20 ديسمبر، 2024 1:03 ص

ازرع الكذب تحصد النفاق..؟!

ازرع الكذب تحصد النفاق..؟!

ليس سهلاً أن تخرج مجتمعاً من جلده التاريخي في زمن قصير وبثورة مالية تحتاج لوقت طويل ريثما تلقى بذورها وتنبت. إنه الحلم الممنوع. فلكل جماعة بشرية ثقافتها وجذورها وعاداتها وتقاليدها. صحيح أن الكثيرين من أفرادها يذهب إلى الغرب ويمارس هناك قدراً من الحرية ونمطاً مختلفاً عن حياته ولكنه ما إن يعود لبلاده وبيئته حتى يلفه رداء الفضيلة والعادات والتقاليد الراسخة والمنسوخة.
هذا هو الفرق بل الوصف الدقيق لزمن النظام الوطني السابق ونظام المالكي الحالي والأخير. هكذا يهمس أهل العلم والمعرفة. حين لا يجدون مقياساً للمقارنة. بين الغزال السابق والقرد الحالي.
النظام السابق كان كثير الخبرة ويحمل أقطابه صفات رجال الدولة. يضبطون أنفسهم ومشاعرهم ويقدمون ما يعتبروه المصلحة على ما قد يحبون أو لا يحبون. يستمع لما يجب لا ما يحب. ساعدهم أن سلوكهم متفق مع خطابهم. لم يكن النظام الوطني السابق ثنائي السلوك. كان صادقاً مع نفسه أولاً ومع الناس ثانياً ومع عالمه العربي والإسلامي ثالثاً. وقد أعطاه هذا حضوراً غير مسبوق لنظام عربي إنهار بعد إنهياره بفعل الغزو الأجنبي الخارجي العمل العربي المشترك الذي كان يقوده العراق بعد انسحاب مصر برحيل عبد الناصر. نظام صدام كان حاضراً بالرضى والثقة بالنفس والناس. نظام المالكي حاضراً بالخوف والمداراة وشراء المشاعر وبالنفاق والحلم وضغثه.
سينبت جيل جديد أصغر يدور ويدار به الصراع بقوانين الحياة. بقوانين السياسة وما يحيط به أو يرتكبه. لن يبقى النظام العراقي ولا بقية الأنظمة الحليفة والرديفة له. سيكون المستقبل مختلفاً وقد زرع المالكي بوحي من أوحى أسباب انهياره. إنه التحدي العظيم والصراع القادم الكبير. هنالك من يقول أن إختيار طهران للمرشح الشيعي الليبرالي الإقتصادي المخضرم “علي عبد الأمير علاوي” بديلاً عن المالكي لكي تبقى طهران ممسكة بمخانق القرار السياسي العراقي. عبر رجالاتها من الجيل الأول. مع تطعيم الحكومة الجديدة ببعض أبناء الجيل الثاني. شرط إبعاد الجيل الثالث الذي تخشاه طهران والجيلان اللذان سبقاه لأنه تربى في الخارج ولا يرتبط بثقافة الصراع الحالي. وحين يجيء قدر الله على الجيل الأول الذي قارب السبعين وتجاوزها لن يكون هؤلاء الأكفياء اليوم أحياء غداً. لابد إذن من وارث يسبق الخوف القادم فيضع حداً للصراع. يحسمه فجأة بخيار الأكفأ. الاسم لبقائه. يحسمه فتبقى الأُسر الحاكمة- الدينية والسياسية- العراقية والتبعية، أو يحسم الجديد بقاءها فيضعها جانباً. وتلك هي الأيام نداولها بين الناس.

أحدث المقالات

أحدث المقالات