لكل زمان دولة ورجال ، الا ان السياسة ثابتة ثبات العهر على مر العصور ففي عصر انكيدو الذي خط قصة الطوفان قبل الرسالات وبحث عن الخلود قبل الامناء العامين للاحزاب العراقية ..في عصره كان يوجد عاهر وعهر وظلت ليومنا هذا الا ان العهر توسع فلم يعد حصرا على العاهرات، ، وحتى وسطاء العهر (القوادين) الذين اثبت بمقال قديم لي انهم اشرف بكثير من الطائفيين ، تطوروا ايضا وتوسعت مهنتهم لتشمل الطائفيين وبعض وعاظ السلاطين ..وبعض المعممين ، وطبعا لن ننسى عاهرة الكاتب الجليل نجيب محفوظ عندما سألها الزبون لماذا امتهنت هذه المهنة وكان المؤذن قد انهى آذانه وبدأ بالدعاء للملك فاروق فأجابته : ما بها مهنتي اوليست اشرف من مهنة هذا المؤذن ؟؟
كيف تطور العهر في زمننا ومتى ؟؟ عندما تسيس الاسلام وتطوئف وعندما دخلت السياسة العاهر الى الجامع والحسينية دون وضوء كونها لا تتوضأ اصلا ، فصار العهر رغما عنه حالة سياسية طائفية ..كيف ؟؟ الكل يتذكر التخفي خلف الرموز الدينية الذي حصل ابان الانتخابات النيابية الاولى وكيف انتشرت صور السيد السيستاني وخصوصا مع القائمة 555 ،وتتذكرون كيف قامت الدنيا ليلة الانتخابات كون اعلامي مغمور(خارج العراق) تحدث ناقدا عدم اصدار سماحته فتوى بقتال المحتل وعلى قناة فضائية (خارج العراق) ايضا …اما الاحتجاجات الجماهيرية (ليلة الانتخابات) فكانت داخل العراق وبعض المحتجين يحملون الهراوات مهددين رغم ان القناة والاعلامي هما في الخارج كما اسلفنا وهما خارج المدى المؤتر للهراوات ولكن الناخبين المساكين هم ضمن المدى ففهمو الرسالة وانتخبوا 555 لانها صورت لهم ان المرجعية معها والهراوات تمثلها ..اذا” تم تسييس ذلك للدعاية الانتخابية للاسلام السياسي الشيعي وانتهى الموضوع في اليوم التالي حيث ذهب الناس الى الصناديق خائفين من الهراوات .
بعد ان خف تأثير كل الرموز الدينية بسبب وضوح عدم قدرة المرجعية العليا على دفع الحكومة باتجاه الاصلاح الى الحد الذي دعى السيد الكربلائي ممثل المرجعية للقول ((بحت اصواتنا)) وبسبب التنامي المتسارع لمرجعية اخرى تذكرني بقول لأحد شيوخ آل أزيرج بعد الانسحاب من الكويت موضحا عدم جدوى مقاومة الرئيس صدام حسين واصفا اياه بأنه (( السيف المسلول والكيس المحلول))يقصد سيف على من يقف ضده ومال لمن يقف معه
اليوم بدأت الاحزاب الاسلامية الشيعية ومعها كتلة بابليون المسيحية المؤمنة بفكر السيد المالكي حيث صرح زعيمها قبل اسابيع بأن هناك عسكر يزيد وعسكر المسيح (ع) وغدا قد يقول عن سهول نينوى(we will never give it) والتي تعني بالعربية (ماننطيها) والله وحده يعلم كم حسينا في هذا الشعب الجليل الصابر وكم يزيدا في هذه الحكومة المتحاصصة خرجنا عن الموضوع لنعود فنقول ان هذه الاحزاب الاسلامية عرفت حق المعرفة ان الاسلام السياسي بات عدو الدين قبل ان يكون عدو الشعب فالاخوان المسلمين ليس اسمهم هكذا بل هم اصبحو متحدون للاصلاح ، او تحالف القوى او او وهم ..وهم تنمية في تركيا ونهضة في تونس ..اما اخوتهم في الكعكة فهم يسمون انفسهم وكأنهم غير اسلاميين على الاطلاق فهم الاحرار وهم دولة القانون وهم كتلة المواطن وهم التحالف الوطني ، اليس هذا دليلا بائنا على الفشل ؟؟اليس هذا اعادة تدوير للفشل؟؟ ووعي تام منهم على انهم اصبحو ليس منتهي الصلاحية فقط بل غير مرغوب بهم ؟؟ وعلى من هذا اللعب؟؟على الشعب الذي انجب الرصافي ((علم ودستور ومجلس امة)) وانجب النواب الذي قال(( ان السياسة عهر فدول))؟؟
الدولة المدنية قادمة شئنا ام ابينا لأنها باتت ارادة شعبية خالصة لم تفلح ولن كل محاولات تشويهها وكل محاولات المال السياسي والدول (القومية) التي تتغلف بالاسلام والدول (العلمانية الاتاتوركية) التي تتغلف بالتسنن وليس في دستورها كلمة واحدة عن الدين او التسنن ، والدول (النفطية ) خادمة المقدسات …نعم انها قادمة طالما نحن ننتخب الدولة الدينية ونهرب منها للعيش في الدول المدنية..هذه المرة سنعيش في دولتنا المدنية الديمقراطية بعد طول انتظار (فيا عشاقها تحالفو) وليولي موقع الامين العام الذي قد يخسره من يتحالف لأنه سيربح بدله العراق كله … ثم ..لقد شبعتم ..ونحن سئمنا