ان المؤسسات التعليمية في العراق فقدت قدرتها على التأثير في المجتمع تدريجياً اذ كانت وتيرة التغيير الجاري في الحياة العامة أسرع من وتيرة التغيير داخل تلك المؤسسات ، كذلك ليس من سبيل الى ان مناهج دراستنا في التربية حسنة او سيئة ، لان دراستنا ليس لها في التربية منهج ما ، فقد ظلت زمناً طويلاً تعتقد ان التربية شيء يتحقق بالكتب والحكم التي يستظهرها الأطفال ، اذ لو سألت كثير من المعلمين لإجابوك ان غاية التعليم إنما هو انشاء الشخصية وتكوينها ، وذلك شيء لا يختلفون فيه ، فأذا نزلت الى الأصول والقواعد والمناهج التي اتخذت للوصول الى هذه الغاية لم تجد اصلا ً ولا قاعدة ، بل ان الغاية قد اهملت كل الاهمال . فقر المناهج التعليمية مقارنة مع التقدم التكنولوجي والعلمي والمعرفي الذي وصل اليه العالم ، قد يحتاج البعض الى قراءة بعض المجلات والجرائد لتغنيه عن بعض مناهجنا التعليمية … ان المناهج يجب ان تركز على المعرفة والمهارات والقيم التي من شأنها ان تركز على كفاءات المخ وتنميتها كل ما تقدم هو انتقاد نظري لمشكلة التعليم في العراق ، وان انتقلنا الى الواقع فسيكون الحديث ذو شجون ، من قلة المدارس وردائتها ، وقلة عدد الصفوف داخل المدرسة الواحدة ، حيث يجلس اكثر من ٧٠ طالب في صف واحد ، واكثر من ٤ طلاب في الرحلة الواحدة ، والكثير الكثير من الاهمال واللامبالاة بمستقبل الأجيال القادمة المناهج التعليمية اصبحت عقبة امام تقدم العملية التعليمية والتربوية في العراق ، اذ اقترب نصف العام ولم يحصل الكثير من الطلبة على الكتب ، بسبب تغيير المناهج ، فلا الوزارة غيرت المناهج بشكل كامل ، ولا هي ابقت على المنهج القديم حتى يتسنى إكمال طباعة المنهج الجديد ، حيث ان وزارة التربية تعلم ان مخصصاتها كانت ٥٠٪ ومع ذلك غيرت المناهج واعادت طباعتها ، كذلك ان الوزارة تعاقدت مع المطابع على إنجاز الكتب بعد شهر من بداية العام الدراسي ، واستغلت ذلك المطابع بشكل سيّء ، حيث قامت بتوزيع الكتب في السوق السوداء قبل ان تسلمها الى الوزارة ، وَمِمَّا يظهر كذلك ان هنالك تعمد في اعادة طباعة المناهج في كل سنة حتى لو لم تحتاج الى اعادة ، وذلك لان اعادة الطباعة يترتب عليها إيفادات وكوميشنات لمافيات الفساد داخل الوزارة ان التطور التقني المتسارع للعالم ، قلب جميع المعادلات وجعل تطوير نظم التعليم وإعداد المعلمين والمناهج شيئاً لا يستهدف التحسين ، وانما شيئاً يتطلبه البقاء .