18 ديسمبر، 2024 8:48 م

اسئلة المثقفين في دولة الانسان

اسئلة المثقفين في دولة الانسان

اثث عقله قبل لسانه بمصطلحات عديدة تجمع بين الغنج ودريدا والسياب وابي ذر والوجود والحياة والشعر والدمع وما يستسيغه الغير وما لم يستسيغه , يخيط ما مزقه اولئك الذين لا يفرقون بين الضاد والظاء وبين الدعابل الزرقاء والحجر الاصم وبين الجديلة التي تفترش اكتاف الصبايا وبين احزمة النسف الدموي الاسود , يجثو على ركبتيه عند أي رصيف يحتضن الكتب واليتم يئن حروفا منمقة يرصف اهاته على شكل نافورة حروفية يطفيء بها وجع الروح , دولة هو من الحيرة المشبوبة تحلم بحياة من المداد والخبز والورد يجيد الاستفهام كجسر وبوابة الى عالم المعرفة , ربما ينسى نفسه وربما لا يحصل على شيء ولكن يبقى بهي الطلة ورائع الحضور حتى وان جعلوه في اخر الطابور سيبقى يرمق من تصدر بغير الة بعين العطف والالم لانه اجل حلمه ببناء دولة قد يسميها دولة الانسان , قد يكون الوصف المتقدم قريبا من حياض المثقف , فمن هو المثقف وما الثقافة ؟ هل هي تحصيل ووعي ام ممارسة وسلوك ؟ من هو المثقف الحقيقي , هل هو الذي ياخذ لنفسه دوائر مغلقة من التفكير , هل هو من يخوض بالمسكوت عنه واللامفكر فيه ؟ ومالثقافة التي لها دور في بناء الانسان ووعيه ؟ ما دور الثقافة والمثقف بتحقيق المعادلة التالية (بناء الانسان قبل بناء الاسوار) ؟ ثقافيا , مالذي يقف حجر عثرة في طريق بناء دولة الانسان ؟هل اقترن وجود الثقافة بوجود التشاؤم والاستفهام ؟ثم ما الفرق بين العلم والثقافة ؟ هل للمثقف سلطة وما محددات هذه السلطة ؟ وكيف يتعامل المثقف مع الحقائق , مع الاخذ بنظر الاعتبار انها ليست معطا جاهزا متعاليا بل معطا تاريخيا متغيرا ؟ انشغالات المثقف باسئلة التجديد والاصلاح , هل هي انشغالات مثمرة ؟ هل انتبه المثقف العربي اليوم الى غياب سؤال كيف ننطلق من جديد وبات يراوح ضمن سؤال تعديل وتجميل القبيح ؟ كيف يتعاطى المثقف مع التحولات التي يعيشها العالم اليوم ؟ المواطن العربي بالعموم يعجز عن الانطلاق خارج مدارك الثوابت الدينية , قال الوردي (لو خير العرب بين دولتين دينية وعلمانية من سيختارون ؟ لكانوا اختاروا الدولة الدينية وعاشوا في الدولة العلمانية ) , كيف سيتعاطى المثقف مع هذه المتباينة ,هذا الواقع ؟ ثم ما دور المثقف في تهيئة واستحضار الشروط الذاتية للتحول ؟ هل النخب العربية تعاني من ضمور فلسفي في اللاوعي التاريخي ما يجعلها تعيد الحفاظ على الوعي القائم ؟ هذا بعض من عديد اسئلة لابد ان نقف عندها .