لابد لنا ان نعرج ولو قليلا على السياسة في العراق، تعاني من عدم الفهم لدى البعض، وهذا سببه الرئيسي الفئوية ،الحزبية، والمكاسب، سواء الشخصية، والانتخابية، بل المنفعة الشخصية في الاغلب الاعم ، وهذا ناتج عن الفهم الخاطيء للتعاطي معها.
وبما ان ساحتنا تعاني من المشاكل المتراكمة، جراء الجذب والدفع من كل الاطراف، والناتج عن التعاطي معها من الفوق، وليس من القاعدة، ولوتم التعاطي معها عكس ذلك، لكان اسلم ليتم مضغها والمغزى المطروح على الساحة السياسية، وهذا بالطبع مفهوم مغلوط، لانه ينتقص الحوار، والشفافية،والفهم السياسي للطرف المقابل، وانعدام الثقة، فيتعاطى معها وكأنها ضده، وكماهومعلوم، فانها ليست وليدة اليوم، ولاننسى النظام السابق، ترك ارثا لايمكن التغاضي عنه، لانه السبب الرئيسي في تعاظم هذه المشاكل، ولهذا ترى بين الحين والاخر، بل بالامس القريب من يمجد صدام، ويترحم عليه، وترفع اعلام نظامه وعلنا، وامام القوات العراقية التي لاتحرك ساكنا، لانهم يفتقرون تطبيق القانون، وهذا ايضا يصب في جانب الخلط في الاوراق، والتدخل في امور القضاء، وتسييسها لصالح حزب دون الاخر .
نحتاج الى حوار سياسي، ومن اسس نجاحه ان يكون شفافا، وعلنيا، وكشف الاوراق على الملا، ليكون ملزما، لا كما جرى في السابق، وخير مثال على المؤتمرات والاتفاقات التي تجري بالخفاء،(مؤتمر اربيل)، ولحد الان لم يتم الكشف عن ماهية الاتفاق للكتل التي ذهبت، خشية رد الفعل الشعبي والمطالبة بتنفيذ نقاطه، وبقي على الهامش، لانه غير مكشوف وغير ملزم بتطبيقه كون الاتفاق لم يعلن عنه علنا واذا تم الكشف عن بنوده ستترتب عليه اجابات عدة، ومن المؤكد ان فيها ضررا كبيرا للمواطن، والا لماذ لم يتم الكشف عنها، ومن المعروف ان الاقطاب السياسية كثيرة، ويجب ان تكون كلها في طرفين، وذلك لسهولة الطرح لانه لو طبق بغير ذلك، ستجد مناوشات من هنا وهناك، ولايتم التفاهم، ولنا في مجلس النواب اسوة حسنه، قانون الانتخابات ونحن في الاشهرالاخيرة من عمر الحكومة الحالية، اسفر اخيرا بعد ان اعيا المواطن وتعطيل الكثير من المشاريع، التي كان من الممكن ان تقر وبمدة قصيرة جدا وليس كما جرى، واموركثيرة هي التي تجري من هذه الشاكلة التي نعاني منها، فقد طرح السيد عمار الحكيم حوار الطاولة المستديرة،منذ زمن بعيد وكان فيه الكثير من الحلول، ولم يتم التلبيه لها، كونها تفضح الكثيرمن السياسيين وارتباطاتهم الخارجية مع دول الجوار واجنداتهم، وبعدها وثيقة الشرف، والتي لو طبقت كما هو مرسوم لها لما بقيت المشاكل، فقط تم الحضور امام الاعلام والملأ على انهم متفقون، ولاتوجد اي مشكله لتطمين الجمهورالذي يمثلونه .
وبين الحين والاخر ينبري لك احد السياسيين، ويصرح بما ليس على الورق، وليس من اولوياته لقاء الكسب الانتخابي، بل الانقسامات داخل كتلته، فهل سيستمر الانقسام السياسي جراء هذه التجاذبات والتناحرات، وهل سيعي سياسيونا خطورة المرحلة القادمة، لان البعض قد خسر مؤيديه بالساحة، وبدأ يستجدي العطف، ويقلد مشاريع الاخرين، بل ويمني الجمهور لو اخذنا هذه الدورة، سنعمل على….
الان انت في مرحلة وان كانت على نهايتها كان من الممكن ان تفيد جمهورك فلماذا التمني بدورة اخرى لتعمل، الم تكفيك الاربع سنوات الفائتة وتعمل منذ توليك المنصب وتاخذ دورا ثانيا مستريحا بدون عناء لان اعمالك هي التي رفعتك .