22 ديسمبر، 2024 6:32 م

اساس التطرف الديني يتضعضع

اساس التطرف الديني يتضعضع

لم تکن مبادرة محمد محدثين، القيادي البارز في الجلس الوطني للمقاومة الايرانية في عام 1993، بنشر کتاب له تحت عنوان”التطرف الاسلامي.. التهديد العالمي الجديد”، مجرد ترف فکري أو هرطقة کلام بل إنه کان تحذيرا جادا و مستندا على أسس و رکائز من الواقع للعالم کله خصوصا بعد أن قدم شرحا مفصلا عن الدور الاساسي الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بهذا الصدد، لکن يبدو أن الاوساط السياسية و الاعلامية قد تصورت بأن محدثين يسعى من أجل أهداف و غايات سياسية محددة لکونه من معارضي النظام فإنها لم تأخذ هذا الکتاب القيم بتلك الجدية التي تستحقها، خصوصا وإن الکتاب إتبع سياقا أکاديميا بحتا و إعتمد على الادلة و القرائن التي تثبت طروحاته و أفکاره.

اليوم، وبعد 25 عاما على صدور هذا الکتاب، فإن الذي يلفت النظر هو إن ماقد طرحه محمد محدثين، صار اليوم اساسا لکافة الطروحات السياسية بشأن الدور الرئيسي الذي يقوم به النظام الايراني من حيث نشر التطرف الاسلامي و الدعوة إليه، خصوصا بعد أن طفح الکيل بدول المنطقة و العالم من دور هذا النظام الذي طالت شرر عدوانيته الجميع دونما إستثناء، والذي يثير الانتباه کثيرا، هو إنه وبعد حدوث هجمات إرهابية يقوم به متطرفون اسلاميون کما حدث في العديد من بلدان المنطقة و العالم فإن النظام يتهکم على الدول التي طالها نار التطرف الاسلامي و يدافع ضمنا عن الارهابيين، ذلك إن السلعة الاساسية التي يقوم بصناعتها هذا النظام و يصدرها للعالم إنما هو التطرف الاسلامي و الارهاب.

الدعوة الى توسيع دائرة الحرب على التطرف و الارهاب و الذي صار مطلبا عالميا ـ إنسانيا ملحا، يستدعي بالضرورة الى الانتباه الى ان مصدر و أصل شجرة التطرف الاسلامي التي ثمارها الارهاب و القتل و الدمار و کل أنواع البلاء، إنما هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي لايمکن له الاستمرار لو تم التصدي له وفق نهج و آلية و خارطة طريق صحيحة ترکز على هذا النظام بإعتبار إن الجذر و الجذع الاساسي لشجرة التطرف في طهران وفي حال إجتثاث هذا الجذر الخبيث و قطع هذا الجذع السرطاني، فإن الفروع و الاغصان التابعة لها سرعان مايطالها الجفاف وإن إنتفاضة الشعب الايراني الاخيرة ضده و رفض تصدير التطرف و الارهاب وکذلك التدخل في بلدان المنطقة، تؤکد على إن هذا النظام صار يواجه أوضاعا صعبة جدا وإن هذا النهج صار يواجه رفضا ليس إقليميا و دوليا فحسب وانما حتى داخليا من جانب الشعب الايراني نفسه.