فكانت عملية قتل المحسن عليه السلام من أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية فقد تناقل العلماء تفاصيل هذه الجريمة بمختلف مذاهبهم لتواترها ومأساويتها وعظيم أثرها , فقد ذكر صاحب ميزان الإعتدال (إن عمر رفس فاطمة حتى أُسقطت بمحسن )…..( 1) ,وفي المعارف ( إن محسناً فسد من زخم قنفذ العدوي )….( 2) , وفي الوافي للوفيات (إن عمر ضرب بطن فاطمة (ع) يوم البيعة حتى ألقت ( المحسن) من بطنها)…..( 3) , وفي الملل والنحل ( إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها )…..( 4) , فجريمة بهذه الطريقة الوحشية ألم تؤذي الأم فإذا كان إسقاط عادي تحزن له الأم أشهراً وما بالك بالرفس والضرب ومن تكون الأم ألم تكن سيدة نساء العالمين التي فقدت أبيها قبل عدت أيام ومن يكون الأب ألم يكن سيد الكائنات الذي كان لا يقدر على فراقها للحظات وما بالك بالموت الذي فرقهما للأبد فالظرف كان بهذه الأجواء الحزينة والمؤلمة ومن ثم يأتي مباشرةً الهجوم على بيت الرسالة المحمدية وتقوم بواجبها سيدة نساء العالمين للدفاع عن الإمامة الحقة فيقوم عمر بالاعتداء عليها بالضرب وكسر ضلعها وإسقاط جنينها ,قال رسول الله (ص) ( اللهم ألعن من ظلمها وعاقب من غصبها وأذل من أذلها وخلدّ في النار من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك أمين…..(5)
ومن المهاجمين على دارها سلام الله عليها هم (عمر وعثمان وسالم مولى أبي حذيفة وخالد بن الوليد وأسيد بن حضيروسلمة بن سلامة بن قريش وقيس بن الشماس ومحمد بن مسلمة وعبد الرحمن بن عوف وزياد بن لبيد بالإضافة الى قنفذ).
وبسبب هذه الأجواء المحمومة بالعداء والبغض لأهل البيت عليهم السلام وكذلك الخطر القادم على الإسلام من الأنبياء الكذبة ونفاق من دخل للإسلام بالقوة كل هذه جعلت الإمام علي (ع) يصبر على هذا المصاب الجلل وقد أخبر رسول الله (ص) بهذا الأمر (ان قريشاً ستظاهر عليكم وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك فأن وجدت اعوانا فجاهدهم وان لم تجد اعوانا فكف يدك واحقن دمك)…. (6)
(1) ميزان الإعتدال – الذهبي ج1ص139 رقم 552, لسان الميزان ج 1 ص 292 رقم825 (2) كتاب المعارف – مناقب آل أبي طالب ج3 ص 358 (3) (3) الوافي للوفيات – الصفدي ج5 ص347 (4) الملل والنحل – الشهرستاني ج1ص 57 (5) فرائد السمطين باب3 ح 1 (6) كتاب سليم بن قيس ص907