23 ديسمبر، 2024 7:50 ص

استخبارات الغرب ، بين التضليل والأستخفاف بالعقول !

استخبارات الغرب ، بين التضليل والأستخفاف بالعقول !

تشهد أوربا حمام دم بمعدل كل اسبوع تقريبا ، والمجرم والمنفّذ والمحرض والممول معروف جيدا لكنهم وضعوه تحت عنوان فضفاض بأسم الأرهاب ، لكن ما يحدث في العراق ليس كحمامات الدم الأسبوعية في أوربا ، انما على هيئة انهار وبحيرات يومية من الدم ،أي كالفرق بين الخدش والذبح !، ورغم ذلك ، فالعراق صاحب أقل نسبة من الأدانة والاستنكار والتضامن على نطاق العالم الحُر جدا والمراعي جدا لحقوق الأنسان ! .
والمعروف ان أهمية البشر وقيمة الأنسان هو الشغل الشاغل للغرب ، وأستغرب كيف لا يتخذ (هذا الغرب) خطوات جدية وحاسمة وجذرية لمعاقبة المسؤول المعروف (جيدا) لديهم ، على مستوى شخصيات ومنظمات ودول ! ، يجعلني ذلك اتسائل ، أما ان الاستخبارات الغربية بمنتهى الغباء ، وهذا بعيد جدا ، أو انها تجامل على حساب دماء شعوبها ، وهذا مستبعد أيضا لأنها لم تصل (لمستوانا) في ذلك بعد !، أو ان هنالك أهدافا بمنتهى الخبث يجري تمريرها ، وهذا هو المعقول ! ، فبذرة سرطان الأرهاب بدأت من كواليس المخابرات الأمريكية  ، وهم من عبر عن ذلك بأنفسهم ومرارا !.
الغرب يعرف جيدا ، أن القوة المحركة لهذا العنف هو الفكر والتمويل ، وهو سعودي – خليجي بأمتياز ، وان لداعش (واجهة الأرهاب) ، رئة وشرايين ، تبقي هذا الوحش الذي لا يرتوي من الدماء حيا ، تمثلها (تركيا) بالأدلة الدامغة الكثيرة صورا وأفلاما ووثائقا ، وما ذبح الجندي التركي على جسر (البسفور) بطريقة داعشية نموذجية ، من قبل مؤيدي (أردوغان) الملتحين ، الا دليل بسيط !،  فالمعادلة بسيطة جدا وواضحة وضوح الشمس يا جماعة ، لماذا لا يقدم الغرب على معاقبة هذه الدول ؟ ، وفي ذلك حلا جذريا لمسلسل الدم هذا ؟! .حقيقة لا أستطيع أيجاد الجواب ، لسؤال يبدو سهلا جدا ! ، وفي نفس الوقت لا أريد الوقوع في حبائل نظرية المؤامرة ، فقد بدت شرطة الغرب وكأنها غبية وخاملة بعد كل عملية  خصوصا الفرنسية منها ، وتقارير هذه الشرطة عن كل أرهابي متورط ، يبين انه من أرباب السوابق ، أومن المتورطين بأنتمائهم بمنظمات أرهابية ، فكيف لا يوضع تحت المراقبة !؟ ، لكن هنالك بعض المؤشرات ، تجعل من هذه الحوادث مكسبا كبيرا (للنخبة) ، منها :
1.     تنمية (الأسلاموفوبيا) ، وجعله بعبعا ، يحصل بمقتضاه اليمين المتطرف والمنظمات العنصرية على أكبر عدد من مقاعد البرلمان كما حصل في النمسا ، بأعتباره الملاذ والدرع الحصين لشعبه  ، بتعميمه السمعة السيئة على كل المسلمين بأعتبارهم مجرمين ووحوش غير متحضرة .
2.     تلويث سمعة اللاجئين ، بأعتبار أن الأرهابيين منهم تحديدا ، وبذلك يمكن القفز على بنود حقوق الأنسان والألتفاف عليها ، بترك المهم واللجوء الى الأهم ، بخلق المبرر لمنعهم تماما من دخول أراضي الغرب .
3.     ضمان انتاج وتسويق السلاح ، وفرضه على الدول المبتلاة ، وخلق مبررات التدخل المستمر بدواعي (أخلاقية) ، من أن الأرهاب قد ضربهم في عقر دارهم !.
4.     خلق مسوّغ لخرق كافة معايير حقوق الأنسان وانتهاك خصوصيته ، كالمراقبة والتجسس والحبس على الشبهة وتقييد الحرّيات ، كون أن معظم الأرهابيين الأوربيين قد أساؤا استخدام جو الحرية الغير متوفر في بلدانهم الأصلية .
5.     توفّر تهمة جاهزة عريضة تحت أسم الأرهاب والمتاجرة به ، لقمع الخصوم (لصالح النُخب) والتضييق على الصحافة وكسب تأييد الرأي العام .
6.     ترسيخ مبدأ (المعايير المزدوجة) الذي طالما كان بمنتهى الوضوح ، من خلال بث الفكر الجمعي من أن العرب والمسلمين في بلدانهم أوطأ من مستوى البشر !، ولكم أن تلاحظوا الفرق الصارخ بين موجات الأحتجاج والتضامن على ما يحدث في الغرب ، وما يحدث في بغداد .
7.     لكون الغرب يتعاطى الأقتصاد الرأسمالي ، فليس من المصلحة قطع شرايين التبادل التجاري والأستثمار والأعمال وتدفق النفط مع الدول أو المنظمات المشبوهة ، فلا بأس ان تدفق شيء من (الدم الفاسد) من هذه الشرايين !.
8.     بث الحياة في حلف (الناتو) وتنميته ، بحجة انه القوة الضاربة لقوات التحالف ضد داعش ، وأعادته الى مقام الصدارة عالميا ، وما يرافق ذلك من تدفق التمويل وانشاء القواعد في جمهوريات شرق أوربا ، وأجراء المناورات في خطوة استفزازية لروسيا ، لأستئناف الحرب الباردة ، وما يرافق ذلك من مكاسب لا تعد ولا تحصى !.
9.     عدم الجدّية (الواضحة جدا) في قتال هذا التنظيم ، بل تتوفر فضائح عديدة وبالدليل للأبقاء على هذا التنظيم لأجل هم من يقرره لغاية ! ، وبشكل بتنا نعتقد أن الأرهاب ضرورة ، وأنه أن أختفى ، فسيحل محله (كائن) آخر كالاميبا ! ، لضمان تدفق الأمتيازات والمكاسب ، فهذا العالم يجب أن يبقى منشغلا ! ، فبالأمس القاعدة واليوم داعش ، ولا ندري أية تسمية سننشغل بها غدا !.10.     تكريس أمن اسرائيل ، الشغل الشاغل والتاريخي لكل العالم الغربي ، فلم تكن أسرائيل (آمنة) كما هي اليوم ، بل لم تكن (تحلم) بذلك ، أوربما حلمت ، فكان نتاجه هذه الفوضى ، فنطاق وحشية هذه الجماعات الأرهابية شمل كل العالم الا اسرائيل (!!) ، وبذلك تخف كثيرا وطأة ابتزاز اسرائيل لدول الغرب واستدرارعطفها بدواعي الحفاظ على أمنها ، ولو مؤقتا !.
وغير ذلك من المكاسب التي تُطبخ في أروقة أجهزة المخابرات ، وقصور (النُخَب) ودهاليز المنظمات السرّية ، والتي نشم منها رائحة العفونة ، فهذه مجرد ملاحظات بسيطة انتبه لها انسان الشارع البسيط ، فكيف لم يتطرق لها الرأي العام والصحافة الغربية ؟! ، فهل يوجد دليل أكبر من ذلك ، على أن الصحافة غير محايدة ، أو من الممكن تكميمها !؟.