في النجف و كربلاء مع ما تحمله هاتين المدينتين من رمزية وقربهما من ايران.
ورغم كل ما حدث بقيت ايران تتمسك بنفس الاستراتيجية في التعامل مع المشهد العراقي من خلال الاسلوب الشمولي في التعامل مع شعب يعيش في ظل نظام ديمقراطي ولم تدرك الفخ الذي استدرجت اليه وخسارتها الكبيرة للرأي العام العراقي.
هنا جاء الدور الامريكي ليكون اكثر وضوحاً في استغلال هذا المشهد الدراماتيكي في عملة ضرب اخر حصن من حصون ايران في العراق وهي السلطة الحاكمة فعمدت لضرب اهم محورين في سيطرة ايران على السلطة العراقية من خلال اغتيال ( قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني) و ( ابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي)
هذان الرجلان كانا ضابطا ايقاع السلطة العراقية والمسيطران على مجمل المشهد السياسي والأمني في العراق . لذلك بدأت تتفكك السلطة العراقية بشكل سريع الى ان انتجت ما كانت تصبو اليه امريكان في سيطرتها على عنصري القرار في المشهد العراقي وهما الرأي العام الغاضب من ايران والسلطة السياسية الخاسرة للشارع والخائفة من اميركا
ليعلن بعدها الجانب الامريكي عن موعد لفتح حوار ومفاوضات مع العراق علنأً ومفاوضات امريكية ايرانية سراً
والحقيقة هي مفاوضات امريكية ايرانية برعاية عراقية تأن تحت وطأة ازمة اقتصادية تتشاركها مع ايران بعد حزم العقوبات الامريكية على ايران وانخفاض اسعار النفط بسبب جائحة كورونا
وهذا الموعد المشؤوم ليجلس كل من الطرف العراقي والايراني امام المفاوض الامربكي دون ان يملكان ابسط مقومات التفاوض المتكافئ ولا اي وسيلة للتهرب من هذا الاستحقاق الكبير الذي ستحكمه عدالة المنتصر وقانون الواقعية القاسي