23 ديسمبر، 2024 9:16 ص

اساليب داعش في تدمير الشباب المتحمس

اساليب داعش في تدمير الشباب المتحمس

لقد تعدى الظلم الذي لحق بهذا البلد كل الحدود المتوقعة بل ان بعض مفاصل هذا الظلم كانت غير مسبوقة ولهذا لا زال الكثير من الناس تحت تاثير الصدمة التي وقعت عليهم بسبب هذه الحوادث المؤسفة .

 ومن الغريب ان تجد تنظيما بهذا المستوى من العنف يحظى بقبول واضح بين بعض فئات المجتمع الانساني بالرغم من كون الاثار التي بانت جلية من اعماله اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان هذا التنظيق لن يكتب له البقاء ابدا وذلك لان البقاء مشروط باقامة العدل في الحكم بين الناس وهذا الامر ليس موجودا في قاموس هذا التنظيم الارهابي.

      وقد نسال عن الوسائل التي يعمل هذا التنظيم من خلالها على نشر افكاره للحصول على قبول بين الناس في كل العالم .

     والجواب طويل ومؤلم احيانا وذلك لان الفئات التي اصبح التنظيم يعول عليها كثيرا هي فئات تنتمي لبعض المجتمعات الغربية في الاعم الاغلب وهذا امر غريب اذا لم يعرف السبب وراء ازدياد القبول المذكور .

     وعند الوقوف على تاريخ ظهور هذا النوع من التنظيمات يبدو واضحا لنا ان الجانب الاكثر اشتراكا بين المجتمعات التي قبلت هذا التنظيم هي حالة الانحدار الخلقي بين ابنائه وهذا الامر يدعو للتامل فيه كثيرا .

    ويعتبر هذا الامر مؤشر خطير على نوعية المجتمع الذي يحتظن هذا التنظيم ,اما بالنسبة الى التفسير عن سبب ذلك فهو بصورة مختصرة وواضحة نتيجة طبيعية لهذا المستوى من الاخلاق المتدنية في المجتمع فان الانسان العادي اذا عرض عليه الدين سوف يفكر كثيرا بالقيود التي تقف خلف تدينه والتزامه اما اذا قيل للانسان ان طريق نجاتك لا يتعدى ان تقوم ببعض الاعمال التي توصلك الى الجنة فهذا سيكون امنية كل انسان يشعر بالعجز عن تدارك ما فاته من سنوات عمره السابقة ولذا تجد ان البحث عن الموت هي السمة الغالبة في تفكير هؤلاء الشباب .

اما الوسائل المتبعة في قبول هذه النماذج والاستفادة منها فهي كثيرة .

منها: تصوير الحياة التي يستحق الانسان ان يعيش من اجلها على شكل عمل واحد او اكثر يمكن الانسان من ان يصل الى هدفه من خلال قتل نفسه في عدد من الاشخاص الذين يحكم عليهم بالموت بسبب معتقداتهم وهذا اسلوب ناجح جدا يستقطب الكثير من الشباب الذي يفكر كيف يتجاوز كم السيئات التي وقع فيها ويجد في هذا العمل حلا مناسبا جدا وخلاصا من الام شعوره بالذنب .

ومنها: تصوير الناس الاخرين المخالفين للتنظيم بصورة الفاقد للحرمة وعدم استحقاق البقاء نتيجة اعتقاده ما يخاف الشريعة التي يقررها التنظيم وهذا ايضا استقطب كثيرا من الشباب الذين شعروا ان مجرد انتماءهم لهذا التنظيم اعطاهم قيمة تفوق قيمة اي انسان اخر ولذلك فهم يستحقون الحياة لا يستحق البقاء ولا يستتاب.

ومنها : الاعتماد على بعض المنشورات التي تصدر في بعض دول الخليج ومنها كتب بعض علماء السعودية وبعض الكتب المنحولة وقد تم العثور على عدد من الكتب التي تنشر الكراهية لبقية المسلمين توزع بين افراد هذه التنظيمات نقل ذلك بعض الاشخاص الذي دخلوا الى بعض البيوت التي كانت تحت سلطة هذه التنظيمات فوجدوا فيها عددا كبيرا من الكتب المحرضة على العنف ومنها الكتب التي تؤلف خصيصا من اجل تشويه سمعة الاخرين من المخالفين من اجل تبرير قتلهم والقضاء عليهم .

ومنها : الاعتماد على بعض وسائل الاعلام الماجورة التي تعمل ليل نهار في تاجيج الطائفية بين المسلمين وهي قنوات في العادة تمول من قبل بعض دول الخليج التي اصبح بعض تجارها يعملون في تمويل هذه التنظيمات من قبل المال السياسي وغيره .

ومنها :اعطاء الشباب المتحمس صورة خاطئة عن الدين تبرر فيها عمليات القتل والتمثيل من خلال نقل بعض الافكار التي وقعت في التاريخ الاسلامي وجعلها قضايا اساسية ومسلمة مع ان اكثر هذه الامور هي مرفوضة حتى عند المدارس الاسلامية المخالفة وقد ساعد عدم وجود حصانة علمية لدى الشباب في الدول المختلفة على ان يقبلوا بمثل هذه الافكار دون ان يتاملوا فيها خصوصا وهي تناغم بعض اهوائهم العابرة في التسلط والحصول على التقدير الاجتماعي .

كما ان شبكة المعلومات تذخر بالمنشورات التي كتبت من قبل جهات كثير تعمل هذه الجهات على تجنيد الشباب في هذه التنظيمات من خلال الرؤية القاتمة للفكر الاسلامي الذي تنتجه مثل هذه الاقلام الحاقدة .

وهذه التنظيمات تزداد يوما بعد اخر خطورة لان جهات التواصل صارت واسعة الانتشار وبالتالي صار الوصول الى الانسان البسيط سهلا حتى لو كان في اكثر الدول استقرارا ولذلك نجد كيف ان الدول الغربية اليوم تشعر بالخطر المحدق ببلدانها نتيجة عدم حصانة ابنائها ضد هذه الافكار الخطيرة .