22 نوفمبر، 2024 11:02 م
Search
Close this search box.

استحكام الأزمة ..وافق الحل

استحكام الأزمة ..وافق الحل

لم أشك للحظة واحدة من النصر على الإرهاب وفلوله الخاوية، ولكن هذا النصر بدأت وتيرته تتباطئ وينتابه الغموض الإبهام .
والسؤال المطروح :اما كان بالإمكان دحر الارهاب بوقت أقصر مما قطعناه؟ أما كان يمكن التقليل من قرابين الشهداء ووئد الفتنة الطائفية قبل وصولها إلى الشارع العراقي والبدء بالخطوة الثانية خطوة البناء والاعمار والاستثمار؟ لماذا لم نلتمس لحد الآن درجات السلم التصاعدية أو نرى النور في نهاية النفق؟

وأعتقد أن الجواب على ذلك : هو انعدام الرؤية والتخبط، والمشكلة الرئيسيه من وجهة نظري هي في عامة الناس وليس ..في عموم السياسين المنتفعين من امتيازات السلطة!، فالعامة دائما تؤيد نبرة الحزم حتى وإن كانت خاوية لا توقع، المهم انها تمتع اسماعهم بما يحبون سماعه وبصوت عالي، حتى وإن كان ذلك مجرد أفرغ للشحنات تبث في الفضاء الواسع وﻻ تجد لها صدى،وهذا غاية ما تجيده معظم النخب السياسية ، وهؤلاء العامة أصبح لهم صوت في الانتخابات ينتجون من خلاله البرلمان والحكومة لذلك فالخطب جليل .

نحن دائماً و في كل المحافل نمتدح تجربة دول الخليج ونجاحها العمراني وأحيانا نتندر على السياسين بها،ولكن هل نقبل بدفع ثمن هذه التجربة، لقد أتى الغرب ((الكافر ))إلى العراق بقضهم وقضيضهم ولكننا رفضناهم وليس فقط من العامة بل معهم جزء كبير من النخب والكتل السياسية.

الغرب أقحم الديمقراطية والحرية لبلاد أهلها ( يرفعون المظلات عندما تمطر السماء حرية ) فافرطنا وفرطنا بها حتى أصبحت سمجة وبدأت الصيحات تتعالى لجعل النظام رئاسي، وكأن الخلل في النظام وليس بمن امتلك مقاليد البلاد واساء إدارتها حتى أصبح العراق على حافة الهاوية وبيعت نسائه بسوق النخاسة.

وعلى الرغم من هول الخطب وشدة الأزمة وعظيم النكبة وتوالي الانتكاسات واتساعها حتى شملت الجميع دون استثناء، كان يفترض بها أن تحقق وحدة الصف ضد خطر داعش والذي يهدد الجميع، بدأ الكل يسارع إلى صنع نصر لحزبه وأحيانا لشخصه، وبدلا من أن تنسب البطولات إلى الجيش العراقي ويندفع الشعب خلفه وتتحقق الوحدة الوطنية، أصبحت البطولات تنسب إلى أشخاص وكأنهم (رومل أو مونتي كمري)، يسخرون وسائل الإعلام وبعضها تابع للدولة استعدادا لمعركة الانتخابات القادمة وكيفية كسب الأصوات بدل المعركة مع داعش وكيفية قضم الأرض.

ومع ذلك فأقول أن العملية السياسية في العراق لم ولن تسقط، وأن شاءت أن تترفع عن هذه التداعيات التي أكلت واستنزفت الكثير،فإنها يمكن أن تحقق نتائج ملموسة ويمكن جعلها رؤى واساسا للتاصيل الصحيح الذي يسعف الواقع العراقي والأخذ بيده نحو المستقبل، وهذا يعتمد على عزم الحكومة على اتخاذ عدد من الإجراءات الداعمة للجيش العراقي وتطهيره من الفساد المستشري فيه، وكذلك دعم المصالحة الوطنية، وتشجيع جميع الاطراف على التعاون، وكل ذلك غير مجد أن لم يرافقه تعاون واتفاقيات مع دول الجوار من خلال الاحترام المتبادل وليس الاتهام المتبادل.

[email protected]

أحدث المقالات