22 ديسمبر، 2024 2:43 م

استذكارات من واقع حياة الناس أيام زمان

استذكارات من واقع حياة الناس أيام زمان

حقاً ما أسعد ناس أيام زمان، فقد كان الناس على الفطرة، ويأكلون لقمة الحلال، ويتقاسمون بينهم رغيف الخبز. فيطعم الجار جاره، ويصل الإنسان ارحامه، ويتعاطف الصديق مع صديقه.

يجلسون في المضايف، والدواوين لدى كبار القوم، ورموزهم، ليحتسوا فناجين القهوة العربية الأصيلة،ويتسامروا مع بعضهم البعض بأعلى درجات اللياقة ، وليطرحوا مشاكلهم، وبالتالي توضع لها الحلول العاجلة المرضية . فالمجالس عندهم كانت مدارس بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .

يوقر صغيرهم كبيرهم، ويطيع الأبناء والديهم، وكبراء قومهم، وينزلون الناس منازلهم. كل يعرف قدر نفسه. فلا يعق الولد والديه، ولايتطاول أحدهم على الآخر . فالكل مجتمعون على رأي واحد، فتراهم على فقرهم، وبساطة حياتهم، يحسون بسعادة غامرة . وبالتالي فالقناعة عندهم راسخة بماقسم الله لهم من رزق حلال، وهي عندهم كنز لا يفنى.

فلا الغني منهم يتبجح، ويغتر بما عنده من مال. ولا الفقير يحسد الغني على ما آتاه الله تعالى من فضله .

لاشك انها حياة الفطرة، والبساطة التي لم تشوه نقاءها تداعيات صخب العصرنة.

هكذا كان اباؤنا، واجدادنا العظام،يعيشون حياتهم بسعادة. وأما جلينا اليوم، فعلى الرغم من توفر كل أسباب السعادة المادية، من قصور، وسيارات فارهة، ورفاهية مادية، الا ان حياتهم قد اصبحت نكدة، وضنكة.

فالنفوس قد تغيرت، وانتهكت حدود ما أمر الله ان يصان،وبذلك انتهكت الأعراف العربية الأصيلة، وتم تجاوزها ، فلم نعد كما كان عليه أباؤنا، واسلافنا، من الأصالة، والقيم، والأعراف النبيلة .