جيل ألخمسينيات وألستينيات من أمثالي كنا مضطرين للذهاب ألى بغداد لمتابعة معاملاتنا في دوائرها وخاصة ألحصول على شهادة ألجنسية ؛ وكنا نحتاج ألى أيام للبقاء في بغداد وذلك للروتين ألممل ألمعروف عنه في جميع مؤوسسات ألدولة ألعراقية. فكنا ننام في فنادق شعبية في ألحيدر خانة أوألشواكة أو في أزقة شارع ألرشيد. تتميز هذه الفنادق بقذارتها وتصاعد ألروائح ألكريهة من مرافقها ألصحية؛أما أغطية ألسرائر وشراشفها ربمل تغسل مرة واحدة في ألسنة؛ وقد تلاحظ عندما تصعد في سلالمها تقابلك فئرة كبيرة نازلة تغمز لك بتحية ألترحيب أو قطة تحمل عظما ألتقطته من بقايا طعام ألنزلاء؛ ونظرا للشكاوي ألتي تصل ألى أمانة بغداد ؛ أضطرت ألأمانة ألى أرسال مفتشيها لمراقبة هذه ألفنادق؛ وكما هو معروف أن ألكثير من موظفي ألأمانة رواتبهم قليلة ولاتكفي لأطعام عوائلهم فيضطروا لأخذ ألرشاوي؛ فيغضوا ألطرف عن هذه ألمخالفات ويكتفون بالطلب من أصحاب هذه ألفنادق بصبغ واجهة ألفنادق وتغيير يافطة ألفندق فمثلا بدلا من فندق ألعاصمة يضاف أليه ألجديد أو فندق قصر ألنيل يضاف أليه ألكبير ؛ أما داخل ألفندق يبقى كما هو؛ رائحتة كريهة وخدماته تشبه ألنوم على قارعة ألطريق .
مما تقدم يبدوا أن حكامنا أستفادوا من هذه ألتجربة ألفريدة فمثلا أضاف فهد بن عبد ألعزيز في ألسعودية ألى ألقابه أسم خادم ألحرميين ألشريفيين ؛ أما ماقام به في تاريخه ألمجيد من صولات في مواخير أوربا وكازينوهات لندن ومونتي كارلوا وفضائحه ألتي تزكم ألأنوف والتي تكتب عنها صحف ألتابلوهات ألشعبية في بريطانيا وغيرها فحدث ولاحرج . أما ألحسن ألثاني في ألمغرب فقد أضاف ألى أسمه لقب أمير ألمؤمنين بينما كانت تعج قصوره بالغانيات وأليالي ألملاح وكانت ألصحف ألفرنسية تعج بفضائح أمير ألمؤمنين ألتي لاتحصى ولاتعد؛أما ألسادات فقد أطلق على نفسه ؛ألرئيس ألمؤمن ؛ وطبقا لرواية محمد حسنين هيكل في كتاب خريف ألغضب ؛فيذكربأن ألسادات بعد أن يتم أفطاره ؛يبدأ يومه بكؤوس من ألويسكي ألمفضل له والكافير؛ ويشاهد فلما أجنبيا وعادة أمريكي ويذهب ألى عمله بعد ألثانية عشرة ظهرا. أما ألقائد ألضرورة في ألعراق فقد أضاف الى ألقابه ألمتعدده لقب ؛قائد ألحملة ألأيمانية ؛ ولم ينسى أن يقطع رؤوس ألبائسات ألعراقيات ويعلقهن في ألشوارع بحجة ألدعارة وينسى ابنه ألمارق عدي ألذي يعتدي على حرائر ألعراق بدون حساب لأنه من ألسلالة ألنقيةو ألتقية ألتي لا
يجوز ألمساس بها؛ وقد ذكر زعيم ألحزب القومي ألروسي ألمتطرف عندما دعاه صدام ألى وليمة خاصة؛ أنه عند حضور صدام وجلوسة وضع مرافقه ألشخصي قنينة كاملة من ألخموروقد أحتساهابالكامل وبعد أنتهاء ألحفلة نهض من مكانه وخرج ولا أثر لتاثير ألشراب عليه؛ بينما لم يستطع هو من ألنهوض من مكانه بعد شربه كأسين من هذا ألشراب حسب قوله!! .اما حسين بن طلال فقد كان يقضي معظم أوقاته في عاصمة ألضباب لندن أكثر مما يقضيه في ألأردن في دعوة ألناس ألى ألاسلام في بلاد ألكفر!! لأن أسم دولته أقترن بالهاشمين وهم منه براء أما أبنه عبد ألله فرحلاته ألى برج ألعرب ونيويورك هي لبراءة ذمته من أموال ألمسلمين بصرفها في كازينوهات هذه البلدان ألكافرة!!.أما ألظاهرة ألأخرى فهي تسمية ألدول بالأسلامية مثل أيران وأفغانستان وغيرها ولاأدري لماذا يطلق عليها بالأسلامية وهي تشمل حملة أديان أخرى وهي تشابه مايدعوا له نتنياهوا بأقامة دولة يهودية في فلسطين ألمحتلة متجاهلا وجود مسلمين ومسيحين على أرض فلسطين ألكبرى.
لقد أستخدمت ألدول ألأسلامية ألشعارات ألدينية وأسماء ألرموز ألدينيه في حروبها ألبينيه فسمى صدام حربه ضد آيران بالقادسية وأطلق على صورايخه التي يطلقها على آيران بصوارخ ألحسين وألعباس؛أما معاركه فقد سماها بأسماء أسلامية عديدة منها معركة ألفتح ألمبين ولا ننس تسمية همجيته في سحق ألشعب ألكردي بالأنفال!! ؛ لم يتخلف ألأيرانيون في أستخدام ألشعارات ألدينية في حربهم مع ألعراق ؛حيث راحت تغطي رؤوس البسيج والأطفال بيافطات كتب عليها{ياحسين ألشهيد} أو {يأبا ألفضل ألعباس } أو أدركني ياعلي وغيرها وتسمي معاركها بيوم ألقدس وغيرها وكأن معاركها فتوحات وغزوات أسلامية؛ وكأن ألذين يقتلون من ألطرفين من ألمشركين من أتباع أبو لهب وأبو جهل!!.
أما ألموضة ألجديدة للحركات ألتي تدعي نفسها بالأسلامية فقد أنتهجت نفس ألنهج ففي ألجزائرتسمى جبهة ألأنقاذ وفي مصر ألتكفير وألهجرة وهي تحمل بشائر ألنصر ألمبين على ألمرتدين عن طريق ألأسلام ألصحيحّ!!أما في ألعراق فقد بلغت أسماء ألرموز ألأسلامية ألتي أطلقت على كتائب ألمهاجرين وألأنصار فعددها زاد على ألمائة ؛منها كتيبة سعدأبن ألوقاص وكتيبة خالدبن ألوليد وألقعقعاع وغيرها ولاننس دولة ألعراق ألأسلامية وقاعدة ألجهاد؛ أما تفجيراتهم ألأجراميةبقتل ألنساء وألأطفال والشيوخ في ساحات وميادين ألعراق سميت بغزوة تبوك وفتح مكة وغيرها ؛وقد وصل ألصلف بالزرقاوي ربيب سجون ألأردن للشاذين وقطاع ألطرق وألبلطجية بأن يفتي بأحلية قتل ألأبرياء بقوله{ من كان مؤمنا عجلنا له بالجنة ومن كان كافرا عجلنا له بالنار } وقد رد علي أحد ألأساتذه ألأفاضل في مقالة سابقة عن أستغرابه من أستخدامي لهذه ألآية ولوقرا ألمقالة سيجد أنني قلت أنها مقولة للزرقاوي وشتان بين قول ألمقبور وكلام ألله تعالى!!.ولاننسى منظمات تطلق على نفسها تسميات دينيةفي ألعراق مثل جيش ألمهدي وعصائب ألحق وأليوم ألموعود وغيرها .
يمكن لهؤلاء ألحكام أن يطلقوا على أنفسهم صفات تتلائم مع أعمالهم وماجنته أياديهم من ظلم وفسوق وأجرام بحق شعوبهم لكي تتطابق ألأعمال مع ألصفات بدلا من تدنيس ألرموز ألأسلامية وألشعائرألدينية ألتي ستتحول عليهم عكسيا ويصبحوا هدفا للسخرية وألأستهزاء وألتندر.أما ألتنظيمات ألأرهابية ألتي تدعي ألأسلام زورا وبهتانا يمكن تسمية نفسها بأسماء مثل شبيبة هتلر ألنازية أو كتائب موسوليني ألأرهابية أو شبيبة منظمة ألهجانا ألصهيونية أو منظمات تهريب ألحشيشة ألمكسيكية وغيرها فينطبق عليهم ألمثل ألمعروف{ وافق شن طبقة}أو شبيه الشئ منجذب اليه.قال أبو دلامة أبيات من ألشعر يهجوا نفسه عندما تعرض ألى موقف محرج:
ألا أبلغ لديك أبا دلامة فلست من ألكرام ولا ألكرامة
جمعت دمامة وجمعت بؤسا كذلك أللؤم تتبعه ألدمامة
أذا لبس ألعمامة قلت قردا وخنزيرأذا نزع ألعمامة !!
وهذه نصيحة ألى حكامنا ووتنظيماتنا أللاسلامية يهديها لكم أبو دلامة مجانا عسى أن تتعضون!!.