18 ديسمبر، 2024 9:04 م

اسئلة الحب في دولة الانسان

اسئلة الحب في دولة الانسان

كتبنا ونكتب وسنبقى نكتب عن الحب الى اخر شهقة وفسيلة لان من ينشد للحب سيبقى عازفا لسمفونية العطاء حتى وهو في قبره , فما الحب وما ثقافته ؟ هل هو سيناريو مفبرك رسمته بيادق العقل والعاطفة معا ام ريبورتاج يدلنا على اساليب التعري ونصف قطر دائرة ساق المرأة ؟ هل هو شريان مغذ لارهاصات الجسد والعاطفة والنفس والفكر أمْ هو قاموس يحكي عن فنون الوجود الاجتماعي؟ نظرتنا للحب اليوم هل هي مخالفة تماماً لمفهومه الحقيقي ؟ الباحثون عن الحب , هل هم الباحثون عن الدرب درب الصيف والربيع والندى وبياض الثلج والجديلة والقصب النابض بالسكر والقانون والظل وزرقة الماء ؟ وعندما تعلق القيثارة بين اليدين قد تعزف لحن للوطن والحب وعندما يعلق السيف بين اليدين قد يقطر الدم على جبين الوطن , فكيف نقرء المسافة بين القيثارة والسيف ؟ وذاك  الغجري الاسباني الذي غادر العهر قلمه وكتب (ولأنني متشرد في أرضي , أجدني أمشي وحيــــــدا , وأنا أبحث في الطرقات عن الدرب ) فهل يدلنا الحب على درب البناء والسلام وينقذنا من التشرد ؟ بالحب اوصى جبران ان يكتب على شاخص قبره (أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فأغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك) فهل يجعلك الحب دائم العطاء وان كنت في قبرك ؟ هل نحن قساة ان قلنا ان الحب عاطفة غير ديمقراطية , وهل هو الزمن الذي لا يوجد فيه ثقب يهرب منه الفرح , الحب وحده لا يستطيع مهما بلغت حرارته أن يخبز رغيفًا , فكيف يستطيع ان يبني الحب دولة ؟ الحب لايمكن تفسيره، ولا يمكن إلا معايشته واختباره، ومع أن الحب لا يمكن تفسيره فهو يفسر كل شيء , هل هذه مفارقة ؟ الحب مثل كل الأشياء يحتاج إلى حقيقة تثبته وتشهد له , فما الحقيقة التي تثبت الحب  ؟ عندما نأتي الحب متأخرين قليلاً، لا نستطيع ان نبني ذاتا او مجتمعا او رؤية  تبني دولة , فهل وصلنا الى عرين الحب متاخرين ام اننا لم نشرع اصلا برحلة الحب ؟ الحب يصنع المعجزات , لم يعد هذا الكلام تعبيرا مجازيا فقد اثبتت الابحاث والدراسات فوائد الوقوع في الحب , فكيف نستفيد من الحب ؟ من حق الحب علينا أن نعترف بوجود ثقافته التي تنعش ذاكرتنا وأرواحنا وحروفنا وسطورنا كعشاق كتاب وكلمة , والسؤال الذي يطرح نفسه هل حولنا ثقافة الحب الى ملكة سلوكية او معنى محمول؟ كان لأساطير الحب والعشق دورها الكبير في تغذية العقل البشري نحو مفهوم الحب وشروطه ومقاييسه , اليوم مالذي يغذي العقل البشري نحو مفهوم الحب ؟ لا ثقافة للحب إن لم يكن هناك ثقافة للحرية الفردية منشؤها وقوامها الثقافة الاجتماعية , كيف نفهم هذا الكلام ؟ نحن والحب امام محكمة صارمة وسمفونية الاعتراف بدات بالعزف , فهل نعترف بتراجعنا وتقصيرنا حيال الحب ؟ هل ترتبط مسألة الوعي الاجتماعي الأخلاقي ارتباطاً وثيقاً بثقافة الحب، لأنه لا حياة من دون حب، ولا وجود للحب إن لم تكن هناك ثقافة لمعنى الحياة؟ ثمة سؤال جديد تتطرق له الذاكرة .. هل نعيش اليوم قصص حب حقيقية ؟هل اصبح الحب مثل كرة في ملعب، البعض من الرجال يحصي كم عدد نسائه! وتلك التي جعلت من جسدها مهرجان تحصي كم عدد الشبان الذين يقفون لها على رصيف الشارع ؟ وإذا أردنا أن نعرف كيف ننتصر على عدونا هل علينا أن نفهم أولاً ما معنى الحب؟ وحتى نعرف كيف ننتصر على قوى الشر هل علينا أن نعترف بوجود ثقافة الحب كشرط أساسي للتكامل الإنساني الاجتماعي ؟