23 ديسمبر، 2024 11:31 ص

ازمة نادر دندون بين فشل الحكومة وحنكة نقابة الصحفيين

ازمة نادر دندون بين فشل الحكومة وحنكة نقابة الصحفيين

ازمة جديدة القت بظلالها على الساحة العراقية التي تنوء بمشاكل وازمات لاحصر لها..هذه الازمة وان بدت للوهلة الاولى على انها بسيطة من حيت امكانية التعامل والتعاطي معها وحلها لكنها تتطلب الكثير من المرونة والدبلوماسية والمعرفة بالقانون الدولي لاسيما وانها تتعلق بصحفي يحمل الجوازين الفرنسي والاسترالي وان كان من اصول جزائرية.
نادر دنون تم اعتقاله  في بغداد لانه كان يحاول التصوير في “مناطق ممنوعة”.. وان كنت اجهل معنى “ممنوعة” في الوقت الذي يمكن فيه لاي متصفح للانترنت ان يحصل على معلومات وصور وخرائط وبيانات لاشد المواقع تحصيننا حول العالم.
الحكومة العراقية كعادتها تعاملت مع هذه القضية على انها “قضية شرف” وقامت باستعراض عضلاتها وكأن الامر يحدث لاول مرة متناسية ان دندون يحمل جوازي بلدين يبجلان مهنة المتاعب ويعتبرانها “السلطة الرابعة” بامتياز.
لست بصدد الدفاع عن دندون..فهناك دولتان كبيرتان تقفان الى جانبه الى حين خروجه المؤكد من العراق..لكن ماحصل معه يحدث بين فترة واخرى ويتم التعاطي مع هكذا قضايا ويتم حلها وفق الاعراف والقوانين الدولية دون ضجيج. ما اود الاشارة اليه في هذه القضية هو فشل الحكومة العراقية لاسيما وزارة الخارجية ووزيرها الذي يغط في سبات عميق منذ عشر سنوات.
على اية حال..الازمة في طريقها للانفراج بعد ان تدخلت نقابة الصحفيين العراقيين متمثلة بنقيبها الاستاذ مؤيد اللامي, حيث سارعت النقابة الى الاتصال بالجهات الحكومية المسؤولة عن ملف دندون وعملت على تسريع اجراءات محاكمته وفق الاصول القانوينة والانسانية.
ربما كان دندون هذا يبحث عن المجد والشهرة..وربما كان يجهل اجراءات الحصول على الموافقات اللازمة للعمل الصحفي في العراق وربما لديه دوافع اخرى..لكن التعاطي مع قضيته سجل فشلا جديدا للحكومة العراقية في كيفية التعامل مع القضايا ذات الطابع الدولي والمهني والانساني قبل ان تستفحل وتتحول الى ازمة مع مع دولة بحجم فرنسا او بحجم استراليا خصوصا وان حكومة بغداد تنوء بمشاكلها وازماتها الكثيرة.
اخيرا لايسعني الا ان اقول  MERCIمؤيد اللامي ..وصح النوم هوشيار زيباري.