22 نوفمبر، 2024 6:53 م
Search
Close this search box.

ازمة وقود ام انهيار شعب

ازمة وقود ام انهيار شعب

 خرجت هذا الصباح على دراجتي النارية متوجها الى محطة تعبئة الوقود القريبة لكنني حالما وصلت فوجئت بالمنظر المهول للجماهير العريضة كانها مصطفة لاستقبال كبار الشخصيات
 فعلا فان جلكان البانزين مصنف ضمن كبار الشخصيات
بعد تدافع وتداهن وهجوم وكر وفر وضرب وشتائم وسماع كلمات تخدش الحياء الحيواني لا الانساني اخيرا اصبحت داخل المحطة
هرج ومرج وصياح وشتائم من الشرطة على المواطنين بسبب عجزهم عن تحمل حرارة الشمس لساعات طويلة دون ان يتحرك طابور الجلكانات
 تناقشت كثيرا مع نفسي قبل ان افعلها واخرج محمولي الذكي لالتقط فيديو داخل المحطة  لاوثق مايحدث واخيرا فعلتها  تلفت يمنه ويسره وجدت عامل المضخة يصور ايضا تشجعت وقمت بالتسجيل
 بعد اقل الدقيقتين قطع الكهرباء و فوجئت بالصفارات وسيارات الشرطة واذا بالشرطة الاتحادية “التدخل السريع ” تتدخل لاجلاء المواطنين العزل الا من الجلكان العزيز الذي نال حظه من التدفير والتشمير والتشقيق
 هممت بالخروج متمتما لاعنا حظي العثر ولكن هيهات فالعيون الامنية لاتتوه عن المجرمين امثالي التقطني من بين الحشود  وكأن هذه العمليه الاجلائيه بسبب العشرون ثانية المسجلة
 اوقف الشاحنة امامي وصرخ  ” هيي انته اوگف . انطيني موبايلك !!  لم ارضخ للامر نزل من السيارة  امسك بيدي التي تمسك الموبايل لم يستطع ان ياخذه مني سلمني لشرطي اخر  ومن ثم لاخر  يبدو عليه التمدن قبض على يدي فحادثته بلطف وطلبت منه ان يترك يدي وانا ماش معه بارادتي
فوافق امرني بتسليم المحمول فلم ارضخ قال لي لماذا تصور قلت له لا اعرف انه ممنوع . قال لا انت تعرف .
 الموبايل لايزال بيدي قمت بلمسات عديدة نجحت فيها بمسح اثار جريمتي الشنعاء من ثم اتى اخر “امسكني من تلابيبي” = من قميصي  . وتمزق قليلا من القميص الذي ارتديه كلمته بهدوء فهدأ
ادخلوني لغرفة مكيفه حادثوني بلطف قالوا لي رجاءا لاتازم الوضع اكثر لاتتصل اوضحت لهم انه ليس بنيتي الاتصال فانا لست بمذنب دار جدال هادئ . تفحصت المحمول لاتاكد من حذف الفيديو . فاطمأن قلبي قال لي احدهم اعطني موبايلك لم امانع هذه المرة
 قلت لهم اريد ماء قالو هناك براد خارج الغرفة خرجت وعدت طبعا !! ” الموبايل عدهم ”  دار حديث حول الهمج وكثرة تعبهم فجاملتهم بقول الله يساعدكم ومن هذني الحچایات الحلوه بعدها احترموني بصراحة فهدأت خواطرهم
وبعد مدة من جلوسي متنعما بالهواء البارد مقارنة بخارج الغرفة قرروا الافراج عني بعد حجز لم يدم طويلا . قال لي كبيرهم الذي علمني السحر اتخذ هذه السيارات جملا . تسللت من بين السيارات وضعت “جلكاني” المبجل في عدة مضخات ولكنه ابى الا ان يرجع فارغا لايثقل على كاهلي  
توجهت صوب اقرب محلات الغذائية لابرد قلبي بقليل من الايس كريم وجدتهم يتحدثون عن ازمة الوقود والاسباب والحلول من جانبي شاركتهم الحديث و قلت لهم ماذا حصل لي داخل المحطة فاجابني احد الحضور متعصبا بقوله : تعرف لو انه مسؤول هناك چان جلدتك بصونده الهوز !!
 انته لو تريد تفجر لو تريد تفضحهم عالفیسبوك !! عجيب اجبته اي مفجر مجنون يصور قرب مضخة الوقود التي سيفجرها  ؟ اكيد ميفتهم الي يفكر بهيجي طريقة. قال لي لا ممكن تاخذ معلومات . قلت له عن اي شيء تافه اخذ معلومات ؟ ولمن اعطيها لايران ؟ او لامريكا ؟
 وجمت وجوههم دفعت “الربع” عن ثمن ما اكلت وتسللت خارجا عدت الى مسكني اجر الحسرات خائبا منتشيا بلذه الحرية المسلوبة
ولكن العجيب انني لم اتاثر من المذلة
ولم اشعر بالخجل
الحمد لله انا عراقي
عاش العراق البلد النفطي والشعب العـ… 
[email protected]

أحدث المقالات