18 ديسمبر، 2024 11:55 م

ازيلوا اسمائكم عن مدننا..!

ازيلوا اسمائكم عن مدننا..!

نُسي اسمه وفضله، وخسرته الساحة العلمية والطبية العراقية، الدكتور الجراح حيدر البعاج مدير المستشفى التعليمي في البصرة سابقا. ويبدو اننا بحاجة إلى مراجعة جادة ونقدية لما جرى بعد العام ٢٠٠٣. فما الذي جناه الدكتور البعاج لترديه رصاصات الاجرام والجهلوالتصنيم، قتيلا بعد أن اعترض على تغيير اسم المستشفى التعليمي في البصرة والذي كان مديرا له بعد سقوط النظام مباشرة؟!

نظام استبدادي قبلي جاهل سقط، فتساقطت مع سقوطه أقنعة الزهد وزيف الفكر، نزعت ورقة التوت عن ادعاءات العلم والمعرفة، وظهر فيضمير بعضهم مجرما حرص صدام على تربيته. ويبدو ان ذلك الطاغي كان يقصدها بقوله: العراقي بعثي وان لم ينتم!

والعراقي البسيط ليس معنيا بهذه المقولة الشيطانية، بل من تسلط علينا جميعا.

كان التسلط الأول يغزو كل شيء، بداية من تسليط ابناء عشيرته على رقاب حزبه وعشعشتهم في الدولة، وصولا إلى اختزالها به اولا ثمأفراد من تلك العائلة المنبوذة من أبناء تكريت!

هوس العائلة ورمزيتها وقدسيتها يعود من جديد، فلا بدّ من ان تكون مدارسنا، مدننا، مشافينا، كل شيء تابع لهم ومسمى بإسماءهم. وليتهممن بناه او على الاقل قام بترميمه او تطويره، بل لم يجلبوا له سوى الخراب والدمار، ومن يعترض فمصيره لا يختلف عن مصير الدكتور حيدرالبعاج!

وكأنّ مشروعهم مسميات ومظاهر، عادة ما تشفي شعور المراهقين والجهلة وتسد النقص الناتج عن جهلهم واميتهم.

وكيف لجاهل ان يفرح بوضع اسم سيده، الذي جعله رباً، بلوحة ويعلقها على أبواب المستشفيات او مداخل المدن المسحوقة بؤسا وفقرا والمليئةبالنفايات؟ قد يعكس الأمر حقيقتهم، غير أنّ ثمة اعتراض لا بدّ من طرحه على الخيرين او من يحملون بقايا من خير في نفوسهم: لا تلوثوااسماء طاهرة كالحسين الشهيد عليه السلام وتعلقوه على جدار بناية متهالكة لا تقدم للناس سوى الموت والحرق. فالحسين أعظم، لا تقتلوهمرة جديدة عبر سماحكم للفاسدين بالاختباء خلف اسمه العظيم.

اما اسماء هؤلاء الذين يحاولون تقديس ذواتهم ومقارنتها بالسبط الشهيد، فلسنا بحاجة لها وهي ليست بحاجة إلى أن تتلوث اكثر، فقد بانتالنوايا، وانكشف الحجاب عن الاجرام والجهل القابع في نفوسهم. ولا معنى لإن تستمر اسماءهم وصورهم المتجهمة تحاصرنا في كل مكان،وكأن قدو العراقي أن يدمن رؤية السفهاء في الشوارع والمشافي والوزارات، وكأنهم يقولون ان نظرة إلينا تغنيكم عن الدنيا وبهرجها، بالضبطكما كان يقول مطرب الطاغية: (ضحكة من وجه صدام تكفى الشعب ٧ سنين..)!