أن كنت من عشاق الافلام الجدية و لك ذوق جيد بالأفلام فعليك بمشاهدة هذا الفلم. أما أذا كنت مبتغياً الشعور بالإثارة عند زيارتك لصالة عرض سينمائية فأنصحك بالجلوس امام الشاشة الفضية و متابعة نتائج نجم الخليج.
أسبوع مع مارلين هو قصة حقيقية لشاب في الثالثة و العشرين كان يعمل كمساعد ثالث للمخرج قضى اسبوعاً واحدا مع مارلين مونروا عند تصويرها لفلم الامير و نجمة الاستعراض أمام سيد المسرح البريطاني لورنس أوليفية. وصلت مارلين ألي لندن مع زوجها الثالث و سرعان ما انكشفت ان موهبتها بالتمثيل اقل بكثير مما كان يطلبه لورنس أوليفية. سرعان ما بدأت مارلين تعاني من تقلبات في المزاج أضطر زوجها الجديد الى مغادرة لندن لعمله و مراعاة طفليه من زواج سابق. لم تتأخر مارلين كثيراً في اغراء الشاب الحديث العهد بالوسط الفني و ينتهي الامر به بصرفه النظر عن حبيبته الجديدة. بعد قضاء مارلين عدة ايام و ليالي مع حبيبها الجديد و إجهاض جنينها استعادت توازنها و نجحت في اكمال فلم لم يلاقي ذلك النجاح، و بعدها عاد لورنس أوليفية الى معقل المسرح و عادت مارلين الى نيويورك و صورت أكثر افلامها نجاحاً: البعض يحبها ساخنة. أما الحبيب الجديد المؤقت فقد انتهى دوره غير انها لم تتأخر عن توديعه قبيل مغادرتها البلاد.
كانت مارلين مونروا نجمة يعرفها الجميع تحاول ان تتعلم و تصبح ممثلة راقية. أما لورنس أوليفية فكان ممثلا راقياً على درجة عالية من الموهبة يحاول ان يصبح نجماً و لم يجد افضل من مارلين مونروا للتمثيل معه. غير ان الفلم يكشف بصورة واقعية اضطرابات مارلين مونروا النفسية. كانت أمرأه لا تتوقف عن الوقوع في الحب و هذا هو عملها دوماً، و في صراع مستمر مع الحياة للبحث عن ذلك الارتباط العاطفي التي فقدته منذ طفولتها. لم تعرف والدها و والدتها كانت في غياب طويل تاركة طفلتها مع الاقارب، و بدورها فان الطفلة في بحث مستمر لإغراء من حولها لاكتساب عطفهم و حنانهم. لم يتغير الحال عند البلوغ و اصبحت مهنتها الوقوع في الحب و الغرام. التجأت الى العقاقير المهدئة و فقدت حياتها بسبب سوء استعمالها لتلك العقاقير ايامها. رغم كل الشائعات التي تحوم حول علاقتها بجون كنيدي و ضلوع مكتب التحقيقات الفدرالية و روبرت كنيدي حوال القضاء عليها، فن نظرية المؤامرة لم يستطيع أحد أثباتها. قصة رحيلها لا تختلف كثيراً عن قصة الشائعات التي ولدت بعد رحيل سعاد حسني غير ان الاخيرة كانت مصابة لشلل نصفي و في حالة مرضية و اجتماعية يرثى لها.
يصور الفلم مارلين مونروا امرأة مضطربة نفسية من ناحية و مثيرة للشفقة من ناحية أخرى. كذلك ابدع مخرج الفلم سيمون كرتس بتصوير لقطات مميزة حول ذلك المزيج من الاغراء و البراءة في شخصية مارلين مونروا حين زيارتها لمدرسة ثانوية، خلع ثيابها امام حبيبها الجديد دون سابق انذار، و استحمامها عارية في بحيرة باردة. كل ذلك حدث على خلفية موسيقى تصويرية هادئة. كانت تلك المشاهد قمة الاداء الفني للممثلة ميشيل وليمز في هذا الفلم الذي يتوقع الكثير ان يتم ترشيحه لجوائز الاوسكار.
أن دراسة 7 أيام من حياة أي انسان اشبه بنافذة تطل على شخصيته و سلوكه مدى الحياة. كانت مارلين مونروا شخصية مضطربة في بحث مستمر عن حبيب يحتويها أولاً و يحميها من نزواتها و أزمات الحياة ثانية. لم تختلف مارلين عن بقية البشر في سعيها هذا، و لكن الغالبية العظمى من الناس يصيبها النجاح و تجد ذلك الوعاء الذي يحتويهم و يحميهم من نزواتهم. أما مارلين فلم يصيبها النجاح و استمرت تبحث عن ذلك الوعاء، و كان أخر سعيها أقوى رجل في العالم أيامها متمثلاً في الرئيس الامريكي جون كينيدي. حتى الرجل الاخير فشل بان يوفر لها الحماية من الدنيا أو بكلمة أدق حماية لها من نزواتها و تهورها، و انتهى أمرها بتناول جرعة قاتلة من عقاقير مهدئة، و خطأٌ على أكثر تقدير. كانت هذه العقاقير ربما الوعاء الوحيد لها طوال حياتها.
ان الوقوع فبي الحب و الغرام شيء و تكراره شيء آخر. اذا انتهى الامر بالعثور على شريك حياة فهذا هو الحب أما أذا انتهى الامر بتكرار العملية فذلك اشارة بان الانسان لم ولن ينجح في مسعاه. كل ذلك يحدث لا الانسان المتلهف في العثور على شريك حياته بدأ حياته مع غياب عاطفي للاب و الام في حياته.
* أبتدأ العرض لهذا الفلم في 25 نوفمبر 2011.