18 ديسمبر، 2024 10:14 م

اسئلة موجهة لقيادة وقواعد ال(PKK)

اسئلة موجهة لقيادة وقواعد ال(PKK)

منذ تقسيم ارض كوردستان بقرار من القوى الكبرى طبقا لمعاهدة سايكس بيكو السيئة الصيت في مطلع القرن الماضي وتجاهل ارادة الشعب الكوردي في البقاء على ارضه ووطنه، تشكلت العديد من التنظيمات السياسية والجمعيات الكوردية في اجزاء كوردستان الاربعة وقامت بنشاطات سياسية وثقافية مختلفة ومنها قادت ثورات وانتفاضات ضد السلطات الجائرة التي حرمتنا من ابسط حقوقنا الانسانية وفرضت سطوتها على ارضنا وشعبنا بالحديد والنار واستخدمت شتى انواع سياسات القمع والتنكيل والتشريد لثني امتنا عن المطالبة بحقوقها المشروعة.
في نهاية سبعينيات القرن الماضي وبالتحديد في27 تشرين الثاني من عام 1978 تشكل حزب عمال الكوردستاني في شمال كوردستان على يد مجموعة من الطلاب الماركسيين يقودهم عبدالله اوجالان بغية تنظيم الجماهيرالكوردستانية للمطالبة بحقوقهم القومية في عهد الجنرال فخري كورتروك الجنرال البحري الذي ترأس الحكومة التركية من ابريل 1973 الى ابريل1980.
بعد ستة اعوام من النشاط السياسي شرع الحزب بالكفاح المسلح في عام 1984 واتخذ من جبال جنوب كوردستان معقلا آمنا لقيادته وانطلاق مفارزه العسكرية لضرب القوات التركية ولهذا الغرض اقام تحالفا مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة الراحل ادريس بارزاني.
بعد ان احكم ال(PKK) مواقعه في المناطق الجبلية الوعرة من جنوب كوردستان،اصابه الغرور والعنجهية لفرض هيمنته على الساحة برمتها وسعى لتقويض دور الحزب الديمقراطي الكوردستاني عبر تصريحات قياداته وقيام جهازه الاعلامي بشن حملات دعائية مغرضة ضد البارتي وقيادته متجاهلا قوة ودور هذا الحزب العريق على الساحة الكوردستانية الذي كان ومايزال يشكل هاجسا للدول التي تحتل ارض كوردستان.
لم يأتي سعي حزب العمال لمعادات الحزب الديمقراطي الكوردستاني والقوى الكوردستانية الاخرى من فراغ بل جاء بناء على املاءات من الجهات المرتبطة بها لخلق التوتر بين القوى الكوردستانية وارادة قيادات الحزب للهيمنة على اجزاء

كوردستان الاربعة عبر اجنحتها التي شكلتها لهذا الغرض ، لكنه لم يفلح في مسعاه بسبب القاعدة الجماهيرية الكبيرة للبارتي وقدرته وتأثيره على المستويات المحلية والاقليمية وعلاقاته الدولية.
لم يفوت ال(PKK) أية فرصة لضرب القوى الثورية الكوردستانية من خلال علاقاته بنظم المنطقة ،فقد استغل علاقاته مع النظام السوري منذ عام 1981 حيث عقد مؤتمره الاول في تموز من نفس العام ومن ثم انشأ قواعد ومعسكرات للتدريب في بقاع لبنان الذي كان تحت سيطرة الجيش السوري انذاك وشهدت تلك الفترة ايضا حصوله على دعما من الاتحاد السوفيتي ضد تركيا التي كانت تمثل عضوا بارزا في حلف الناتو.
لانريد الخوض في مجمل الاحداث وتفاصيل علاقات ال(pkk) مع سوريا ، الا ان انقرة ودمشق وقعتا في عام 1998 على اتفاقية أضنه التي انتهت بأعتقال زعيم الحزب عبدالله اوجالان في عملية مخابراتية في افريقيا،لكن الحزب عاود تواجده وحضوره في سوريا بعد اندلاع ثورة الشعوب السورية ضد النظام في 2011 التي دفعت بانقرة الى التدخل في الشان السوري، من خلال دعم الجماعات المتطرفة الاسلامية التي كانت تحاول السيطرة على نظام الحكم في هذا البلد،لولا الدعم الايراني والروسي لنظام الاسد الذي ابقاه في السلطة.
وعلى صعيد علاقاته مع ايران ،منذ الاشهر الاولى لتغيير النظام في طهران في عام 1979 تحدثت تقارير صحفية عن وجود اتصالات لحزب العمال الكوردستاني مع الحرس الثوري الايراني محاولة منه للحصول على دعم مالي و تسليحي منه ،الا انه لم يفلح في ذلك نظرا لعدم ثقة قيادة الحرس به وذلك لكونه حزبا قوميا وربما يؤثر من خلال تواجده في ايران على المجتمع في شرق كوردستان وبالاخص بين شريحة الشباب.
ووفقا لتقريرمركز كارنيغي الأمريكي فأن اندلاع الأزمة السورية في عام 2011 ودعم ايران لنظام الاسد للسيطرة على الاوضاع،وتناغما مع السياسة الايرانية خفض الجناح الايراني لحزب العمال المعروف ب(بجاك) من نشاطاته في شرق كوردستان لبناء علاقات مع طهران من جهة وتلاقي مصلحة الجانبين في دعم نظام الاسد في سوريا،حيث عاود ال(PKK) نشاطه في شمال سوريا لممارسة الضغوط على تركيا من خلال ضرب الجماعات الاسلامية المتطرفة المدعومة منها وتعزيز موقف نظام الاسد للسيطرة على الاوضاع.

ومن الاسباب الاخرى التي دعت الى تقارب حزب العمال مع طهران، هو خصومته مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي له نفوذ كبير في المنطقة وفتور علاقات البارتي بطهران بعد الانتفاضة الشعبية في كوردستان عام 1991 وتشكيل حكومة وبرلمان كوردستان بمشاركة القوى السياسية الاخرى وتعزيز علاقاته مع الدول الغربيبة والاوربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا الذين لهم جذور تأريخية من حيث تواجدهم في المنطقة.
اما علاقات حزب العمال بفصائل الحشد الشعبي فهي معروفة للجميع من خلال تعاونهم وتنسيقهم في سهل نينوى وبالاخص في مدينة سنجاروالذي تسبب بعدم استقرار الاوضاع في المدينة وخلق مشاكل ومعوقات في طريق تنفيذ الاتفاق المبرم بين حكومتي بغداد واربيل لتطبيع الاوضاع في المدينة واعادة النازحين الذين مايزالون يعيشون في المخيمات ، فضلا على التسريبات التي تؤكد تلقي(PKK) المتواجدين في سنجار دعما ماديا من الحشد الشعبي فضلا على رواتب شهرية واسلحة واعتدة منه.
ان سياسات ال(PKK) خلال السنوات القليلة الماضية حيال النظام التركي توحي بأن هناك تفاهما بين الجانبين لنقل ساحة الصراع العسكري بينهما الى داخل اراض اقليم كوردستان وزعزعة الامن والاستقرار فيه و اخلاء القرى الحدودية التي تعد قاعدة جماهيرية للبارتي ومصدراً من مصادر ايرادات حكومة الاقليم من المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية والاخطر هو محاولاته الاخيرة الرامية الى جر قوات البيشمركة للصدام معهم حيث قام مسلحوا حزب العمال قبل اسابيع بوضع كمين في جبل متين على طريق البيشمركة وأطلقوا النيران عليهم ماادى الى استشهاد خمسة عناصر منهم وجرح اثنان اخرين وكذلك استشهاد بيشمركة اخر في محيط زاخو على يد مجموعة من قوات الب(PKK).
ان تلك العلاقات المشبوهة بالنظم المحتلة لأرض كوردستان والمحاولات الرامية لحزب العمال الكوردستاني لتقويض سلطة حكومة اقليم كوردستان وجر الجيش التركي لأحتلال النقاط الستراتيجية في حدود محافظة دهوك،تدل وبشكل لايقبل الشك على ان هناك مخططا مفضوحا مشتركا من قبل هذا الحزب ودول المنطقة لنسف المؤسسات الحكومية في الاقليم وانهاء كيان اقليم كوردستان الذي يشكل نواة لكيان كوردي مستقل مستقبلي في المنطقة.

هنا تتبادر لأذهان كل كوردي وطني شريف تساؤلات توجه لقيادة وقواعد ال(PKK) وهي اذا كان الحزب يسعى من اجل نيل الشعب الكوردي في شمال َكوردستان والاجزاء الاخرى حقوقه العادلة،اذن مالهدف من محاولاته الرامية لتقويض قوة وسلطة حكومة الأقليم التي كلفت الشعب الكوردي في جنوب كوردستان عقوداً من النضال المستميت والتضحيات الجسام؟
لو فرضنا جدلا انهار كيان اقليم كوردستان،ماذا سيكون البديل؟ اليس سيطرة وعودة مؤسسات الامنية والعسكرية للحكومة العراقية على جنوب كوردستان؟
والسؤال الجوهري هواذاكان ال(PKK) فعلايناضل من اجل حقوق الشعب الكوردي في اجزاء كوردستان الاربعة كما يدعي ،أيهما افضل ويصب في صالحه، وجود اقليم كوردستان وسلطته الشرعية وقوات البيشمركة في المناطق الحدودية لشمال كوردستان ام عودة وسيطرة الاجهزة الحكومية العراقية لتلك المناطق؟
هذه تساؤلات غالبية الشعب الكوردي وعلى قيادة ال (PKK) الإجابة عليها بشكل شفاف و عقلاني.