23 ديسمبر، 2024 12:46 ص

استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين

استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين

الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء حاول خلال السنين التي شغل فيها المنصب ان يصحح بعض أخطاء من سبقه وقد حصل على تاييد بعض الأطراف الوطنية ، كان الرجل يريد تحقيق ما تتطلبه المرحلة لخلاص العراق من التشرذم ، ورغم تحقيق بعض المجزات مثل تهدئة النزاعات الداخلية والانفتاح على محيطه العربي وقيام القواة المسلحة  بتحرير الأرض من داعش في زمانه ، الا ان خصومه من حزبه والمليشيات المسلحة لم تدعه ابدا الاستمرار بالإصلاح ، وهو أيضا لا يستطيع تجاوزهم لان المليشيات تمتلك السلاح الثقيل وتهدد لان بقاء الحال على وضعه هو من مصلحتها .
الان بعد مرور خمسة عشر  عاما من استلام  حزب الدعوة والأحزاب الموالية الحكم انطلقت شرارة الاحتجاج من مدينة الشهداء التي تغذي العراق بتسعين بالمائة من ميزانيته وابنائها يتظورون جوعا للبطالة القاتلة وهم يشاهدون العمال الأجانب يعملون في مؤسساتهم ، درجات الحرارة تصل الى 50/ وهم بدون كهرباء ، اوماء صالح للشرب بدلا من الماء المالح الذي  وصلت الملوحة في شط العرب نسبة عالية .
احتجاجات سلمية انتشرت في النجف والعمارة والديوانية وكربلاء والحلة والناصرية وبغداد وغيرها، كلها تشكو من الظلم الذي لحقها طوال خمسة عشر عاما لا ماء لا كهرباء لا امان لاعمل بطالة منتشرة على امتداء العراق وانتشار الفساد في كل مرافق الحياة ، والطائفية والعنصرية تنخر في النسيج الاجتماعي ،والمهاجرين والنازحين في الخيام ،وانحدار التعليم وانتشار الامية . واليتاما والارامل ،وتدهور المؤسسات الصحية ، والالاف المعامل العاطلة والمتضررة ولم تعالج ؟!
كل هذا يا دكتور حيدر وتسم البعض  (بالمندسين)  لقد غشوك وغدرك خصومك اين الضرر الذي لحق بالمؤسسات وهل كان بمستوى وصفك للمتظاهرين ؟ ، لقد خسرت الكثير عند صمتك لقتل الأبرياء واعتقال مئات المواطنين من قبل المليشيات المسلحة التي تدين بالولاء لللاجنبي ، وثق انك لا تستطيع تحقيق أي شيء لمصلحة الشعب بوجود الفاسدين والمليشيات المسلحة حتى لو منحت دورة جديدة .
الوضع لا يتحمل اكثر من ذلك بعد فشل إدارة الحكم في العراق على مدى السنين الماضية كما اقر بالفشل العامري رئيس منظمة بدر واعتذاره للشعب واكد ان السياسين كانوا في صراع بينهم ونسوا الشعب.
يا دكتور اذا اردت تصحيح الوضع ، عليك احترام إرادة الشعب بتنفيذ مطالبه دون أي تسويف ، والاعتذار لابناء الشهداء وتعويضهم ، ومعالجة المصابين ، واطلاق  سراح المعتقلين من المتظاهرين فورا ، ومحاسبة من اطلق النار عليهم واحالتهم للقضاء .
نحن من حرصنا على السيد رئيس الوزراء وعلاقته بالمواطنين كنا نتمنى عليه ان يلتقي بالمحتجين ويؤيد مطالبهم ويطلب منهم الحصول على أذن وموافقة وتايدة شعبيا لتنفيذ الخطوات التي لم يستطع تنفيذها وتمكينة من اصلاح الوضع رغم عدم وجود مجلس النواب واعتراض البعض الذين يشكلون اللوبي المعارض لكل اصلاح من الفاسدين والمليشيات المسلحة.