23 ديسمبر، 2024 11:00 ص

استحالة تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة

استحالة تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة

كل من يعتقد بان تشكيل الحكومة القادمة بانها ستكون حكومة (تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة) اقول له انت واهم ونجوم السماء اقرب لك من ذلك، ودليلي على ذلك هو آلية تشكيل حكومة العبادي الحالية :-
عام 2014 كل الشعب العراقي طالب بتشكيل حكومة (تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة) وساحة التحرير تشهد على ذلك وبان العبادي حاول اختيار التكنوقراط لكابينته الوزارية لكنه اصطدم بجدار فولاذي !!! وخرج المتظاهرون لمساندة العبادي ليحارب الفساد وكان الشعب يقول له
(اضرب … اضرب لتكول ماعندي ظهر كل الشعب وياك) والمرجعية ساندت العبادي وتاليها مسحنه ايدنا بالحايط بسبب التفاف الاحزاب على تشكيلة الوزارة و الاصلاحات !!!
اكثر السياسيين الذين حاورناهم حول وجوب انقاذ الوطن من خلال تشكيل حكومة تكنوقراط من خارج الاحزاب بعيدة عن اللجان الاقتصادية وتشكيل هيئة نزاهة حقيقية ومهنية لتحارب الفساد الجواب كان :-
(( يعني احنه ندخل الانتخابات ونتعب وندفع ملايين حتى نفوز بعضوية مجلس النواب وتالي ننطيها للنايمين للظهر !!!!!!!!))
بهذه العقلية يفكر (بعض) السياسيين بعقلية المصلحة الشخصية وليس بعقلية مصلحة الوطن وان المبادئ المذكورة في الانظمة الداخلية لبعض الاحزاب التي تتكلم عن التضحية من اجل الشعب والنزاهة ومحاربة الفساد وخدمة الوطن كلها شعارات لغرض التسويق والترويج الاعلامي ولا اساس لها من الصحة هدفها الوحيد هو الاستيلاء على المناصب العليا في الدولة والاستعانة ببعض من (المنتفعين واللوكية والابواق) لتسخيرهم لخدمة مصالهم الشخصية ولغرض زيادة ارصدتهم في بنوك العالم يقابلها فقر وزيادة في البطالة وانتشار الامراض والتخلف في جميع مجالات الحياة.
انا اتحدى رئيس الوزراء القادم ان يشكل حكومة من الوزراء ورؤساء الهيئاة من التكنوقراط و المستقلين واكرر (اتحداه)
وأؤكد بقناعة تامة ومطلقة اذا تم تشكيل الحكومة القادمة بنفس طريقة تشكيل الحكومة الحالية سيبقى العراقي (مكانك راوح) في احسن الاحوال خلال الاربعة سنوات القادمة وستكون امتداد للفساد المالي والاداري وتراجع في الخدمات وزيادة في البطالة وعلى الشباب الذين تخرجوا من الجامعات ( البكلوريوس و الماجستير والدكتوراه ) ان يبحثوا عن مصدر رزق لهم خارج هذا البلد لان الوظائف كانت في زمن الحكومات السابقة وستكون في ضل الحكومة القادمة ينطق عليها المثل الشعبي ( ألي ولخالتي والغريبة فضالتي) وسأذكركم بعد تشكيل الحكومة القادمة.