22 ديسمبر، 2024 7:01 م

اسباب الحقد على الامام علي{ع} ورفض بيعة الغدير

اسباب الحقد على الامام علي{ع} ورفض بيعة الغدير

الرجل الذي اجتمعت فيه الاضداد . واحتارت العقول في سنخه .. الرجل الذي لا يقاس به احد. جمع كل الفضائل البشرية . رغم ذلك كان ولا زال اكثر الشخصيات حسدا وعداوة وهو في قبره منذ الف واربعمائة سنة.. فما هي اسباب الحقد عليه الذي انسحب على ابناءه وشيعته الى يومنا هذا من البعض .. لا بد ان تكون هناك اسباب موجبه لهذا الحقد .

تنقسم حياة الامام علي{ع} الى قسمين ..

القسم الاول: منذ نزول الوحي على النبي محمد{ص} الى فترة تسلمه الخلافة سنة 35 هجرية بعد حوادث واغتيالات معروفة .

القسم الثاني : منذ ان تسلم الخلافة ,اراد ن يعيد بناء الانسان . ولكن ازداد عدد اعداءه ومناوئيه . بينتما تاريخه معروف انه لم يميز نفسه على افقر المسلمين.

** نعود الى القسم الاول: بداية زرع علي الحقد في قلوب كل اطفال مكة الذين حرضوهم اباءهم لضرب النبي{ص} بالحجر. فذكر رسول الله ذلك لعلي{ع} فعرف انه يأمره ان يحميه من الاطفال . وقد جاء عن تلك الفترة ان سموه{ القضم} , ومعناه كَسَر الشَّيء بأَطرافها{فكان يقضم اذن كل من يتعدى على الرسول}. كان الاطفال يهربون واذانهم تسيل بالدماء فتسالهم أمهاتهم من فعل بك هذا . يأتي الجواب انه علي{ع} هنا بدأت القلوب تستعر بنار الحقد. قال ابن الأثير «ومنه حديث علي «ع»: كانت قريش إذا رأته قالت: احذروا القضم، يعني الذي يقضم الناس في الحرب ، فيهلكهم»([ تاريخ ابن الاثير ج3 ص293]).

عن ابن عباس، قال: لما خاف المسلمون عن منازلة طلحة العبدري، تقدم إليه أمير المؤمنين «ع»، فقال طلحة: من أنت؟!فحسر عن لثامه، فقال: أنا القضم، أنا علي بن أبي طالب.

ثم جاءت الهجرة فكان الوحيد الذي تحدى قريش خرج ومعه الفاطميات علنا واعترضه بعض موالي لابي سفيان لإعادته وتخويفه . فقتل احدهم بضربة شجته وهرب الباقون. فامتلأت قلوب قريش حقدا على هذا الرجل. ثم جاءت معركة بدر فكشف النزال عن عملاق في العالم الاسلامي اسمه علي بن ابي طالب{ع} لان العرب لم تعهد مقاتلا مثله فقد قتل في بدر صناديد العرب وصناديد مكة وأبطالهم .. فقد قتل الوليدُ بنُ عتبةَ والعاصُ بنُ سعيدٍ بنِ العاصِ وهوَ الذي حادَ عنهُ عمرُ كمَا ذكر عمر بعد سنين لابنه انه لم يقتل اباه بل قتله علي..وطعيمةُ بنُ عديٍّ بنِ نوفلٍ مِن رؤوسِ أهلِ الضّلالِ. ونوفلٌ بنُ خويلدٍ وهوَ الذي ضربَ أبا بكرٍ وطلحةَ قبلَ الهجرةِ بمكّةَ وأوثقَهُمَا بحبلٍ وعذّبَهُمَا إلى اللّيلِ وقتل زمعةُ بنُ الأسودِ والحارثُ بنُ زمعةَ. والنّضرُ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ الدّارِ. وعُميرُ بنُ عثمانَ بنِ كعبٍ بنِ تيمٍ عمِّ طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ… واخرون لا نريد اطالة المقال عنهم .

وفي معركة احد لعلي رصيد ينفرد به عن جميع المخلوقين من الأولين والاخرين فقد صدح صوت في السماء { لا فتى الا علي لا سيف الا ذو الفقار}وفي معركة الخندق حين بلغت النفوس التراقي كما يعبر القران الكريم , فجندل شيخهم وقائدهم وفارس يليل.. وكرمته السماء والارض , فقد مثله النبي بالأيمان كله . وعادلت ضربته عبادة الثقلين بل افضل من كل العبادات .

واستمر سيفه يجتث المشركين فامتلآت قلوب ابناءهم بالحقد. وقد وصفه الشاعر الناشئ الصغير. قال: وصارمه كبيعته بخم .. معاقدها من القوم الرقاب , واستمر بجهاده الى فترة وفاة رسول الله {ص} وذكرت الزهراء{ع} ذلك الحقد فقالت في خطبتها : نقموا والله منه نكير سيفه، وقلة مبالاته ..

القسم الثاني: الذي سبب الحقد عليه اكثر حتى من بعض االصحابه حين وصل الى الخلافة وازاح الطبقة الفاسدة ثم ساوى بين المسلمين جميعا في العطاء والغى جميع الامتيازات .. كان يقول نظرت في ابناء اسماعيل وابناء اسحاق فلم اجد فضلا لاحد على احد .. ان اكرمكم عند الله اتقاكم : ويقول:(الكريم يرى مكارم أخلاقه ديناً عليه يقضيه، واللئيم يرى سوالف إحسانه ديناً له يقتضيه).كان يبحث عن ذوي الحاجة ليعطيهم، ويلقم اليتامى الطعام بيده .

هذا العدل لا يتحمله من لا يملك ايمانا علويا .. يقول{ع} ولَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ – ولُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ ونَسَائِجِ الْقَزِّ – ولَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ – ويَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ – ولَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَه فِي الْقُرْصِ – ولَا عَهْدَ لَه بِالشِّبَعِ – أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى – وأَكْبَادٌ حَرَّى أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ -وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة*** وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ .. اذن لهذا كرهوك يا ابا الحسن.

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

13/7/2022

الرجل الذي اجتمعت فيه الاضداد . واحتارت العقول في سنخه .. الرجل الذي لا يقاس به احد. جمع كل الفضائل البشرية . رغم ذلك كان ولا زال اكثر الشخصيات حسدا وعداوة وهو في قبره منذ الف واربعمائة سنة.. فما هي اسباب الحقد عليه الذي انسحب على ابناءه وشيعته الى يومنا هذا من البعض .. لا بد ان تكون هناك اسباب موجبه لهذا الحقد .

تنقسم حياة الامام علي{ع} الى قسمين ..

القسم الاول: منذ نزول الوحي على النبي محمد{ص} الى فترة تسلمه الخلافة سنة 35 هجرية بعد حوادث واغتيالات معروفة .

القسم الثاني : منذ ان تسلم الخلافة ,اراد ن يعيد بناء الانسان . ولكن ازداد عدد اعداءه ومناوئيه . بينتما تاريخه معروف انه لم يميز نفسه على افقر المسلمين.

** نعود الى القسم الاول: بداية زرع علي الحقد في قلوب كل اطفال مكة الذين حرضوهم اباءهم لضرب النبي{ص} بالحجر. فذكر رسول الله ذلك لعلي{ع} فعرف انه يأمره ان يحميه من الاطفال . وقد جاء عن تلك الفترة ان سموه{ القضم} , ومعناه كَسَر الشَّيء بأَطرافها{فكان يقضم اذن كل من يتعدى على الرسول}. كان الاطفال يهربون واذانهم تسيل بالدماء فتسالهم أمهاتهم من فعل بك هذا . يأتي الجواب انه علي{ع} هنا بدأت القلوب تستعر بنار الحقد. قال ابن الأثير «ومنه حديث علي «ع»: كانت قريش إذا رأته قالت: احذروا القضم، يعني الذي يقضم الناس في الحرب ، فيهلكهم»([ تاريخ ابن الاثير ج3 ص293]).

عن ابن عباس، قال: لما خاف المسلمون عن منازلة طلحة العبدري، تقدم إليه أمير المؤمنين «ع»، فقال طلحة: من أنت؟!فحسر عن لثامه، فقال: أنا القضم، أنا علي بن أبي طالب.

ثم جاءت الهجرة فكان الوحيد الذي تحدى قريش خرج ومعه الفاطميات علنا واعترضه بعض موالي لابي سفيان لإعادته وتخويفه . فقتل احدهم بضربة شجته وهرب الباقون. فامتلأت قلوب قريش حقدا على هذا الرجل. ثم جاءت معركة بدر فكشف النزال عن عملاق في العالم الاسلامي اسمه علي بن ابي طالب{ع} لان العرب لم تعهد مقاتلا مثله فقد قتل في بدر صناديد العرب وصناديد مكة وأبطالهم .. فقد قتل الوليدُ بنُ عتبةَ والعاصُ بنُ سعيدٍ بنِ العاصِ وهوَ الذي حادَ عنهُ عمرُ كمَا ذكر عمر بعد سنين لابنه انه لم يقتل اباه بل قتله علي..وطعيمةُ بنُ عديٍّ بنِ نوفلٍ مِن رؤوسِ أهلِ الضّلالِ. ونوفلٌ بنُ خويلدٍ وهوَ الذي ضربَ أبا بكرٍ وطلحةَ قبلَ الهجرةِ بمكّةَ وأوثقَهُمَا بحبلٍ وعذّبَهُمَا إلى اللّيلِ وقتل زمعةُ بنُ الأسودِ والحارثُ بنُ زمعةَ. والنّضرُ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ الدّارِ. وعُميرُ بنُ عثمانَ بنِ كعبٍ بنِ تيمٍ عمِّ طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ… واخرون لا نريد اطالة المقال عنهم .

وفي معركة احد لعلي رصيد ينفرد به عن جميع المخلوقين من الأولين والاخرين فقد صدح صوت في السماء { لا فتى الا علي لا سيف الا ذو الفقار}وفي معركة الخندق حين بلغت النفوس التراقي كما يعبر القران الكريم , فجندل شيخهم وقائدهم وفارس يليل.. وكرمته السماء والارض , فقد مثله النبي بالأيمان كله . وعادلت ضربته عبادة الثقلين بل افضل من كل العبادات .

واستمر سيفه يجتث المشركين فامتلآت قلوب ابناءهم بالحقد. وقد وصفه الشاعر الناشئ الصغير. قال: وصارمه كبيعته بخم .. معاقدها من القوم الرقاب , واستمر بجهاده الى فترة وفاة رسول الله {ص} وذكرت الزهراء{ع} ذلك الحقد فقالت في خطبتها : نقموا والله منه نكير سيفه، وقلة مبالاته ..

القسم الثاني: الذي سبب الحقد عليه اكثر حتى من بعض االصحابه حين وصل الى الخلافة وازاح الطبقة الفاسدة ثم ساوى بين المسلمين جميعا في العطاء والغى جميع الامتيازات .. كان يقول نظرت في ابناء اسماعيل وابناء اسحاق فلم اجد فضلا لاحد على احد .. ان اكرمكم عند الله اتقاكم : ويقول:(الكريم يرى مكارم أخلاقه ديناً عليه يقضيه، واللئيم يرى سوالف إحسانه ديناً له يقتضيه).كان يبحث عن ذوي الحاجة ليعطيهم، ويلقم اليتامى الطعام بيده .

هذا العدل لا يتحمله من لا يملك ايمانا علويا .. يقول{ع} ولَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ – ولُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ ونَسَائِجِ الْقَزِّ – ولَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ – ويَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ – ولَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَه فِي الْقُرْصِ – ولَا عَهْدَ لَه بِالشِّبَعِ – أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى – وأَكْبَادٌ حَرَّى أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ -وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة*** وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ .. اذن لهذا كرهوك يا ابا الحسن.