17 نوفمبر، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

اسباب الفشل الامريكي في العراق نظرة من الواقع -2‎

اسباب الفشل الامريكي في العراق نظرة من الواقع -2‎

 الاول –  لماذا رحب اكثر العراقيون بدخول المنقذ ؟
ونبدء من حيث انتهينا في الجزء الاول يجب ان ينتهي موال صدام هو السبب في دخول امريكا للعراق وهو من اتى بهم وبسببه تسلم قيادة العراق وجوه هزيلة سياسيا  اوصلت البلد لما هو عليه الان لان الواقع يقول وكما قلنا سابقا  ولسان شيعة العراق  والحكومة  التي تمثله متحدون على جواب واحد– نصرة المذهب فوق خدمة البلد — اما الاكراد فهم الان في قمة المجد الذي ناضلوا من اجله ومازالوا يطمحون لاكثر تقدم في قضيتهم وتقرير مصيرهم  اما سنة العراق فهم الان يناضلون من اجل البقاء احياء بابسط لقمة عيش بعد ان تكالبت عليهم افواه السلاطين وبشتى انواع الالقاب لمحو هويتهم واظهارهم امام العالم انهم ارهابيين وقتلة .
صحيح انني لن اتي بجديد حول ماضي العراق ولكن يجب ان نعطي لمحة بسيطة لنسلسل الاحداث وليتسنى للقاريء ان يعرف الحقيقة اكثرفقد مر العراق في ظل نظامه السابق بعدة مراحل بعد ثورة تموز عام 1968وكان اول همها هو بناء قوة اقتصادية في المنطقةولكن لن تتم الا بانهاء القضية الكردية وايقاف نزيف الدم العراقي الذي انهكته حروب التمرد الكردي من جانب ومن الجانب الاخر لقطع حلقة الوصل بين الاكراد وشاه ايران الذي كان هو الداعم الفعلي للحركة الكردية عن طريق مدها بالسلاح والمؤن اللازمة لاطالة الحرب فكان لزاما وواجبا حل المسالة فقامت الحكومة العراقية باصدار قانون الحكم الذاتي في سنة 1974 للاكراد لامتصاص الغضب الكردي من جهة وشقه الى نصفين بين معارض وبين من يطمح اكثر من حكم ذاتي الى دولة مستقلة ولكن شاه ايران لم يوقف الدعم وظل الحال كما هو عليه حتى عام 1975 بعثت الحكومة العراقية وفدها ووقعت اتفاقية 1975 حول تقاسم المياه وعائدية الجزر الثلاث في الخليج العربي وهذا ماكان يريده الشاه من استخدام ورقة التمرد الكردي وبعدها اوقف الشاه دعمه ورضخ الاكراد للامر الواقع واضطروا للتعايش السلمي مع الحكومةوما حتى استلام صدام للسلطة هنا بدئت مرحلة جديدة وهي   عصر التعتيم الخارجي لانه في الداخل معروف ماذا يحصل.. الغيت اتفاقية 1975 وبدء تذويب القضية الكردية واستخدام عصا السلطة لكل من يرفع صوته بوجه اصغر عنصر في الدولة واشغال الشعب في حروب لاناقة ولاجمل له فيها وارباك المنطقة من اجل ادامة حكم لابد  له من زوال  اما الذين في الخارج فليس لديهم معلومات الامايعرفونه من اشخاص لهم في الداخل وعاش البلد في زمن مخابراتي وامني بحت يصاحبه اعلام قوي فلا جريدة الا للدولة ولاتلفزيون الا للدولة و لااجهزة اتصال خليوي ولاانترنت ولا ستلايت  ومع كل هذا رقابة شديدة على كل مايدخل من الخارج من صحف ومجلات فالموضوع الذي لايعجب الرقابة يحذف من المجلة قبل وصولها للمواطن واذا مر ولم تنتبه اليه  تحذف تلك اللجنة المختصة من الحياةوفي ظل هذا الجو الامني وحكم النظام الاوحد كان من الصعوبة معرفة خفايا هذه الارض  ومن الخطأ الاعتماد على تقارير اناس كتبوها في اوقات الخوف لانها ان وصلت ستكون ناقصة وهذا ماستفادت منه احزابنا الحاكمة الان فحين دخولها بدئت بتزوير الحقائق واضافت مايحلو لها ومايخدم مشروعها القادم وديمومتها بعد سقوط النظام .
 وساشرح لكم ذلك فيما بعد وبسبب هذا التعتيم لم يبق سوى الدخول بالقوة وترك  الامر للشارع هو الذي يقرر من هو المنتصر وحصل الاحتلال  ودخلت القوات الغازية للعراق وبسبب ماذكرناه من واقع مرير عاشه الشعب منذ تولي السلطة لهذا النظام بدأت بحرب ثماني سنوات اكلت كل شيء  ثم حرب الكويت ودخولها الخطأ الذي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وبعدها حصار جاعت الناس فيه حتى باعت كل اثاث بيتها  حتى جاءت الكارثة التي اتت على مابقي من قيم ومباديء واخلاق وارض وبسبب كل هذا الواقع كان الشعب مهيئا لاستقبال الغزاة ليخلصه من حرمانه وينشر له الحرية التي كان يراه بلافلام فصفق الشعب وهتف ولو تغيرت الحياة فعلا لظل يصفق لحد الان ولكن مافعلته احزابنا المدعومة من ايران كرهت الشعب بامريكا بلاضافة الى افعال بعض الجنود المرتزقة  والعناصر الموجودة داخل الاجهزة الامنية الامريكية وايضا صراع السلطة نحو الوصول للبيت الابيض فلايخفى ان هناك من داخل الحكومة الامريكية من يريد ان يفشل الحزب الحاكم انذاك ليحكم من بعده هذه بعض الاسباب التي على قدر فهمي للوضع العام هي التي شوهت سمعت امريكاوافشلتها في العراق فهل يعقل ان امريكا تريد ان تفشل في العراق .
 وهي تعرف انها  اذا نجحت تجربتها ستدخل كل  بلدان المنطقة وستبسط سيطرتها على ثروات المنطقة بالكامل وبلا منازع لان الشعوب ستعطيها لها من اجل ان تحيا بنعيم و  بدون حرب لان الناس سيرون خيرها على العراق وسيثورون على حكامهم يطلبون دخول امريكا ولكن من اراد ان تفشل امريكا في العراق هو من سبب في تدمير هذا البلد وبدل  فكرت الشارع العراقي وعظم الازمة  بين الشعب والامريكان وتبدل التصفيق بالكره وهو اول درجات المقاومة التي كانت بدايتها مبنية على الشرف والدفاع عن الوطن المحتل ثم تحولت الى صفقات سياسية مع الدول التي تريد افشال امريكا في العراق من ناحية ومن ناحية مع القوات الامريكية فكلما اعطت امريكا اكثر كلما امنت على جنودها من الفقدان وكلما قل العطاء كلما زادت العمليات وطبعا ليس الذي يقاتل  هو من يتحاور هناك الوسيط المخرب الذي يأزم بالموقف ليوصل الوضع الى قمته واقولها للاسف وقعت امريكا في الفخ الذي اعد باتقان من مخابرات الدول المجاورةومن يضمر العداء المبطن ويسعى  الى  اسقاط  امريكا من خارطة العالم .
انها فرصتهم لتدمير امريكا بدون خسائر لان الارض ليست ارضهم والشعب ليس شعبهم والتخريب لن يطالهم والنفوس الضعيفة موجودة ويمكن شرائها  بارخص الاثمان ولاخاسر الا نحن فلو قورنت الخسائر في ابناء البلد مقابل ماتخسره امريكا لايعادل 10%  اذاً ..هذا بالمفهوم العام يعتبر تخريبا وليس مقاومة ومن هذا الشرح المبسط والمختصر لوضع العراق عند الدخول  وكيف تحولت هذه الايدي المرحبة  الى مقاتلة تارة ومخربة تارة اخرى نستحظر السؤال الثاني وندخل في خباياه وعذرا اذا مررت على بعض الاحداث بدون تفاصيل موسعة كحرب الفلوجة والنجف وغيرهالان الكل يعرف ماذا جرى نحن نريد نوصل فكرة من هو له اليد الطولى في تدمير العراق.
[email protected]

أحدث المقالات