قبل ان افتح صفحات ما سأقوله عن خالد العبيدي المكنى وزير الدفاع ، استطرد قليلا بكلام مباشر مع السيد اسامة النجيفي ثم أعود الى موضوعي ، فاسأل السيد اسامة النجيفي .. ترى هل تحقق ما كنت تأمله من إصرارك على تعيين خالد العبيدي وزيرا للدفاع وتجاوزك لآلاف الضباط العراقيين المهنيين ، ومنهم ضباط الموصل تلك المدينة التي تسمى مدينة الضباط أصلا ، فمنذ عام 2010 بعد الانتخابات التي فازت بها القائمة العراقية كنت تصر على تعيين العبيدي وزيرا للدفاع وبطريقة كادت ان تكون هستيرية ، حتى سلبكم المالكي حقكم بسبب سوء اختياركم ، وبعد انتخابات عام 2014 ، عدت لذات الإصرار وجئت بالعبيدي وزيرا للدفاع رغما عن أنف السنّة والعراقيين ، فهل حقق العبيدي لك ولاخيك ما كنت ترجوه وتحلم به ؟ ، رغم اني سأتجاوز ذكر ما كنت تحلم به من صفقات مالية من الدفاع ، وارضاءات لارودغان ، ومخططات كنت ترى ان العبيدي سيحققها ، وانت اعرف الناس بضعفه ، وقلة خبرته ، وهوان مؤهلاته ، الا المؤهل الاوحد وهو طاعة النجيفي ، وها هو انقلب عليكم ولم يعد لكم .
وانتقل الان لفتح صفحات الكلام مع العبيدي .. فبعد تعيينه وزيرا للدفاع بيومين القى خطابا رئاسيا وهو يقف الى جانب العلم العراقي ، وخلفه خارطة كبرى ، تعيد الى الاذهان خطابات زعماء الحرب العالمية الثانية ، وتذكرنا بأيام الفوهرر الالماني ، وكان ذلك جزء من تحقيق حلمه ، واجهاض احلام العراقيين بوزير دفاع متخصص من ابناء السنّة الذين كان لهم دور في صناعة جيش العراق .
ثم ما لبث هذا الرجل ان اصبح مطواعا للنجيفية منهجا وسلوكا ، وظل يشعر انه مستشار اثيل النجيفي رغم منصبه الجديد ، ورغم ما يبديه في مجالس اخرى ، بأنه ضد النجيفية ومنهجها ، خاصة مجالس التحالف الوطني .
انشغل العبيدي بالإعلام واراد ان يكون رومل عصره ، او تشرشل زمانه ، فقضى نصف دوامه بزيارات خارجية ولقاءات جانبية ، وزيارات داخلية لقواطع العمليات يسمع فيها ولا ينطق ، حتى اصبح او كاد ان يكون متحدثا باسم الحشد الشعبي ، او ناطقا باسم هادي العامري ، فكال من المديح للحشد والعامري ما لم يقله ، ابو تمام للمعتصم ، او المتنبي لسيف الدولة .
واذا كان مداحا مجانيا للحشد والعامري ، فانه كان بكاء شكاء في مجالس النجيفية وسليم الجبوري ، واتحاد القوى ، لاينفك يذكر ضعف حيلته ، وهوانه على الحكومة ، وتهميشه عن القرار ، حتى فكر لمرات ان يستقيل ، ولو كان فعل لاصبح رمزا وطنيا ، مع انه سيأخذ جميع امتيازاته المالية والمعنوية .
العبيدي لو كان ضابطا حقيقيا ورجلا شجاعا ، لاعلن استقالته او على الاقل لوّح بها يوم قام شباب الامن الوطني بتفتيش مكتبه ومنزله واتهامه بإخفاء أسلحة ، ولاحدث ضجة كبرى ، واصبح الناس يحسبون له الف حساب ، ولوقف معه
التحالف الدولي ودول عربية ، واخذ بعضا من حقه ، لكن ( من يهن يسهل الهوان عليه ) .
خالد العبيدي المشغول بالتقاط الصور التي ملاْت صفحات التواصل الاجتماعي مع المذيعات والمصورات ، ونظرات الاعجاب لخلفيات المارات من عنده ، وهي موجودة بكثرة ويتداولها الناس مثل ( حب عين الشمس ) في الفيسبوك ، تصور انه احسن صنعا باعتماده على كروب اعلامي في وزارته لا يفهم من الاعلام العسكري شيئا ، ولا يفقه من امور الدعاية الا التوريط ، ولو كنت مكانه لطردت من ورطه بلقاء قناة البغدادية الذي ظهر فيه قليل شأن ، وهان على الناس حتى استصغروه حين اهان ضباط مؤسسته ووصفهم بخريجي الكلية العسكرية الذي لا يعرفون سوى (الاستراحة والاستعداد ) .
العبيدي حين ظهر في زمن اقسى حرب واكبر موجة موت يشهدها العراق في اول لقاء تلفزيوني مباشر ، كان الناس ينتظرون منه ، ان يصنع الامل لهم ويبشرهم بالنصر ، فاذا به يهاجم نائبة لاينفع الهجوم معها ، لكثرة ما تعودت عليه ، ويكشف طلباتها الكثيرة منه ، دون ان يكشف آلاف الطلبات لاتحاد القوى وزملائه النواب وأسياده النجيفية ، ثم تحول للهجوم على ضابط سابق ربما كان يحلم العبيدي ان يلتقيه يوما او يؤدي اليه التحية وهو الفريق وفيق السامرائي ، فما كان من وفيق ثعلب الدعاية والمعلومات ولعب الكلام والمؤامرات، الا ان يبطش بعد يومين بالعبيدي وفي قناة يمتلكها احد زعماء اتحاد القوى ، وبطريقة لم تتعب وفيق السامرائي ، مثلما لم تتعب كروب العبيدي الاعلامي الذي ورطه كما ورط مرات عديدة اخرين سابقين مثل عدي صدام ، ووزراء أصبحوا في طي النسيان .
خالد العبيدي الذي يتهم اخرين بانهم كانوا من النظام السابق ، او تسببوا في فشل عسكري ، او لم يؤدوا مهماتهم العسكرية ويحيلهم على التقاعد ، نسي انه كان من النظام السابق وبدرجة حزبية وعسكرية مشمولة بالاجتثاث ، وفشل عسكريا واصبح مستشارا لاثيل النجيفي وقاد معه هزيمة الموصل امام دعش ، وجلس في قفص الاستجواب امام لجنة تحقيق الموصل ، وفشل في اداء مهماته وزيرا للدفاع .
وحتى اللحظة ما زال خالد العبيدي يرفض ان يسمع الكلام الصحيح والنصيحة الامينة ، فيلهث كما تعود وراء فزاعات خلقها لنفسه ، واسماء اعتقد انها كبيرة ومهمة ، وحشرها في وزارة الدفاع بعقود كبيرة ، وهم سيكونون سبب خراب البلاد وموت العباد .
ربما خلال الاشهر الماضية من عمر وزارته التقط العبيدي من الصور ما يكفي ، وعيّن من اراد او من فرضوه عليه في الوزارة ، واخرج من اراد او أمروه بإخراجه ، ولكي لا يكمل مهمته ، التي ستكون خرابا وخسارة وموتا وانهيارات مع معارك تحرير الموصل ، نقول استبدلوا خالد العبيدي بضابط آخر من الموصل او غيرها ، ليكون وزيرا للدفاع ، يعطي هذا المنصب حقه ، قبل ان يحين موعد تنفيذ المشروع التركي مع معارك الموصل ، والعبيدي ادري به ، وقد تم اختياره كأحد أدوات التنفيذ ، وسنشرح ذلك في مقال آخر ، ولكن استبدلوه قبل فوات
الاوان ، فوراء الأكمة ما وراءها ، وحينها لن تكون الساعة ساعة مندم ، وللحديث بقية .