23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

نجد في إحدى البقع التي دفن فيها احد الثائرين، تهافت الناس من مختلف الجنسيات عليه، يدل ذلك على إن لهذا المقام منزلة كبيرة، فعندما تسأل نفسك من الذي جاء بهذه الناس؟ من مختلف إرجاء المعمورة، ستقف مذهولاً عندما تسمع الإجابة عن سؤالك.   سيصدم من لا يعرف شيء عن ذلك الشخص، ستجد إن سبب مجيء هذه الناس لشخص استشهد قبل 1400 سنة! استشهد خارج بلده مظلوماً محروماً لا لأجل شيء، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم، لماذا لازال ذكره إلى يومنا هذا؟    ستجد انه من نسل هاشمي علوي منزه، قتل بوحشية من قبل اشر خلق الله آنذاك، قتل على ضفاف نهر الفرات، ورملت نسائه ويتمت عياله، وتم سبيهم بعد كل ذلك من بلد إلى بلد، فلماذا حصل كل ذلك له؟  
   لأنه ثار ضد ظالم عصره الحاكم آنذاك، ولم يرضخ لذلك المستبد الجائر، متجاهلاً ما يملك ذلك الشخص من مال وسلاح ورجال، وكل ما يملك من عناصر قوة وجور، فلماذا ثار, ولأجل من؟ ومن كان معه؟ 
   ثار حينها لكي لا يسيطر الجهل والظلم على ذلك المجتمع حديث العهد بالتحول العقائدي والاستقلال، لأجل دين الإسلام الحنيف، فحاول ذلك الشخص أحيائه بعد الركود، وكان معه ثلة من أصحابه وأهل بيته، استشهدوا جميعاً معه, ولم يبق احد منهم. 
   النتيجة ذلك الثائر هو؛ الحسين بن على “سلام الله عليه”، ثار ضد حاكم ظالم، وقاتل الإسلام يزيد “عليه لعنة الله”، بعدما بلغ الحد بيزيد التجاوز على إحكام الدين، وفعل ما فعل من المنكرات، حتى وصل دين الله الإسلام إلى الهاوية، فأحياه الحسين بدمه، وبدماء أصحابه وأهل بيته.