لدى متابعة تفاصيل ما حدث في البرلمان العراقي خلال استجواب وزيري الدفاع والمالية ، من صخب وهرج ومرج وتفنن في الاداء الكوميدي للبعض والساخر للبعض الاخر والتراجيديا بجميع اشكالها .
وهنا لا اريد الدفاع عن الوزراء ، او السلطة التنفيذية ، ولكن عتبي على اعضاء البرلمان ، والذين يحاولون ان يجعلوا سلطتهم التشريعية هي اقوى سلطة في البلاد ، كونهم من يشرعون القوانين ! ، وهناك من ينفذها ، اذا ، المنفذ هو اقل اهمية من المشرع ، وهذا مخالف للدستور.
لقد ثبت وعلى مدى 13 سنة مضت ، ان البرلمان العراقي بعد الاحتلال الامريكي هو اسوء برلمانات العالم ، من ناحية التشريع والرقابة ، والدليل ، هو واقع الحال ، مئات الالاف من العوائل (الشعب العراقي) مشردة داخل البلد وتحت سلطة الدولة ولا تعير لهم أي اهمية .
عالية نصيف ، عضوة برلمان ، تستجوب وزير الدفاع ، والسبب ، هو هدر المال العام ، وعندما ندخل لتفاصيل الموضوع نجده تافه كون ما حصل من وقائع في بناء مستشفى كانت قبل استلام وزير الدفاع لمنصبه ، أي في الدورة البرلمانية السابقة ، والتي كانت هي ايضا عضوة فيها ..! ، والسؤال هنا ، لماذا لم يتم استجواب وزير الدفاع على ما اعلن عنه سابقا عن اكثر من 50 الف فضائي تُستلم رواتبهم من وزارة الدفاع ، ومن المسؤول عنها ؟.
هيثم الجبوري ، يستجوب وزير المالية ، والسبب ، هدر المال العام ، 40 الف دولار مصاريف ايفاد و 90 الف دولار ايجار طائرة !!، ولا نريد الدخول في سبب الزيارة ومن المفروض يذهب ونقيم ان هذا سياسي محنك وذاك فيلسوف ، ولكن ، اليس من المفروض استجواب وزير المالية حول ما حصل ويحصل في المصارف العائدة لوزارته وما يختلس من اموال منها ، واين مصيرها؟.
صدقت ايها المتنبي عندما قلت :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ