18 ديسمبر، 2024 6:09 م

(اسئلة النقد) للشاعر جمال جاسم امين

(اسئلة النقد) للشاعر جمال جاسم امين

(الكتابة النقدية بمنظور المعاينة الشعرية )
ترى ايمكن ،والامر كذلك من ان ينحصر المخيال الشعري في مجال اجرائية المناظره النقدية؟ وكيف هذا والامر في مجال المواضعات محصورا على وجه التحديد بما يتعلق وحدود هوية (المشاطره النقدية)؟ ام ان الامر هنا يبدو من جهة غاية في الاهمية لا يعدو باكثر من تقلبات محمومة (لعين شاعر) كما ان هناك فارقا بين مايشكله الخيال النقدي ومابين ماتصوغه لنا حقائق هذا الصنع، فالشاعر مهما تعدى في معرفيته وامكانياته الثقافيةلايخرج عن كونه ماخلق الا لوصف الاشياء، وتقرير المبادئ الجمالية لمسمى تلك الاشياء، كما يقول (البارودي) ..[عندما يصوغ الشاعر أي صياغة ماخارج حدود القصيدة فان ذلك يبدولنا مجرد قرين للحقيقة ولاصدق بالتصوير الذهني بالشيء الحقيقي ..ص36] ولنقل هنا ان المهم في الامر كله، هو ان معنى العمل الذي يخرج به الشاعر عن مجالات حدود عالم القصيده، قد يبدو لنا اقرب مايكون ب(المحموم) بين معطيات الاعمال النقدية المستقلة في عوالمها ومجرياتها .من هنا لربما من الاجدر ان نطالع كتاب (اسئلة النقد) للاستاذ الشاعر جمال جاسم امين ،فهو لربما يعد خير نموذج لعرض تجربة وظاهرة (الشعراء النقاد) التي قد لا أميل اليها في واقع الحال كثيرا, وذلك بسبب ضياع واختلاط الاوراق الاجناسية,في كتاب (اسئلة النقد) لعلنا قد لاحظنا طريقة صياغة الخطاب الشعري داخل حيثيات النظرية النقدية وفي مهاد يبدو لنا قد تجاوز انطباعية الدرس النقدي ليدخل حدود ماهية العرض الشكلي لمشكلات مغايرة وتحولات واجهة المعطى الاسلوبي والمضموني في المعاينة النقدية, فأننا ومن خلال القسم الاول من كياب الشاعر والذي قد جاء على اساس من عنوانة ب(محور نظري) ولكننا وبعد مطالعة هذه القسم لم نجد ماهو اهلا لما يخص او يتصل وحدود انساق ذلك العنوان التنظيري الذي راح يسلك جانب التنافر والتشاكل ما بين منطقة (عين الشاعر) وما بين (حرفية القارئ) للنقد ولثقافة النقد،ان عملية هذه التحولات القولية بين اصناف الاجناس الادبية لربما هي تشكل باكثر من فخ ومصيده ومئزق لمنعى اختراق المواهب والكيفيات المعرفية ،ومن امثال هذا هو كتاب (اسئلة النقد)

للشاعر العزيز جمال جاسم امين ،الذي قد استسهل عملية تحولات الطبيعيةالخيالية للشعر لديه ،فراح يسثمرها في جانب منها.
،من خلال استخدامه (الخبره /المجاز اللغوي /الثقافة النقدية) والاستخدام المجازي في الكتابة النقدية، يعني انتقالا في الدلالة الشعرية من ناحية ،وتمثيلا للحقيقة النقدية المعاينة من ناحية اخرى ،ان كتاب الشاعر بعد كل هذا قد اضحى لنا وللقارئ ،مجرد معاينة (ممسوخة) قد تمثل الحقيقة النقدية في اجرائية الكلام النقدي الشفاهي ،وليس بحقيقة في الوقت نفسه امام عوالم التطبيق النقدي والتنظير النقدي والادوات النقدية ،ولكن يبقى لهذا التحول مسرب اخر في عوالم كتاب (اسئلة النقد) وهي ان الصلة بين خيال الشاعر والناقد امام مرتبة الموازنة بين التخيل الشعري والتعقل النقدي ،وهي معطيات تتصل بلون من الاداء الذي يؤدي افعالا تتباعد تباعدا عن فاعلية وثقافة التخييل الشعري، وفي اطار هذه الثنائية بين التخيل الشعري والتعقل النقدي يصبح كتاب (اسئلة النقد) تابعا امينا ،يتلقى هبات العقل من افكار ومعاني دلالات المحسوسات الشعرية ،ومن هنا يبقى تحليق الخيال الشعري لدى جمال جاسم امين في عوالم كتابه النقدي داخل اندراجات (الكتابة النقدية بمنظور المعاينة الشعري) واذا تجاوزنا القيمة النقدية لهذا الكتاب ،فسوف لانستطيع ان نتجاوز معطيات الموازنة المعرفية والتخيل الثقافي المتعقل على مستوى تمثيل القيمة الادبية والتأريخية العامة والخاصة .كما بودي القول اخيرا للصديق الشاعر جمال جاسم امين ،ان الكتابة النقدية قد لاتدعونا احيانا بان نفكر بشانها ونجاهد في اطلاق الاحكام (التعاطفية) بحق الاخرين ،بل ان العملية النقدية هو ما نشعر به من واجب فكري وثقافي وتندمج معه وفيه ،من اجل ان نحدد ونسوق كيفية اطلاق الاحكام بحق آثار الاخرين ،كما وتبقى العملية النقدية (عملية معقدة) تتطلب من ممارسيها امتلاكهم الادوات والصيغ والرؤيا وايضا التعاطف في الاستجابة مع النصوص الجيدة وليس مع الاثار السيئة التي لاتستحق حتى منا وقفة الاطلاع والمطالعة .